آخر الدراسات الطبية أثبتت أن العاملين بنظام المناوبة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، وهذه الدراسة التي نشرتها «الأنباء» أمس وقامت بإجرائها مؤسسة طبية متخصصة تعتبر واحدة من أضخم وأوسع التجارب في هذا المجال إذ شملت الدراسة أكثر من 226 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم كلهم يعانون من مرض السكري النوع الثاني، وفي الدراسة إشارة إلى أن العاملين بنظام المناوبة معرضون للإصابة بمرض السكري بنسبة 9% ولكن الدراسة أيضا تشير إلى أن هذه النسبة ترتفع بنسبة 42% إذا كان العامل يعمل المناوبة مرة في الليل ومرة في النهار.
في الكويت هناك عمال النفط والبترول والبتروكيماويات وكذلك رجال شرطة المخافر ورجال الإسعاف وأيضا رجال الإطفاء ورجال المنافذ في المطار أو المنافذ البحرية والبرية سواء من رجال الجمارك أو رجال الأمن مثل رجال أمن المنشآت، هؤلاء كلهم، وكما تقول الدراسة، معرضون وبنسبة 42% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، الأمر هنا ليس عبثيا، ولكنه صادر من جهة طبية متخصصة ونشرتها صحيفة متخصصة بالشؤون الصحية للعاملين وتدعى
occupational and environmental medicine
وبغض النظر عن هذه الدراسة التي تثبت مدى خطورة العمل بنظام المناوبات إلا أن لنظام المناوبات أيضا خطرا اجتماعيا قائما ويعرفه كل من يعمل بنظام الشفتات أو المناوبات أو الزامات كما تختلف مسمياتها، وهو أن نظام المناوبات يقتل الحياة الاجتماعية للموظف الذي يعمل بنظام المناوبة خاصة إذا كان الترتيب (يومين صباحا ويومين مساء ويومين ليلا) وهو النظام المعمول به في أغلب الإدارات العاملة بنظام المناوبات في البلد سواء شركات أو مؤسسات عسكرية تتطلب طبيعة عملها مناوبة أفرادها، طبعا هناك أمر مهم جدا وهو أن كل شركة أو إدارة حكومية أو مؤسسة عسكرية تدفع بدل نوبة أو بدل طبيعة عمل وإن اختلفت المسميات، ولكن هل تكفي مثلا مقابل أن من يحصل عليها معرض وبنسبة 42% بمرض السكري، لا والأهم من هذا كله هو أن بدل النوبة أو بدل طبيعة العمل يتم إلغاؤه عن الموظف في حال تقاعده، أي ان بدل النوبة يسري فقط إذا كان الموظف أو العسكري على رأس عمله، ولكن لنفرض أنه تقاعد وهو مصاب بمرض السكري، هل سيستمر في العلاج في الحكومة؟، فلم لا تتحمل تلك الجهات مسؤولياتها سواء بمبادرة منها أو بمبادرة من الحكومة او باقتراح من نواب الأمة لإدراج الموظفين العاملين في القطاع النفطي في التأمين الصحي حتى بعد التقاعد على أن تشملهم مظلة التأمين الصحي حتى بعد التقاعد؟.