طلال الهيفي
استباح جشع بعض التجار المتناهي جيوب المواطنين والمقيمين وزاد من همومهم في الحياة على هذه البقعة من الارض ومع المطالبات المنادية بوضع حد لهذا الطغيان البشري واصدار تشريع يقلل من تصاعده اليومي نجد تجاهلا مستمرا من المعنيين بهذه القضية وتعاملهم معها على انها قضية عالمية تصيب العالم بمختلف جهاته، وان كانت هناك جهات مختصة تقوم بدراسة ووضع الخطط لمواجهة هذا الغلاء الفاحش، الا ان الماكينة الاعلامية الحكومية مستمرة في تبريراتها الضعيفة وفي المقابل الانسان البسيط على هذه الارض يحترق من جشع التجار الذين باتوا متآلفين مع مفاتيح القرار السياسي تآلفا تاما مبنيا على المصلحة المتبادلة.
ومن واقع آخر مصاحب لهذه الاحداث وتحديدا في جمهورية مصر العربية بادرت الجهات الدينية العليا هناك الى اصدار بيانات ذات فحوى دينية تهاجم الجشع المباح لبعض التجار، وان رسالة الاسلام تحث على تعدد السلع وتمنع الاحتكار على حساب المواطن بطريقة غير مشروعة وملتوية بغرض الكسب، الامر الذي حدا بعض التجار على ابعاد التهمة عنه وابراز الدور التجاري المشروع من خلال برنامج اعلامي متسلسل لتطهير ساحته التجارية، بالاضافة الى تبرعه السخي الى الجهات الخيرية، وان كان الامبراطور الاقتصادي احمد بن عز هو ابرز من تحرك في هذا الاطار في الايام الاخيرة، وقد رصد الاعلام هذا الدور الايجابي الذي قام به!
وكم كنت أتمنى ان تتدخل المؤسسات الدينية منذ زمن وتتبنى محاربة هذا الفساد الانساني ويوكل لها الامر لممارسة دورها الديني في مواجهة هذه النزعة الشيطانية التي بدأت تستشري في المجتمع فبات لابد من اقتلاعها من جذورها بعد ان عجز الكثيرون عن مواجهتها، وان كان موعد الثلاثاء المقبل هو الفيصل فيها داخل أروقة وزارة التجارة.