وفاء العماني
للعمل في أي مجال أصول وقواعد وسياسات تحكمه، والعمل الرياضي في الكويت، يحتاج إلى تخطيط استراتيجي محترف للعمل وفق رؤية ورسالة وقيم وغايات وأهداف عامة وخطة عمل تشغيلية لا تخرج عن حدود الاستراتيجية العامة للدولة، ولا شك ان اداء المنتخب الكويتي في دورة كأس الخليج التاسعة عشرة رغم الإعداد القصير كان رائعا ومتميزا، كما أن ما شاهدناه من أداء للمنتخب الوطني أمام نظيره العماني في تصفيات كأس آسيا، يثبت أن الكرة الكويتية بألف خير، ولكن استعجال النتائج وتوقع النجاح السريع كانا أمرا خاطئا من بعض القائمين على اعداد الازرق والجمهور الكويتي وقد يأتي بنتائج عكسية على الرياضة ولا يعمل على احيائها.
وكان لاستعجال النتائج تأثيرات سلبية كثيرة ومنها:
حدة التوتر التي اتسم بها اللاعبون والجمهور طوال شوطي المباراة.
ردود الافعال السريعة والخاطئة من بعض افراد الجمهور.
عدم ضبط النفس من قبل بعض اللاعبين داخل وخارج الملعب.
فلم يسبق لنا ان شاهدنا اللاعبين طوال سنوات حياتنا بهذه الحدة وكثرة الانفعالات التي انعكست على اداء المنتخبين من حيث كثرة الاخطاء المتعمدة، وخرج اللعب عن اطاره الفني الى اطار اشبه بلعب الشوارع نتيجة لغياب دور خط الوسط الذي كان في السابق من ابرز عوامل نجاح الكرة الكويتية لانه هو من يصنع الاهداف للمهاجمين، ولغياب روح الفريق الواحد وعدم ضبط النفس والتحلي بالصبر.
يجب ان نضع نصب اعيننا جميعا سمعة بلدنا الحبيب قبل الفوز، حيث ان بعضا مما شاهدناه يوم الاربعاء الماضي كان تعديا صارخا على القيم الكويتية الاصيلة التي كان يتسم بها لاعبو وجماهير المنتخب الوطني في السبعينيات والثمانينيات.
ان ظاهرة الشغب التي تحدث الآن في ملاعبنا تحث تأثير (إما الفوز أو لا) تحتاج الى وقفة، فالمنتخب العماني ادى مباراة كرة قدم جماعية بروح قتالية لتحقيق النصر، فتحقق له ذلك، وهذه الكرة والروح والاخلاق الرياضية كان يتسم بها لاعبونا أمثال (جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وعبدالله معيوف ومحبوب جمعة، وحسين محمد وفاروق ابراهيم وعبدالله البلوشي، وعبدالعزيز العنبري وفتحي كميل، وحمد وسعود بوحمد... وغيرهم كثر) فحققوا البطولات حتى تغنى بها العرب شرقا وغربا.
كان الأولى بالمدرب ان يمسك بيديه سجلا ليضع ملاحظات على اداء المنتخب ويحدد نقاط القوة والضعف، ويبدأ على اساسه بالتخطيط الاستراتيجي الهادف وفق رؤية ضيقة يتجلى من خلالها الاداء السليم والحفاظ على القيم الرياضية الاصيلة والتي يجب ان يتحلى بها كل لاعب كويتي ويتغنى ويتفاخر بها، من الأخذ بعين الاعتبار القوى العضلية والجسدية التي يفتقر اليها امام منتخبات سبقتهم في الاعداد المدروس للاعبيهم نفسيا وجسديا وماديا وتأهيليا من حيث الاختيار السليم للاعبين وفق ظروف كل لعبة وحسب المنتخب الخصم الذيأالعب امامه مع تهيئة الظروف المناسبة للاعبين.
فجزاه الله المدرب محمد إبراهيم كل خير على كل ما قدمه الى الآن، ويستحق منا كل الشكر والتقدير والدعم، ونقول له لا للانسحاب والتراجع الآن من الاستمرار في تدريب الازرق فأنت الأكفأ، ونعم لتغيير الطريقة والخطط وفقا لتحديد عناصر الخلل والقوة والضعف، مع تأهيل اللاعبين الجيد جسمانيا وعمليا ونفسيا في معسكرات تدريب خارجية وتهيئة الظروف المناسبة للاعبين ليستطيعوا اداء عملهم على أكمل وجه من منطلق معطيات البيئة الكويتية لنكون خير سفراء لبلدنا وأهلنا.
هذا ولا ننسى أهمية العمل على تهيئة اللاعبين والجمهور الكويتي على تقبل الفوز والخسارة بروح رياضية عالية مع التقيد برسالة تمن للفوز للآخرين، لان الهدف الاساسي من المنافسات الرياضية الاحتكاك، وتوثيق عرى الترابط بين الاخوة والاشقاء لا لتجذير البغضاء والعداوات.
كما لا يفوتني ان اشيد باداء الازرق الذي يحتاج الى صقل وخبرة وتأهيل، لتتعافى الكرة الكويتية ويعود فوارس الخليج الى الريادة والصدارة، كما لا يفوتني أن أشد على ايدي الجهاز الاداري من اجل التخطيط المدروس لدعم الرياضة والكرة الكويتية وبارك الله فيكم جميعا لتشريف الرياضة الكويتية، واعلاء سمعتنا في المحافل العربية والدولية.