لم يكن الشهيد د.وليد العلي مجرد صديق لي بل كان أخا افتخر وأفاخر به، ومن حظي أنني صاحبته وصادقته لفترة من الوقت، ورحيله على يد الإرهاب الغاشمة كان صدمة لي على المستوى الشخصي.
كما هي صدمة لكل الكويتيين، أن يد الغدر الآثمة اغتالت شيخين فاضلين كريمين وليد العلي وفهد الحسيني، الذين تركا وراءهما كل شيء ورحلا طلبا لعمل الخير ونشره في أفريقيا، فكانت نهايتهما بأحسن ما تكون الخواتيم، شهيدين في سبيل الله، شهيدين في سبيل نشر الدعوة الى الله، شهيدين في سبيل نشر الخير بين الناس.
تركا وراءهما كل متاع الدنيا ورفاهيتها وسعيا بالخير ومن اجل الخير.
كلاهما، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، كانا يتمتعان بمناصب راقية ومن وجهاء المجتمع ومن المعروفين بين أهل بلدهم، ومع هذا تركا كل هذا وراء ظهريهما لينطلقا في سبيل الدعوة الله، طلبا للأجر وطلبا لإعلاء كلمة الله في أراض ربما لم يصلها الدعاة، أو طلبا لتوزيع المساعدات الخيرية لمحتاجين من أهلنا وإخوتنا في الإنسانية.
كان العلي والحسيني، رحمهما الله، يسعيان دون بهرجة ودون تصوير زائد ودون تصريح منهما بما يفعلانه، ولم يكتشف أهل الكويت الحجم الحقيقي لعملهما إلا بعد رحيلها، لذا امتلأت المقبرة بالمعزين في وداع ابنين كويتيين بارين ببلدهما ورفعا اسم بلدهما عاليا في سماء الخير.
ومما يثلج صدورنا ويخفف من مصابنا هو كيف تعامل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بعد حادثة استشهاد العلي والحسيني عندما أمر بإرسال طائرة أميرية لنقل جثمانيهما إلى البلاد، ثم أمر بإطلاق اسميهما على مسجدين وهو ما يثبت تقدير سموه للعلماء ومشايخ الدعوة، ولكن ما هو اهم هو عندما حضر صاحب السمو الأمير إلى عزاء الشهيدين وقال: «أنتم أهلنا».
في العزاء الذي حضره وزراء ونواب وآلاف المواطنين لم يكن لتقديم واجب العزاء في داعيتين بل كان دليلا على أن الكويتيين يقدمون عمل الخير ويعتبرون أن رحيل الشيخين الفاضلين هو فاجعة ضربت العمل الخيري الكويتي لأن الشيخين الشهيدين كانا من رموز العمل الخيري في الكويت ومنارة لا تخطئها عين في سبيل الدعوة إلى الله.
[email protected]