تفتخر اسرائيل بأنها دولة ديموقراطية، لكنها مع ذلك تشعر بأن حدوث تحول ديموقراطي في المنطقة يعد تهديدا كبيرا لأمنها ومصالحها، فهي تنظر الآن أكثر من اي وقت مضى بتخوف شديد إلى النقلة الديموقراطية التي تمر بها تركيا اليوم والمتمثلة في انتقال السلطة من الجيش الى الشعب التركي الذي اصبح يقرر مصالح بلده بنفسه دون اي وصاية خارجية عليه وهو ما جعل تركيا تعلن بكل حرية وشفافية عن مواقفها تجاه القضايا العالمية والمحلية، ومن ذلك موقفها المشرف الذي أدان فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الإنسانية في الأراضي المحتلة مع علمه بأن ذلك سوف يثير حفيظة اسرائيل حيث اتهمت تركيا بأنها تقترب إلى العرب اكثر من اسرائيل، بل ذهب اللوبي الاسرائيلي الى الضغط على اللجنة الخارجية في الكونغرس من اجل التصويت على إدانة تركيا بارتكاب جرائم ابادة ضد الارمن خلال الحرب العالمية الثانية، ولازلنا نتذكر المعاملة السيئة التي لاقاها السفير التركي اوغوز تشليك على يد المتطرف ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي. حتى اعلان د.محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن ترشحه لرئاسة الجمهورية في مصر تعتبره اسرائيل مسألة تهدد مصالحها لأنها ترى فيه لاعبا جديدا على الساحة السياسية في مصر وقد يتسبب نجاحه في فرض واقع جديد يضر بالعلاقات القائمة مع مصر وهذا ما دفع اسرائيل الى المبادرة بإبداء تخوفها لدى الادارة الاميركية من انتخابات الرئاسة المصرية القادمة والطلب منها تفهم الموقف الاسرائيلي مع عدم التدخل في تأمين سير انتخابات نزيهة. فإسرائيل بمواقفها تلك تثبت أنها لا ترتاح لأي تحول ديموقراطي في المنطقة ولا تتردد في التدخل من أجل إجهاضه بكافة الوسائل على اعتبار أنه يتعارض مع مصالحها حتى تتباهى أمام الرأي العام العالمي بأنها البلد الديموقراطي الوحيد في المنطقة.