البعض وللأسف الشديد يتعامل مع الأحداث السياسية في البلد بطريقة مشجعي كرة القدم، فإما أن تكون برشلونيا وإما أن تكون مشجعا متعصبا لريال مدريد، وهذا ما لمسته وشعرت به، بل ورأيته خلال كتاباتي الأخيرة حول قضية استجواب وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود وطرحت رأيي به بكل صراحة وأمانة، فقد كان المعترضون على ما اكتب أشبه بجماهير كرة قدم متعصبين وأحدهم سألني كيف تدافع عن الحكومة؟ وكيف تدافع عن الوزير المستجوب؟ وللأمانة أنا لم أكن أدافع في مقالاتي الأخيرة عن الوزير ولا اعرفه شخصيا، بل كنت اكتب وفق قناعتي ورؤيتي كمحلل سياسي للأوضاع، وكنت اتساءل ولا زلت اتساءل وأكرر تساؤلي هل الأهم استجواب طمباخية «كرة قدم» وإيقاف رياضي أم الأهم الجناسي وسحبها والقضية الإسكانية وكذلك التعليمية والقضية الاقتصادية؟ لذا كنت أرى في مقالاتي السابقة ولا زلت أرى ان المستجوبين قفزوا فوق الاولويات وقدموا المهم على الأهم بل قدموا المهم على الأكثر أهمية، أنا الذي يناقشني حول مقالاتي عن الاستحقاق ويرى أنني وقفت مع الوزير او مع الحكومة فهو شخص متعصب سياسيا بل واعتقد اني مصطف سياسي مع جهة ضد اخرى، وأنا لست كذلك ولم أكن كذلك ولن اكون كذلك، انا اعرض رؤيتي السياسية وفق الصالح العام فوق أي اعتبار آخر، لذا قلت وأقول إن استجواب الوزير الشيخ سلمان الحمود غير مستحق سياسيا، وها هو قد رحل الوزير، وأكرر ان الاستجواب غير مستحق ليس فقط كما ذكرت في مقالاتي انه غير دستوري وهو الأمر الذي أعلنته الحكومة واعترفت به في جلستها السابقة، قبل استقالة الوزير بيوم، بل انه استجواب لم يكن يجب ان يقدم أصلا وان كان من استجواب مستحق فهو استجواب حول قضية سحب الجناسي أو قضية زيادة البنزين أو رفع الدعم عن الكهرباء الذي سيدخل التنفيذ قريبا ويتسبب بموجة غلاء لا يعلم بها الا الله.
قضيتي هي المصلحة العامة وليست الوقوف مع هذا الفريق أو ذاك كما يفعل البعض للأسف ممن يشجعون هذا الفريق او ذاك النائب كما يشجعون فريق الريال مدريد أو برشلونة، فالقضية استحقاق شعبي وليس اصطفافا مع احد أو كراهية ضد احد أو انتصارا كرويا كما يصور البعض، القضية قضية مصلحة عامة وهو ما يفترض ان اهدف اليه ككاتب متخصص في هذا الشأن، لست مع احد ضد احد، ولا يفترض أن يكون احد مع احد، بل يفترض كل منا ان يكون مع الحق ومع الحقيقة أينما كان موقعها أو أيا كان اتجاهها، اما ان تشجع هذا النائب لأنه ابن عمك أو انه ينتمي لكتلك السياسية فهنا انت ترتكب خطيئة بحق البلد، والبلد مو ناقصة اصطفافات لا منك ولا من غيرك.
[email protected]
BoresliTariq@