نجح البوعزيزي في تغيير دولته تونس التي عبرت بوابات الديموقراطية في سلام، وذلك بسبب البنية المدنية التحتية التي ارسى دعائمها الحبيب بورقيبة، بيد ان «تعويذة» البوعزيزي فشلت فشلا ذريعا في الدول العربية الأخرى، حيث حرنت هناك مواكب التغيير، وغرزت عجلاتها بالوحل، وكادت الرمال المتحركة تبتلعها، عندما سقط طاغية واحد فخرج من بعده مئات الطغاة!
****
منذ ان عرف العرب الربيع الموبوء وهم يعيشون في دوامة شريرة مجنونة، تجرجرهم التيارات وتتقاذفهم الأحداث وتطوح بهم الأيام، فمن مشكلة إلى مصيبة، ومن داهية إلى أدهى، ومن حفرة إلى «أحفر» منها. يتابع العالم أخبارهم المتلفزة وكأنه يتفرج على فيلم من أفلام الرعب حيث دراكولا العربي يحز الرؤوس، ويسمح للهاربين من طريقه بركوب قوارب الموت تقذف بهم في لجة البحر المتوسط.
****
هواة المؤامرة يتهمون «الاستعمار» بأنه غير رأيه بتقسيمة سايكس بيكو للنظام العربي القديم، وان التقسيم مقبل لمصلحة اسرائيل! بيد أنهم لا يجيبون عن السؤال «لماذا الآن؟» وفي الماضي كان إعادة التقسيم أسهل، كما أن الدول القطرية (الوطنية) لم تضر إسرائيل ولم تهزمها ولم ترم اليهود في البحر، فعن أي مصلحة يتحدث المتحدثون؟ ولماذا الهرب من مواجهة الذات؟
www.salahsayer.com
salah_sayer@