عبّر تقرير مؤتمر قمة أهداف الألفية للتنمية الذي عرض أمام الجمعية العمومية في نيويورك خلال الفترة من (20 ـ 22) سبتمبر عن تفاؤل كبير في إحراز تقدم ملموس نحو تحقيق أهداف التنمية الثمانية المعلنة في العام 2000 والتي تتمثل في القضاء على الإيدز والملاريا وخفض نسبة وفيات الأطفال والأمهات وتعليم الأطفال وتمكين النساء وتأكيد البيئة المستدامة بحلول العام 2015.
لكنه أبدى تفاؤلات اقل في تحقيق تحسن في حياة مئات الملايين من فقراء العالم ومواجهة الجوع بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية والأحوال الجوية السيئة وأزمة الغذاء. ولأن خطة أهداف التنمية معول عليها في القضاء على الأوبئة التي تهدد جميع شعوب العالم وفي استقرار السلم والاقتصاد العالميين، فإنها تتمتع بدعم مالي عالمي واسع ـ بلغت مخصصات خفض وفيات الأطفال والأمهات 40 مليار دولار ـ وبتضافر جهود منظمات الامم المتحدة وغيرها من منظمات إقليمية ومحلية متخصصة في شؤون الصحة والاقتصاد والتعليم والمرأة والطفل. لكن حصار اسرائيل المفروض على غزة المسكوت عليه من قبل الدول الكبرى المتنفذة وما يسببه من فقر بسبب تفشي البطالة ومن تقلص فرص تعليم الاطفال ومن معاناتهم من أمراض تلوث مياه الشرب الشحيحة التي تتسبب بوفاة 12% منهم وتردي الحياة المعيشية للشعب الكوري الشمالي جراء الحصار الاقتصادي على بلاده يقودنا الى الاعتقاد بأن نجاح اهداف الخطة الالفية للتنمية يخضع للعامل السياسي قبل العامل الانساني وهو امر مخيب للآمال.