«الليبرالي العربي يؤمن بحرية اللباس إلا الحجاب ويؤمن بحرية الرأي إلا الفتوى».
العبارة السابقة وصلتني عبر وسائل التواصل الاجتماعي وليست من صياغتي ولكنها قريبة من فكرة مقال لي نشرت هنا في الشهر الماضي حول الليبراليين العرب وكان عنوانها «ليبرالي تقليد».
يوما بعد يوم تثبت تلك الفكرة صحتها كما هذه المقولة وكما تطرقت في مقالي السابق فقد طرحت الموضوع بحسب مبادئهم وأفكارهم.
اطلت علينا النائبة صفاء الهاشم في لقاء تلفزيوني على قناة العدالة وقالت بأنها معجبة بإعلانات الفاشينستات، وان الذي لا يريد مشاهدة هذه الإعلانات فـ «لا يطالع» كما قالت.
وبعد ذلك انتشرت حملة بعنوان «حجابي تحلو به حياتي» من وزارة الأوقاف. فانقلبت النائبة الفاضلة على نفسها وعلى الحريات التي تتغنى بها بتغريدة تصف الحملة بالإعلانات الغريبة وان دولة مدنية يكفل بها الدستور الحرية الشخصية لا تقبل مثل هذه الإعلانات، وأضافت أن حملة لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة هي ما نحتاجه. وقالت إنها للتو خاطبت وزير الأوقاف لإيقاف هذه الحملة والإعلانات المشبوهة ووعد بإزالتها فورا.
يا سيدتي الفاضلة.. أليست هذه الحرية التي تدعينها ويدعيها معك بنو ليبرال؟!
إن لم تعجبكم هذه الإعلانات فلا «تطالعونها»، كما أن هذه الإعلانات لم تتطرق أبدا للهجوم على غير المحجبات، بل حملة تعزز قيمة الحجاب للفتاة المحجبة.
اين هو التعدي على الحريات الشخصية بالموضوع؟ وما موقع مصطلح الدولة المدنية من الإعراب في حملة الحجاب!
ويجب ان نعلم أن دور وزارة الأوقاف هو تعزيز القيم والدعوة الى الشريعة الإسلامية بجميع الوسائل والأدوات.
ان الحملة انما هي ترجمة عملية للدستور الذي ينص على ان دين الدولة هو الاسلام والشريعة مصدر رئيسي للتشريع في المادة الثانية من الدستور. وان الاسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن في المادة التاسعة من الدستور.
هذا ما ينص عليه دستور الكويت الذي اقسمت يا سيدتي الفاضلة على الالتزام به.
التناقضات التي تشوب افكار الليبراليين تحتاج معلقات وليس مجرد مقالات لكثرتها وتعددها وتنوعها.
اسأل الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يهدينا الى الطريق المستقيم وان يثبتنا ويعيننا على فعل الطاعات واجتناب النواهي.
[email protected]
Al_Derbass@