طلال الهيفي
هاجم الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك في مقالة بصحيفة الاندبندنت الكويت بسبب مطالبتها الشرعية بالتعويضات لغزو العراق من قبل نظام صدام حسين، بالإضافة الى مطالبتها للعراق بسداد قروض تصل إلى 16 مليار دولار قدمت أثناء فترة الثمانينيات لم يتم الوفاء والالتزام بها.
ولم يتوقف تأويل الكاتب البريطاني فيسك عند الحق الشرعي الكويتي، بل ذهب الى أبعد من ذلك في تلاعبه بالعواطف والسخرية على شعب الكويت عندما قال انه يستغرب الشح الكويتي في التعامل مع ديون العراق ما دفع الشيخ د.محمد الصباح الى تفنيد هذا الادعاء بالأرقام من خلال البيانات الواردة في تقرير أهداف التنمية الألفية للأمم المتحدة لعام 2005 والتي تؤكد ان اجمالي متوسط مساعدات التنمية الرسمية الكويتية تشكل 1.31% من اجمالي الناتج المحلي في حين مقارنتها بمساعدات دول منظمة التعاون والتنمية الأوروبية التي لا تتجاوز 0.46% من اجمالي الناتج المحلي، ليتجلى لك بوضوح الفارق والتدليس في الادعاء لهذا الجاني الذي راح يخط افكه بعدائية تناقض الواقع بتاريخه ووقائعه وليسهب في كذبه وافترائه بوصف شعب الكويت بأنه شعب بخيل «كما يقول ان الكويتيين عرف عنهم البخل، ثم يعود ليقول انه يعتقد ان الأمر يتعدى ذلك، فالكويت من الدول المؤسسة للصندوق الخليجي للتنمية وانها أنفقت على الفلسطينيين واللبنانيين».
ومن الواضح ان البيانات التي يملكها لا تتعدى معلومات عامة بعيدة عن الحقيقة يحاول ان يدركها عبر شطحات مختزلة لموروثه الصحافي لكي يقدم رأيا في هذه القضية كونه متخصصا في الشأن العربي، ولكن ما لا يعلمه ايضا ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية هو صندوق كويتي بحت وتم تأسيسه في عام 1961 في الكويت ولا سلطة لأي دولة خليجية أو عربية عليه وهو فكرة نمت في الكويت لمساعدة اشقائها العرب في بعض الظروف، وهي تغالط ما جئت به يا سيد فيسك، وتوضح مدى جهلك بالشأن العربي.
ولم يتوقف خيالك الانجليزي عند هذا الجانب، بل رحت تروّج للفكرة الانجليزية الشهيرة وهي نظرية المؤامرة وبدأت تستعين بالماضي لعله يعين عندما وضعت اتفاقية فرساي المهنية لألمانيا وكيف ثأرت بعد ذلك لنفسها والتشبيه من هذه الاتفاقية للواقع بين الكويت والعراق ودعوتنا ان نتعظ ونعتبر من هذه الحادثة التاريخية.
ومن الملاحظ ان الاستاذ فيسك تجرد من موضوعية واختزل كل القضايا والاحداث حسب ما أملاه عليه مزاجه بصورة تنم عن جهل واضح وعدائية مفرطة غابت عنها المنطقية والحكمة.
وختاما رسالة أوجهها للسيد روبرت فيسك والقائمين على صحيفة الاندبندنت ان الكويت من البلدان الداعمة للحرية وحقوق الإنسان والمساعدة للارتقاء بالعنصر البشري، فماذا كان سيكلفكم لوقمتم بالبحث في المصادر عن الدور الكويتي في هذا الجانب ونقلتموه كما هو من دون زيف أو تدليس لاستبيان الحقيقة التي لا يغطيها كذب الآخرين؟!
[email protected]