سؤال يتداول ليصبح صوتا عاليا بعد كل اجتماع خليجي: أين وصل مستقبل الوحدة الخليجية والتي يحلم بها جميع الخليجيين؟ لا نحلم بها بل نأمل أن تتحقق وبأسرع وقت ممكن.
إلا أن أحداث اليوم ليست كعهدها السابق وخصوصا ما تمخض عنه المجلس الوزاري الأخير لدول مجلس التعاون الخليجي العربي في دورته السادسة عشرة بعد المئة والذي أقيم في جدة برئاسة الكويت ممثلة بنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح الذي بحث في هذا الاجتماع مشروع السوق الخليجية المشتركة والذي طال عمره وهو يتنقل ما بين أروقة السياسة والمعوقات الفنية واعتراض بعض الدول على طريقة التنفيذ، وهو ما انتهى به هذا الاجتماع الأخير ليرحل لمزيد من التباحث بين وزراء التجارة والمالية لإيجاد الصيغة المرضية ما بين الدول الأعضاء التي ترى أنه سيلغي فكرة الوكيل والحقوق الملكية ليكون المعضلة إلى تأجيله وإلى مزيد من الدراسة، مع العلم أن الفكرة من هذا الاتحاد الجمركي هي تحويل دول مجلس التعاون إلى منطقة جمركية واحدة شبيهة بالاتحاد الأوروبي تستبعد فيها الرسوم والضرائب الجمركية ويتم تسهيل اللوائـــــح المقيدة ما بين الدول الشقيقة ليعود المشروع إلى حيــــث أتى إلى نقطة البداية لمزيد من الدراســـــة.
أما المباحثات حول الجانب الأمني في هذا الاجتماع فقد تناولت تأكيد الوزراء دعمهم لموقف مملكة البحرين في الإجراءات التي اتخذتها مؤخرا لمواجهة الأعمال الإرهابية التي تمت على أراضيها، وأخيرا وليس آخرا خلص الاجتماع الوزاري الخليجي إلى تنفيذ فكرة صاحب السمو الأمير حول وضع شعار مجلس التعاون بجانب شعار أي دولة خليجية كتعبير عن الوحدة والمنظومة الخليجية لإحياء دور مجلس التعاون الخليجي في جميع المناسبات والمراسلات الرسمية لتنعكس على أخوة هذه المنظومة الخليجية وتعاضدها،
ونحن نتمنى أن تستثمر هذه الجهود بالأداء الواقعي والتنفيذ الحي للمشاريع ما بين دول مجلس التعاون وحتى لا تكون المعوقات الفردية سببا في تأجيل الحلم الخليجي أكثر من ذلك.
[email protected]