طلال الهيفي
نويت الامتناع عن التعليق على قضية تأجيل الدراسة كيلا أؤكد على نظرية الإعلامي بوطارق والتي تقول إن الكويتيين يفهمون بكل شيء، إلا أنني وجدت نفسي مرغما أخاك ومكرها لا بطل بالخوض في هذه المعضلة مع العلم أن زملاء الكار قد أفاضوا وأسهبوا بين مؤيد ومعارض لقرار التأجيل، ولكن ما دفعني لتغير قناعتي والتحول من جهة لأخرى هو الاجتماع التاريخي لمجلس الوزراء الاستثنائي والذي تمت الدعوة له بشكل دراماتيكي بعد أن بدأ مرض إنفلونزا الخنازير يتفشى ويحصد المزيد من ضحاياه بلا تمييز، فاعتقدت كما اعتقد البعض أن هذا الاجتماع هو لأجل النظر بفكرة تأجيل العام الدراسي مؤقتا لحين التأكد من القدرة على احتواء هذه المشكلة، ولكن كعادتها حكومتنا خذلتنا وأصرت على رأيها السديد بعد أن اعتمدت خطتها كما هي مقررة مسبقا والتي جاءت في ورقة محضر اجتماع المجلس والتي تقررت على النحو التالي، على إدارات المدارس أن تتخذ الخطوات التالية بأن تحدد مسافة بين كل تلميذ وآخر لا تقل عن متر كحد أدنى، مع العلم أن هذا العام تم تحديث المقاعد لتصمم على شكل هلال لتستوعب 4 تلاميذ بعد أن تم الاستغناء عن الطاولات القديمة، أضف إلى ذلك الكم المقرر من التلاميذ في كل فصل والذي لا يتجاوز العشرين طالبا مما يقضي باستحالة تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع.
ولم تنته هذه التوصيات عند هذا الحد بل دعت إلى أن تقوم جميع إدارات المدارس برش الفصول 3 مرات أثناء اليوم الدراسي بالمعقمات والمطهرات وتقليص فترة الاستراحة لتكون 5 دقائق فقط والتنويه على المدرسين والمدرسات لبس الكمامات للوقاية «ولا أعلم كيف سيتحدثون» أثناء الشرح.
للأسف هذا ما تمخض عنه هذا الاجتماع مع العلم أن العقار لهذا الوباء إلى الآن لم يصل إلى الكويت، حيث يتوقع وصوله مع نهاية الخريف، فليتكم ما أتعبتم أنفسكم وضيعتم وقتكم على هذه التوصيات التي أعتقد أنها لن تطبق سوى في اليوم الأول لزوم فلاشات وعدسات الإعلام لكي يثمن لكم الرأي العام خطتكم «الفظيعة» ومن ثم تعود الأمور كما هي عليه في الكويت على البركة وخل الأمور على الله كما تحدث اليوم من فوضى أينما نظرت للأسف.
والحقيقة تقال وتحديدا لوزيرة التربية وكذلك وزير الصحة اللذين اؤتمنا أمام الله والقسم الذي أدياه للقيام بمهامهما من خلال السلطة الممنوحة لهما والمحافظة على الأرواح وتنفيذ الأعمال المناطة بهما على أكمل وجه، ليستدركا قرارهما وليسجلا رأيهما في صفحات التاريخ وليكون عهدهما مشهودا ولا يكونا ملومين إن أخفقت الأمور، فلايزال الوقت بين أيديهما.
ملاحظة: شر البلية ما يضحك، فبعض الدواوين أخذت برأي وزير الصحة الشهير بالامتناع عن البوس والاكتفاء بالسلام باليد، والبعض الآخر وضع الإعلان الإرشادي للوقاية من مرض انفلونزا الخنازير عند مدخل باب الديوانية كوسيلة للحد من البوس. وخبر يقول إن زوج امتنع عن تقبيل زوجته بسبب تفشي مرض إنفلونزا الخنازير. وآخر خبر يقول على لسان بعض المعلمات المتذمرات دائما أنهن ينوين الاعتصام عن العمل والاعتكاف حتى تنتهي الأزمة.
[email protected]