الأمن هو شريان الحياة الرئيسي في كل مجتمع، والمجتمع بلا أمن ونظام سيكون بؤرة للعنف والفساد.
إغلاق الطريق أمام المواطنين والمقيمين وعلى دوريات المرور والاعتداء على رجال الأمن بداخلها قبل أيام من قبل عدد من المراهقين والمستهترين، أمر لا يمكن السكوت عنه، ويجب معالجته بأقصى سرعة، كي لا نصل إلى مرحلة الانفلات الأمني.
هناك استياء عارم لدى الشعب الكويتي من ضياع هيبة رجال الشرطة عندما يرون مجموعة من المراهقين يعتدون عليهم.
وزارة الداخلية اليوم بحاجة إلى انتفاضة حقيقية، لإعادة الهيبة وذلك ليعود الاطمئنان للمواطنين والمقيمين، والمطلوب ردع هؤلاء المستهترين بشتى الوسائل.
كل ذلك معروف ومتفق عليه ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك خطة مدروسة للأمن الوقائي وفرق من رجال الأمن معدة ومدربة بشكل مناسب للتصدي لهؤلاء المنفلتين؟
اعتقد ان وزارة الداخلية لديها القدرات الإدارية والأمنية والبشرية للقيام بذلك ولكن علتها ليست فيما سبق بل في داء معروف وينخر في كل مرافق الدولة وهو داء الواسطة.
فما إن يقوم رجل الأمن بممارسة دوره في ضبط المخالفين، حتى يأتيه اتصال ليطلب منه الإفراج عن المخالف المستهتر الذي أساء الأدب بعد أن أمن العقوبة.
«أطير نجومك» و«انت ما تدري أنا منو» كلمات سمعناها وتقال بشكل متكرر لرجال الأمن، لأن من يقف خلفهم متنفذ وواصل، ما أدى إلى ضياع هيبة رجال الأمن في تطبيق القانون.
لو تم القضاء على الواسطة بين رجال الداخلية، وأعادوا الحزم والربط في تطبيق القانون دون محسوبيات، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولما تجرأ هؤلاء المستهترون على الاعتداء على رجال الأمن.
أتمنى من وزير الداخلية فتح المجال للكويتيين خريجي الجامعات لتغطية كل مهام العمل الإداري في وزارة الداخلية، والاستفادة من جميع العسكريين لسد النقص والتركيز على العمل الميداني والذي هو بحاجة الى هذه الكوادر المدربة والمؤهلة.
كما أتمنى اخذ هذه الحوادث بعين الاعتبار والعمل على علاجها بشكل فوري وسريع حتى تعود الهيبة لوزارة الداخلية ولرجال الأمن.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه
Al_Derbass@
[email protected]