من الدارج الشائع في ثقافتنا العربية وصف المجتمع الأوروبي بانعدام الأخلاق والسبب يعود إلى مفهومنا الخاص بالأخلاق والذي جعلناه المقياس الأوحد للحكم على صلاح هذا الشخص أو فساد شخص آخر.
ولم يشفع للمجتمع الأوروبي انتشار الصدق بين الناس وانحسار الكذب وانتشار الأمانة والالتزام بالقانون والحرص على احترام خصوصية الآخر.
رغم أن السلوك الفاسد أو غير الأخلاقي في نظرنا والذي يحدث في المجتمعات الغربية بسبب الشفافية وسيادة مبادئ الحرية يحدث سرا في مجتمعاتنا حيث العتمة تحجب الأنظار.
***
بعضنا يرى ان خروج الأبناء في سن معينة للعيش خارج منزل الأسرة في الغرب دلالة على تفكك المجتمع الغربي، ويغيب عن أذهاننا أن الأمر يختلف لديهم حيث تختلف المفاهيم هناك.
فهم على عكسنا يهتمون كثيرا بتربية النشء في السنوات الأولى (الأهم) كما انهم يعيشون في مجتمعات تسودها القوانين والشفافية والاحترام، لذا فان خروج الفتى أو الفتاة من منزل الأسرة بمنزلة الانتقال من غرفة إلى غرفة اخرى في داخل الوطن (بيتهم الكبير) الذي يحرصون على نظافته مثلما نحرص نحن على نظافة منازلنا ونهمل نظافة الشوارع.
***
الأخلاق الحقيقية لا يغيرها المكان ولا الزمان.فالصدق فضيلة مذ كانت الخليقة لأن الصدق قيمة طيبة لها اثرها الطيب في المجتمع البشري بعكس الكذب المرذول على الدوام.
ولهذا نجد أن الإنسان الصدوق شخص محمود الأخلاق بصرف النظر عن هيئته. اما في مجتمعاتنا العربية حيث شكل تسريحة الشعر أو الملابس يمكن أن تدمغ المرء بانعدام الأخلاق مثل (الخنفس) صاحب الشعر الطويل الذي يعلق سلسالا على صدره.
علما بأن الفرسان الشجعان في الماضي كانوا يطيلون شعورهم ويزينون صدورهم بالقلائد.
فكيف تحول الشعر الطويل من علامة للفروسية والشهامة إلى دليل لعدم الأخلاق؟!
www.salahsayer.com
@salah_sayer