طلال الهيفي
بعيدا عن عالم السياسة ودسائسها، أسرد حالة قد يصادفها أغلب القراء أو معظمهم، وتبدأ الحكاية عند منتصف الليل الذي بدد سكونه رنين جرس الباب، وبعد الاستفسار عن هذا الزائر في منتصف الليل اتضح أن صاحب الهوية هو عامل توصيل الوجبات السريعة ومع الأسف اتضح أن العنوان غير صحيح.
وهذه المداخلة ما هي إلا تأكيد على دراسة لوزارة الصحة نظمت قبل مدة تشير الى النسبة المخيفة للمصابين بالسمنة وما آلت إليه من تدمير للتركيبة الجسمانية لدى معظم الناس وقد صنف هذا البحث الكويت على رأس قائمة الدول المصابة بهذا الداء لتصل هذه النسبة إلى 80% كما برهنت دراسات وزارة الصحة مما يدلل على أن غالبية المجتمع الكويتي يعاني منها وهذا مؤشر خطير يمهد في الأجل القريب لصعوبات ستواجه الجانب الصحي إذا قدرنا أن هذه الأرقام صحيحة؟
ويضيف على ما سبق احد الأطباء المتخصصين في هذا المجال أن السبب الرئيسي من وراء ذلك هو غياب التوعية لدى أفراد المجتمع، وجهل السواد الأعظم بهذا المرض الذي أصبح مجالا يدرس ويعلم في بعض الدول، حيث يعلمون طريقة النظام الغذائي، لأن هذه الأمور تعطي ثقافة صحية يشترط بنا الالتزام بها للمحافظة على أجسادنا، إلا أن الجهل والغريزة الفطرية لدينا يقودانا إلى سوء التنظيم والإفراط في تناول الطعام لذا نجد أن الأغلبية تعاني من الترهلات ومصابة بالسمنة المفرطة، مما يدفع البعض إلى الذهاب إلى العيادات المتخصصة في هذا المجال والتي بدأت تنتشر بكثرة بسبب تهافت المصابين عليها لإيجاد حلول ترقيعية سريعة لهم، لكنها في بعض الأحيان تعود بالضرر على المريض بسبب تعارض برامج التغذية معه أو لصعوبة الالتزام بهذا البرنامج الغذائي.
ويكمل الدكتور شرحه عن أسباب هذه العلل بأن نوعية الأكل السريع الذي أدمنه مجتمعنا، وخصوصا من الشباب، هي السبب الرئيسي لهذه المشكلة لكونها تحتوي على نسب كبيرة من الدهون والنشويات التي من شأنها أن تؤثر في تنظيم كفاءات الهرمونات بالجسم مع العلم أن الدول الأجنبية قد وعت هذه المشكلة وبدأت بفرض قوانين مشددة على هذه المطاعم السريعة، وأخيرا ما أنتجته إحدى هذه الدول لتقليل نسبة المكونات داخل الوجبات السريعة للحد من ظاهرة السمنة لديها وينتهي حديث الدكتور هنا.
إلا أننا وتحديدا في الدول العربية نجد أننا انحرفنا عن توجيهات ديننا وسنة نبينا الكريم الذي حث على تناول ما يسد جوعنا وعدم الإسراف في الأكل والذي من شأنه أن يكون وسيلة صحية للمحافظة على الجسم الصحي بعيدا عن المصحات والعيادات وإرشادات الصحية لذلك ينبغي على الجهات الحكومية سواء الصحية أو الإعلامية أن تتكاتف وتهتم بهذا الجانب وتسلط الضوء عليه عبر تخصيص برامج توعوية تساهم في الحد أو حتى التقليل من هذه الظاهرة قبل أن تصبح عبئا على ميزانيه الدولة.