في الشرق الأوسط لو أعطينا طفلا ورقة وقلما وطلبنا منه رسم صورة ترمز للعنف لرسم «إنسانا» ميتا ودماء أو طائرة ترمي قنابلها على الناس، ولو طلبنا من طفل غربي ذات الطلب ربما لرسم لنا «حشرة» ميتة أو صحنا مكسورا.
فمفهوم العنف وإلحاق الأذى بالآخر في مجتمع يجيز للزوج ضرب زوجته كما يحدث في سائر المجتمعات الإسلامية يختلف عن مفهوم العنف في المجتمعات الغربية، حيث القوانين تعتبر إجبار الزوج لزوجته على ممارسة الجنس اغتصابا يعرض مرتكبه للعقوبات.
***
يرتبط العنف في ذهنيتنا بالبطش والقتل والدماء والضرب والتخريب والحروب بين الأعداء أو الخــصوم، وتغيب عن هذه الذهنية مفاهيم وممارسات أخرى للعنف.
ففي العديد من البيوت (والبيوت أسرار) تتم أشكال مختلفة من العنف الذي يحدث داخل الأسرة، كضرب الأبناء أو قهر الخدم وإساءة معاملتهم أو احتقار الزوج لزوجته أو العكس (!) وكذلك في المدارس يتعرض التلاميذ للعنف من المعلم أو فيما بينهم، وفي الشوارع نمارس العنف المروري وعدم احترام قانون المرور، كما أشير إلى العنف البيئي الذي يمارسه الأفراد والحكومات ضد البيئة وإلحاق الأذى بها.
***
من أشكال العنف الذي نمارسه على بعض، الحملقة أو (الخز) واختراق خصوصية الآخرين بالنظر، وهي عادة سيئة منتشرة في مجتمعاتنا المتخلفة، ويمكن ملاحظة عدم وجودها لدى الأمم المتحضرة التي تغيب عنها مظاهر العنف والأذى بين الناس، ويسود القانون واحترام الآخر، كما يحضر فيها «العنف الرشيد أو الحميد» والمتمثل بالألعاب الرياضية العنيفة، مثل «الروديو» وامتطاء الأحصنة الجامحة، أو ألعاب الكرة العنيفة مثل «الركبي» أو «الفوتبول» أو ركوب الدراجات الوعر في الجبال، أو التزحلق على الجليد، وفي السنوات الأخيرة انتشرت لعبة «الباركور» وهي تخطي الموانع والقفز بين المباني.
www.salahsayer.com
@salah_sayer