بعد فوزه بالمركز الثالث في الانتخابات البرلمانية وحصوله على نسبة 13% من الأصوات يكون حزب البديل (AfD) قد نجح في تحقيق اختراق نوعي من بين الأحزاب الستة الألمانية وفي مقدمتها حزب المستشارة ميركل أو الحزب الديموقراطي المسيحي، وفرض نفسه شعبيا كحزب يميني متطرف على الساحة الألمانية ولا مفر من تعاون البوندستاغ مع 90 نائبا يمثلون هذا الحزب الذي يتميز بمعاداته الشديدة للأجواء الليبرالية التي تتمتع بها غالبية الشعب الألماني ورفضه سياسة ميركل في قبول الأعداد الكبيرة من المهاجرين المسلمين واعتباره أن المسلمين يشكلون خطرا على هوية الشعب الألماني مع ما يتميز به من تعاطف كبير مع النازية.
ولعل قبول المستشارة ميركل استيعاب الأعداد الكبيرة من المهاجرين من أجل دعم الاقتصاد الألماني كان له الأثر الكبير في تنامي شعبية الحزب على حساب حزبها وحساب الأحزاب الأخرى بعد رفعه شعارات شعبوية مغلفة بالإسلاموفوبيا.
وإزاء هذا الأمر الواقع لم يصدر من زعامات الأحزاب الأخرى أي استنكار لهذه النتيجة، وصرح قياديوها بتقبل النتيجة واستعدادهم للتعاون مع أعضاء حزب البديل تحت قبة البوندستاغ من خلال اللجان البرلمانية التي يتواجدون فيها.
ومع أن ألمانيا دولة أوروبية ليبرالية وتتصدر زعامة الاتحاد الأوروبي، فإنها لم تقم بأي إجراءات تعسفية لإقصاء هذا الحزب اليميني المتطرف عدو الليبرالية كاعتقال قياداته أو إغلاق مقاره ومصادرة أمواله وأملاكه، على اعتبار أنه أحد مكونات الشعب الألماني ويمثل شريحة من الشعب الألماني لا يمكن حرمانها من حق التعبير والمشاركة في العملية السياسية.
وينسحب الموقف الألماني هذا على باقي الدول الأوروبية التي تتواجد فيها الأحزاب الشعبوية المتطرفة التي على شاكلة حزب البديل الألماني، وهو من المفارقات التي لا يوجد لها مثيل في دول العالم الثالث التي لا تستغني عن سياسة إقصاء الآخر عن طريق تزوير الانتخابات أو الانقلابات الدموية من أجل الاستحواذ على السلطة والتفرد فيها.
****
ليس من المستغرب أن يصرح رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بتأييده لاستقلال إقليم كردستان عن العراق، لأن ذلك يعني تقطيع أوصال العراق وبالتالي إضعافه وهي الاستراتيجية الصهيونية التي يتبعها الكيان في منطقتنا العربية.
لكن الغريب أن يتوقف نتنياهو عن الإدلاء برأيه حول تأييد استقلال إقليم كاتالونيا والاكتفاء بتصريح المتحدث باسمه في أن انفصال إقليم كاتالونيا مسألة داخلية! لأنه يعلم أن الفارق كبير بين العراق وإسبانيا وأن أي تصريح في صالح انفصال كاتالونيا سيكون ذا كلفة عالية.
****
لعل سقوط أعداد كبيرة من المصابين بين قتيل وجريح بعد أن فتح عليهم النار المواطن الأميركي ستيفن خلال الحفل الموسيقي في لاس فيغاس يترك انطباعا في ذهن المواطن الأميركي في أن ممارسة الإرهاب ليست مقصورة على المسلمين المتطرفين كما تصورها وسائلهم الإعلامية بل يمارسها الأميركيون أيضا ضد بني جلدتهم.