طلال الهيفي
تفاءلنا بعد إصدار قانون المطبوعات والنشر وقانون الإعلام المرئي والمسموع واعتقدنا أنه سيمنحنا مساحة من الحرية والتعبير عن الرأي وانتشار المعلومات والثقافات بصورة فاعلة على الساحة المحلية ظنا منا أن هذه القوانين ستنظم العملية الإعلامية إلى الأفضل سواء من تعدد الصحف والمحطات الفضائية إلا أن الأمور في الواقع عكس ذلك بكثير بعد أن استغلت هذه الوسائل بشكل سلبي وأصبحت تمثل فكر وقناعات أصحابها كيفما شاءوا وأرادوا ولتصبح هذه النعمة نقمة بسبب هذه الأطروحات السلبية التي لا تنفك في إشاعة الأخبار الكاذبة أو الفاسدة أو حتى الرديء منها - ومن ثم تجد أن الحقيقة صارت وهما بين سراب الكذب ومن تابع بعض وسائل الإعلام الكويتي وتحديدا بعد فتح المجال للتراخيص لها مؤخرا يجدها مليئة بهذه الصورة البشعة والمقيتة وفي بعض الأحيان مليئة بالقصص السلبية وكأن الدولة خلت من أي جانب إيجابي وإن كان الهدف من ذلك هو التكسب الإعلامي الرخيص فقط.
وقد أضافت الممارسة السياسية بعدا آخر على العمل الإعلامي بسبب طبيعتها الحساسة، وهو لا يقل خطورة من خلال تقسيم المجتمع إلى فئات وطوائف بشكل بغيض ينم عن الجهل الإعلامي، وعند التمعن في المسائل المحظور نشرها ويعاقب عليها قانون المطبوعات نجده يحظر في الفصل الثالث في المادة 21 الفقرة رقم 7 والتي تذكر أن المساس بكرامة الأشخاص أو حياتهم أو معتقداتهم الدينية والحض على كراهية أو ازدراء أي فئة من فئات المجتمع تعد مخالفة يعاقب عليها القانون، وإذ نظرنا أيضا في قانون الإعلام المرئي والمسموع نجد بالفصل الثاني المسائل المحظور بثها والعقوبة عليها وتتجلى في المادة 11 الفقرة رقم 10 منها والتي تمنع المساس بكرامة الأشخاص أو حياتهم الخاصة أو معتقداتهم الدينية، ومع وجود هذه القوانين والتنظيمات إلا أننا نجد هناك من امتطى هذه الوسيلة للتنفيس عن أفكاره وراح يصدرها على العامة بشكل خاطئ متحديا الجميع بما فيها القانون غير عابئ بتبعيات فعله وللأسف الشديد أن هناك من يسمح ويسمع ويصفق له حتى أصبح لهذا أو ذاك فئة تؤيده وتناصره على جرمه.
فهل يحق لنا بعد ذلك أن نتباهى ونتفاءل خصوصا بعد أن تبوأت الكويت وحصلت على التصنيف الأول على الوطن العربي في حرية الإعلام بإشادة المؤسسات والمنظمات الإعلامية المتخصصة؟ ليأتي من يدنس هذه الحقبة بمصالح دنيوية غير عابئ بترسبات هذه القضية، لذا من الأجدر أن تكون هناك وقفة من أصحاب القرار لتدارك ما يتداول على هذا الجهاز أو تلك المطبوعة قبل أن تصبح من المسلمات.