طلال الهيفي
قبل أيام مضت وجريا على العادة الأسبوعية في لقائنا بديوان ابن العم مبارك الهيفي الحافل بالقيم الدينية والأدبية والأمور الحياتية المختلفة والمتنوعة في الطرح والمواضيع، حيث تعد الديوانية منبعا خصبا ووافرا لزائريها وتفردها بضيوف مميزين لهم بصمات جليلة حسب توجهاتهم، الا ان جلسة الأسبوع الماضي اختلفت عن سابقاتها وخصوصا تزامنها مع ما يجري في غزة المنكوبة، وكان المحور الرئيسي لموضوع ذلك الأسبوع لرواد الديوانية التي تشرفت بحضور مدير لجنة الإغاثة في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية جمال النامي ومشرف الاغاثة عبدالله الكندري اللذين رويا شهادتهما في هذه القصة، حيث بدأ الحديث الأخ جمال النامي عن دور الهيئة في هذه المحنة وكيف استطاعوا من ادارة حملة جمع التبرعات لأهالي غزة داخل الكويت بعنوان «غزة نحن معكم» وتفاعل اهل الكويت معها بشكل لافت وكيف تبنت الجهات الاعلامية الخاصة مصاريف الحملة والتكفل بالإعلانات سواء في الشوارع او حتى في الصحف، اضافة للتعاون الايجابي من المؤسسات وجمعيات النفع العام في هذا الصدد مما ساهم في انجاح هذا المشروع الإنساني كما اكد النامي في شهادته على الفزعة المعروفة من اهل الكويت في هذا الجانب وسعيهم الدؤوب لفعل الخير وخصوصا اذا كان المصاب من اهلنا في غزة واختتم النامي روايته بصعوبة وصول هذه الشحنات من المواد الطبية والاغذية الى منطقة العريش القريبة لمعبر رفح الفلسطيني.
ويستكمل الحوار بعد ذلك الأخ عبدالله الكندري مشرف الاغاثة ليروي الجانب الاخير من قصة الاغاثة الكويتية لكونه المشرف عليها في مراحلها الاخيرة، حيث يقول ان مهمته تبدأ منذ وصول الشحنات المقدرة لها منطقة العريش المصرية ومن ثم نقلها الى الشاحنات الفلسطينية المخولة بالدخول الى اراضي غزة ووصفه المعاناة التي يلاقونها اثناء عملية نقل المواد من شاحنة الى اخرى بسبب قلة الأيدي العاملة المتواجدة في هذه المنطقة الحدودية مما حدا بهم الى الاستعانة بالمتطوعين المصريين المتواجدين على الحدود الذين يساهمون في معالجة من يحالفه الحظ من المصابين بالخروج من السجن الكبير الذي صنعته اسرائيل.
ويؤكد الكندري ان هذه المرحلة تأخذ وقتا طويلا في مساعدة هؤلاء الأطباء ومن معهم بشكل يوضح الوازع الديني والأخلاقي في نصرة اخواننا المستضعفين في غزة ومن ثم صعوبة دخولها بسبب اصرار وتعنت الجانب الصهيوني في تمريرها الا بعد ايام من الضغط الاعلامي والدولي، ولينتهي بعد ذلك حديث اثنين من القائمين في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية لإغاثة اخواننا في غزة عن شهادتهما.
وبعد ان عايشنا هذه المحنة سواء في هذه الرواية الحية ام عبر المحطات المتلفزة ماذا تبقى حتى ننصر اهلنا المستضعفين وهم محاصرون من كل متطلبات الحياة وآلة الدمار الاسرائيلية مسلطة عليهم طوال اليوم حتى اصبح الوضع كما تناقلته وسائل الاعلام كالعمل السينمائي الطويل الذي لا ينتهي فهل مات الحس الديني ونصرة المسلم وهل اصبح التخاذل هو الصفة العربية واصبحنا اصحاب مظاهرات وتنديدات فإذا ذهب كل ذلك، فأين الوازع الاخلاقي الذي يرفض بشدة مثل هذه التجاوزات والعربدة الصهيونية التي استباحت الاطفال قبل الكبار لذا ينبغي علينا المبادرة بدعم ونصرة اخواننا في غزة حتى لا نحاسب في يوم لا ينفع لا مال ولا بنون عندما نسأل ماذا فعلنا لأهلنا في غزة.
وكلمة أخيرة نبعثها لبعض الزملاء الكتاب الذين اصبحوا يتشبهون بأفعال المنافقين وانا ابرأ بهم عن هذه الصفة، وياليتهم يكفون اقلامهم المؤيدة للمحتلين الغاصبين الذين رصدوا ستة من الكتاب المحليين في الكويت ووضعهم في لائحة موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية مما يعد تأييدا وموافقة على جرائمهم ضد الانسانية، ولا نود ان تتطور الأمور بعد ان نمى الى علمنا ان هناك اجراءات ستتخذ بحقهم سواء شعبية او حتى من داخل جمعية الصحافيين التي ينتمي لها هؤلاء الكتاب.