طلال الهيفي
ناقش المجلس البلدي في جلسة منتصف الاسبوع الماضي العديد من القضايا، وان كان من ابرزها اجتماع اللجنة الفنية حول قرار مجلس الوزراء المتخذ في اجتماعه بشأن المخطط الهيكلي لمطار الكويت الدولي وتوسعة الموقع الحالي!
واعترض على هذا الطلب مشكورا العضو محمد بوردن معللا بأن موقع المطار الحالي يسبب مشكلة ضوضائية على المناطق التي تحيط به، بالاضافة الى انه ألغى مناطق من الخارطة الكويتية كمنطقة العضيلة، كما أضاف ان هناك اقتراحا مقدما ووافقت عليه الحكومة بنقل المطار من مكانه الحالي الى منطقة عريفجان، وبسبب هذا الاعتراض ساد لغط في المجلس من مؤيد وصامت ومبرر لا نعلم لماذا فهل ننتظر حتى تقع كارثة أم ماذا كما حصل منذ زمن قبل التوسع السكاني عندما وقعت طائرة صغيرة بسبب عطل أثناء اقلاعها وببراعة قائدها تمكن من الالتفاف حول البيوت الشينكو التي كانت مقامة آنذاك قريبة عند المطار لتسقط الطائرة على آخر منزل وتقتل من كانوا فيه، فهذه المخاوف التي جاءت بشكل غير مباشر من العضو الفاضل محمد بوردن لم تأت من فراغ، بل من احساس بالمسؤولية التي تقع عليه وعلى كل صاحب قرار شريف يعي خطورة هذا الموقف الذي يعيشه القاطنون حول المطار، ونحن لا ندعي بفرضيات أو تأويلات، بل الأخذ بالأسباب حتى نتفادى مثل هذه الأمور ولا أن نأتي ونقول «يا ليت اللي جرى ما جرى»، فالقرار لايزال بيدنا ونستطيع ان نغير فماذا نحن فاعلون؟.
ولا ننسى ان نشيد ايضا بموقف النائب مرزوق الغانم في اقتراحه في مجلس الأمة السابق عندما طلب تحويل مطار الكويت الدولي الى مدن سكنية تحوي ما يعادل أربع عشرة منطقة سكنية للقضاء على مشكلة الاسكان من ناحية ونقل المطار بعيدا عن المناطق السكنية، طرح جريء من نائب ينظر الى ما هو أبعد من مصلحته ومصلحة المتنفذين.
مع العلم ان هناك أصواتا شاذة أبدت امتعاضها من هذا الاقتراح لاضراره بمصالحها ولعلم القارئ فإن المساحة المقام عليها المطار الحالي تعادل ثمانية كيلومترات مربعة فلك ان تتخيل لو تم بناء مساكن عليها، الا ان رموز الفساد لا تنفك ان تحارب أي فكرة للتنمية والتطوير، ونتمنى ان تكون العايدة على منطقة الشويخ الصناعية ويتم نقلها الى خارج مدينة الكويت وضواحيها حتى تقل نسبة التلوث وتحد من زحمتها التي ارهقتنا وتحديدا في محيط هذه الدائرة، الا ان الأمل هو ما نتسلح به وان كان بعيدا ولكن لا يوجد مستحيل مادام هناك اشخاص من أمثال بوردن والغانم.