حالما انتفضت الشعوب في دول «الربيع العربي» ضد حكامها الطغاة وخرجت المظاهرات الغاضبة إلى الشوارع، هبت جميع الشعوب العربية مؤيدة لها، بما فيها الشعوب الهانئة التي لا تعاني من قهر الحكام مثل دول الخليج، حيث يسود الحكم الصالح وحيث الاستقرار وتقارب الحاكم والمحكوم، فكان التأييد بدافع رفض الضيم ومساندة المظلوم، وتلك «فزعة» نبيلة وسجية حميدة جبلت عليها شعوبنا وحكوماتنا وحكامنا، والتاريخ شاهد.
>>>
كان الناس في الخليج وتحت وطأة الحماس ينطبق عليهم المثل القائل «يا غافلين لكم الله» حين ركبت جماعات الإسلام السياسي الموجة وحاولت استيراد أو تهريب الثورات إلى داخل البيت الخليجي، فعمدوا إلى خلط السم بالدسم، وتضخيم الأخطاء وتسخيرها لخدمة شعاراتهم المضللة بهدف «خلجنة» الربيع المسخ.
بيد أن الشعوب، وقبل فوات الأوان، انتبهت إلى غفلتها فرفعت غطاءها عن تلك الجماعات الآثمة لتبدو سوآتها أمام الناظرين.
>>>
دول خير ترفل في نعمة من رب العالمين، تقودها بيوتات حكم رشيدة، وسيوف مجربة، حولت الصحارى إلى مدن عظيمة، ومجتمعات هادئة تنعم في الأمن والأمان، يطلع فيها غر جاهل يريد التغيير! تسأله «تغيير ماذا يا عمو؟» فلا تجد لديه إجابة شافية سوى الإجابات الصماء العمياء البكماء التي تؤكد تعرضه لعمليات غسيل مخ حتى أمسى يرى الرخاء بؤسا، ويلقي بنفسه وبلاده في التهلكة، متوهما أنه يصنع قصرا في الجنة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@