تعمدت الحكومة البريطانية عدم الإعلان عن اتفاقية الحماية مع الكويت عام 1899 وذلك بسبب عدم رغبتها في استفزاز الدولة العثمانية كي لا تزيد الأخيرة من الضغوطات على الشيخ مبارك الصباح، فتسببت تلك السرية في عجز بريطانيا عن إرسال مندوب لها ليقيم في الكويت علانية، خاصة أن الدولة العثمانية ليس لديها مندوب في الكويت!
***
تفتقت السياسة البريطانية عن فكرة سرية أخرى تمثلت بإرسال شخص أجنبي للإقامة في الكويت والعمل كمراسل خاص لوزارة الخارجية البريطانية، فتم اختيار علي بن غلوم رضا (إيراني الجنسية) للإقامة في الكويت تحت غطاء العمل بالتجارة، وكتابة التقارير والأخبار عما يدور في الكويت وكذلك نقل مراسلات الشيخ مبارك إلى الحكومة البريطانية.
***
مركز البحوث والدراسات الكويتية قام مشكورا بجمع عدد من تلك الرسائل من الأرشيف البريطاني ونشرها في كتاب حمل عنوان «إخبار الكويت ـ رسائل علي بن غلوم رضا ـ الوكيل الإخباري لبريطانيا في الكويت» وحرر الكتاب وقدم له رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم. والكتاب نافع للباحثين والمهتمين بتفاصيل العلاقة الوطيدة بين الكويت وبريطانيا.
***
في احد التقارير نقل الإخباري بن غلوم الحوار الذي دار بين الشيخ مبارك والقائد البحري التركي حين سأله حاكم الكويت عمن أمره بالقدوم إلى بلاده؟ فقال القائد إنه مأمور من الباب العالي وبتكليف من حمدي باشا والي البصرة، فطلب منه مبارك ان يعود أدراجه هذه الليلة، فأجاب القائد التركي بأن عودته بمثل هذه السرعة فيها إهانة للدولة العثمانية، فرد عليه الشيخ مبارك غاضبا بأنه «لا يريد زيادة كلام في هذا الموضوع»! ويكمل بن غلوم نشرته الإخبارية قائلا «وقد عاد التركي بالفعل في الساعة السادسة بحال من الذل».
www.salahsayer.com
@salah_sayer