لتجربته المريرة معهم رفض المغفور له الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت العاشر، جميع المحاولات والضغوطات التي مارستها عليه شركة «جورج سكوت» من أجل دفعه إلى إتمام عملية شراء ماكينة تقطير مياه البحر، حتى أن الشركة عرضت بيع المياه مجانا لمدة شهر (!) وتخفيض السعر القديم المتفق عليه سابقا.
>>>
وردت القصة في الوثائق التي حصل عليها مركز البحوث والدراسات الكويتية والتي نشرها الأستاذ الدكتور عبدالله الغنيم في كتابه «بحوث مختارة من تاريخ الكويت» وقد تمت المراسلات المتعلقة بماكينة تقطير الماء خلال عامي 1922 و1923 بين حاكم الكويت من جهة و«الميجر مور» الوكيل السياسي البريطاني و«مستر كامبل» وكيل شركة سكوت في لندن، وتكشف الوثائق عن ثبات الحاكم على موقفه رغم الضغوط.
>>>
يعود أصل هذه القصة الطريفة إلى العام 1914 عندما جلب الشيخ مبارك الصباح، رحمه الله، محطة تقطير لم تبدأ عملها إلا في عهد الشيخ سالم المبارك، رحمه الله، عام 1919 ولم يكن الماء المنتج منها عذبا كعذوبة الوعود المعسولة، أما سعر غالون الماء المنتج منها فكان أعلى من سعر الماء المجلوب من شط العرب.
>>>
أطلق الكويتيون على هذه الماكينة اسم «الكنديسة» من الاسم الإنجليزي condenser وتعني المكثف، وتوجسوا خيفة منها بسبب النتائج المخيبة للآمال التي دفعت الشيخ أحمد الجابر إلى رفض عروض الشركة وإصراره على استرجاع ثمن الماكينة التي اشتراها جده مبارك، كما أصر على إزالتها ونقلها من البلاد، فكان له ما أراد.
www.salahsayer.com
salah_sayer@