مما لا شك فيه أن خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمناسبة العشر الأواخر لهذا العام جاء مختلفا عن خطاباته السابقة، حيث جاء الخطاب كورقة خارطة طريق ليس للكويت فقط بل للمنطقة ككل.
حكيم السياسة وسياسي الحكماء صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد في خطابه هذا العام وجهه للداخل والخارج بل حتى انه كان به جزء للتوجيه إلى ما هو أبعد وأعمق، إذ اختصر في خطابه أركان المشكلات التي تمر بها المنطقة، بل وضع الحلول لها عبر جمل لا يحسن صياغتها ولا قولها ولا طرحها بهذه الطريقة المختصرة العميقة إلا الحكماء.
هذا الخطاب السامي لصاحب السمو الأمير يجب أن يكون مبعث فخر لنا جميعا ككويتيين لأنه يمثلنا قلبا وقالبا، وهو رأينا جميعا بالاتفاق.
فمن حديث سموه عن الخلافات الخليجية الأخيرة ودور الديبلوماسية لحلها، وهو الذي يقوم بالدور الأكبر لها في خطابه، إلى ضرورة اللحمة الوطنية وانتهاء بالاهتمام بالشباب كلبنة أساس للبلد، جاء الخطاب كخارطة طريق متكاملة للبلد ولإقليمنا الخليجي، بل أقول إنه جاء كورقة إنقاذ وشرح للموقف الحالي الذي نتمنى أن ينتهي.
يقول سموه: «نأمل تجاوز التطورات الأخيرة في بيتنا الخليجي ومعالجتها وتهيئة الأجواء لحل الخلافات»، مؤكدا أن الخليجي هو بيتنا، في رسالة واضحة إلى ضرورة تماسك لحمة أطراف هذا البيت، مشيرا سموه إلى الروابط التاريخية الراسخة والعلاقات الأسرية الحميمة والمصير الواحد الذي يجمع دول التعاون، في تأكيد منه على أن مصيرنا واحد ومستقبلنا واحد خليجيا، وان التماسك ليس خيارا بل ضرورة.
يكفي أن نعرف أهمية وثقل خطاب سموه، حيث نقلت وكالات الأنباء العالمية كلمات سموه وتلقفتها وأعادت نشرها كخبر عاجل، ليس لأهميتها فقط، بل لأنها كلمات خرجت من أهم رجل يتولى الوساطة في الأزمة الخليجية الحالية التي نتمنى أن تنتهي وتنقشع على خير بين الأشقاء.
أطال الله في عمر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بالصحة والعافية، فهو الحكيم الذي عبر ببلادنا في أحلك وأسوأ الظروف، ونأمل ونثق بأنه سيقود المصالحة إلى بر الأمان لما فيه خير الأمة الخليجية التي ما زلنا نفخر ونفاخر بها.
كلمة أخيرة: أدعو الله في تلك الأيام المباركة أن يرحم والدتي ويتولى أمرها ويجرها من فتنة القبر وعذابه ويعلي درجتها ويجعل الفردوس دارها انه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. آمين.
BoresliTariq@
[email protected]