طلال الهيفي
تعيش معظم الاسر هذه الايام حالة نفسية مضطربة بسبب فترة الامتحانات وما تصاحبها من كابوس وحالة عدم استقرار لهم، الا ان هذا العام ليس كسابقه بسبب السياسة الجديدة للقيادات التربوية التي خلقت نظاما جديدا في الامتحانات، مما سبب ربكة لهذه الاسر، فمنذ ان كنا نسمع عن الاخطاء التي تقع في وزارة التربية من سوء تحضير وتجهيز، وما الى ذلك وكانت تعالج حسب الظروف ومع تعدد هذه المثالب التي كان يشار اليها دائما، خصوصا من اعضاء مجلس الامة اضطرت الحكومة الى تخصيص ميزانية مساندة للمساهمة في حل هذه الاحتياجات ولاقت هذه المبادرة استحسان الجميع، وبعد انقضاء فترة من الزمن اتضح ان الدعم لم يقض على جميع الاشكاليات، بل ساهم في معضلات جديدة ترتبت معها حتى بعد ان تسلمت قيادة وزارة التربية استاذة فاضلة قضت جل عمرها في هذا العمل التربوي، مما يعلل ان الخلل ليس في المادة، بل في سوء الادارة، التي حاولت جاهدة ادارة الدفة للاتجاه الصحيح، لكنها سقطت مترنحة في اجتهاداتها المتسرعة، فأصبحت الاصوات تتعالى وتشتكي من فكرة تطبيق النظام الدراسي للمرحلة السنية الرابعة والخامسة وما ترتب عليه من صعوبة في تقبلها لهذه المرحلة من النشء، واذا اخذنا بعين الاعتبار ان هذا الجيل قد أتى من مراحل متقدمة لم يأخذ حقه التربوي في عملية التأسيس بالشكل المطلوب وزج به في تجربة مشروع غير منصفة، وبالاضافة الى ذلك صعوبة المناهج التي لا تلائم فكر واستيعاب هذا الجيل، لذا كان متوقعا ان تكون نسبة النجاح الاولية في هذه المرحلة مخيفة بعد ان تسربت معلومات صادرة من داخل اللجان التربوية تنتقد الفكرة الخاطئة لسياسة انتهجتها وزارة التربية، وأثمرت عن سوء ادارة وفشل الفكرة.
لذا يجب على المسؤولين في القطاع التربوي ان يعيدوا حساباتهم من جديد قبل ان يصبح من الصعب معالجته وتداركه.