في مقالتي السابقة كتبت انه في قضية الاستفتاء على استقلال اسكتلندا عن بريطانيا درس تاريخي للعالم اجمع حول كيفية التعاطي مع القضايا المصيرية وهي انه يجب ان تحل وفق الأطر القانونية والدستورية لا عبر التظاهرات ولا عبر فوهات البنادق أو عبر التناحر وتخوين الآخر أو إقصائه.
وقلت انه في الكويت مثلا لدينا خلافاتنا واختلافاتنا، ولكن يجب ان تظل وفق الأطر الدستورية والقانونية، بل وفق ما هو في مصلحة البلد، مهما كان حجم خلافنا أو حجم اختلافنا يجب ان يظل ويبقى في الأطر الدستورية والقانونية لنثبت أننا أمة متحضرة كما الأمم المتحضرة.
والحقيقة انه بعد مقالتي تلك التي جاءت متوافقة مع زمن الاستفتاء كتعليق مني ككاتب على حدث يترقبه العالم، لم أتوقع كم الرسائل الإلكترونية التي أمطرت بريدي تعليقا على تلك المقالة، بعضهم يثني وبعضهم يتحدث عن أننا شعوب بحاجة الى 200 عام لنصل الى ما وصل إليه الاسكتلنديون من ممارسة ديموقراطية حقيقية راقية محترمة، والبعض قارن بين ما حدث في بعض دول الربيع العربي وما حدث في استفتاء اسكتلندا، وبعضهم جنح الى قضايا أخرى وان كان في سياق القضية ذاتها.
وسأورد وكأمانة مني بعضا مما وردني من رسائل والتي أرى انه يجب ان تنشر مقاطعها للقارئ، ولن أعلق على اي مما ورد بأي من تلك المقاطع التي سأوردها كونها كافية ووافية.
فمثلا محمد الشمري يقول في رسالته: «الاستفتاء في اسكتلندا لو تم في بلدان الربيع العربي بذات الطريقة وذات الأسلوب لما سالت نقطة دم واحدة ولما خسرت تلك الدول دولارا واحدا».
أما علي الغاليني ـ من تونس ــ فيقول: «المشكلة في التعليم أخي طارق.. التعليم هو أساس كل شيء والتعليم في اغلب بلدان العالم العربي لا يتوافق مع ابسط مفاهيم الديموقراطية، لذا التناحر يسبق التعقل، والغضب يسبق التسامح، والرصاصة أقوى من الكلمة».
وأما سالم.ع. فيقول في رسالته: «الديموقراطية في اغلب البلدان العربية مجرد شكل سياسي ولكنها ليست أسلوب حياة، لذا ممارستنا لها كعرب تأتي ناقصة أو مشوهة».
ومن الأردن شيماء الشايب تقول: «قرأت مقالك على الفيسبوك وشكرا لك، ولكن المشكلة ليست في الديموقراطية بل في ممارستنا لها كعرب فنحن نمارسها من منطلقات عقائدية وايديولوجية ومذهبية وليس من منطلق أنها ديموقراطية خالصة، لذا كان الاسكتلنديون افضل منا بمئات المرات بل بعشرات السنين».