[email protected]
ما أحوج شباب الكويت إلى «التكويت اللفظي» مرة ثانية من جديد بعدما دخل عليهم ما دخل من «العبو» فهم بحاجة إلى لهجتنا القديمة احتياجهم إلى الشمس والماء بعد ان تحولت كويتنا الى واحد «بوتمبة» بتمدد كل يوم!
في المشهد الانتخابي الواسع اليوم تذكرت «ايمْشي» ذاك الفليت الدخاني الأبيض المائل الى الزرقة يوم كان يحمله عامل أو تدور به سيارة صغيرة، وهو عبارة عن جهاز مثل البازوكة يخرج دخانا ترسله البلدية الى مناطق الكويت يرش بيوتنا وفريچنا ليطهرها ويعقمها من الحشرات الضارة التي تحاول تلويث مجتمعنا ونحن نركض وراء حاملها وكأنه يطهرنا مما علق بنا من أوبئة! قال الشاعر:
اعمل بقولي وان قصرت في عملي
ينفعك قولي ولا يضرك تقصيري
ومضة: ما أحوجنا اليوم إلى «ايمْشي انتخابي» يطهر محيطنا من هذه الفيروسات والميكروبات الضارة التي تسللت إلينا وتبي فليت ونحن نعيش «هزال الديموقراطية»، حيث تبدو لي ملامحها شاحبة عليلة فاقدة المناعة في المشهد الذي «يعل القلب» في ديرتنا الحبيبة لأوجه الديموقراطية العجيبة وشخوصها من غير الاكفاء!
الهمسة: خير الموعظة اليوم من مواطن عتيچ صامت إلى مواطن إصلاحي ومعارض بغية ايصال الرسالة لهم.
آخر الكلام: الوعي المطلوب في الكويت هو «ذمة» الشاهد والمشهود، قال الشاعر:
العلم يحيي قلوب الميتين كما
تحيا البلاد إذا ما مسها المطر
والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه
كما يجلي سواد الظلمة القمر
ما أحوجنا الى الوفاء بالعودة الى الماضي التليد لأن الوفاء وفاءان: أسناهما وفاؤك لمن لا ترجوه ولا تخافه، خاصة عند ضياع الرؤية وتضارب الاولويات.
راح زمن الايمشي والفليت الطاهر
قال تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) ـ الأحزاب: 23.
والله ثم والله ثم والله لو لم تكن الكويت بلدي لاتخذت الكويت وطني.. أولها الدنيا بما رحبت وآخرها لا أفق ولا شهب سوى «ايمْشي انتخابي» يرشها بالطول والعرض حتى تتنفس! من ديموقراطية منتصف الطريق وبهرجة الشعارات وفساد الحصاد والتحول من الشخصنة الى المأسسة!