[email protected]
يحق لكل مواطن أن يفخر بالدستور، فنحن نعيش أجواء الحرية، وكل هذه المظاهر الانتخابية بفضل هذا الدستور الذي سبق عصره، ووضعه «رجال أخيار يعشقون هذا الوطن» وصادق عليه «أبو الدستور» الشيخ عبدالله السالم أمير الكويت حينذاك بعد أن أقره المجلس التأسيسي.
لو سألنا طالبا في المرحلة الثانوية عندنا عن هذا الدستور، فهل نضمن الإجابة عن الأسئلة؟
لن تجد أي إجابة أبدا لأن «الدستور بنوده مغيبة عن مناهجنا ومقرراتنا»، ولهذا على مؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بعمليات توعية أثناء الانتخابات لهذا «الدستور العظيم» بكل مكوناته الأساسية.
دستورنا يتكون من خمسة ابواب جميلة وعميقة هي:
الباب الأول: الدولة ونظام الحكم، ويحتوي على 6 مواد.
الباب الثاني: المقومات الأساسية للمجتمع الكويتي ومواده من 7 إلى 26.
الباب الثالث: الحقوق والواجبات العامة ومواده من 27 الى 49.
الباب الرابع: السلطات أحكام عامة من 50 الى 173.
الباب الخامس: أحكام عامة وأحكام مؤقتة من 174 الى 183.
ومضة: من خلال تصفحنا مواد الدستور والتطبيقات التي مرت على البلاد نستطيع أن نقول إنه سبق عصره، وكلنا يعرف أن الدساتير مهما أحكمت صياغتها فإن قيمتها الحقيقية تظل مرهونة بالروح التي تطبق نصوصها وقدرتها على ملاحقة التطورات، يقول الشاعر عبدالله مبارك الردعان:
عاش دستور الكويت في قـوانينـــه رضيـــت
لا بتعـــديلــه دعيــت «عاش دستور الكويت»
همسة: علينا أن نترحم وندعو لـ «رجال عظام» وضعوا هذا الدستور وحموه، وعرف الكثير منهم بتدينه وتبنيه الشريعة الإسلامية ولكنهم تعاملوا مع الواقع المعيش وأخرجوا لنا هذا الدستور المُشرِّف.
طبعا جرت عمليات لمحاولة تنقيح هذا الدستور آخرها في عام 1976 ودار جدل طويل حوله وانتهت اللجنة إلى صياغة نصوص ومقترح بزيادة أعضاء مجلس الأمة إلى 60 عضوا واتضح أن اللجنة اطلعت على 13 تصورا من الحكومة وتصور واحد من الأعضاء، وفي ضوء التجربة سيظل هناك «همس».. هل سينقح الدستور؟!
آخر الكلام: السنون تمر ويتربى الجيل الكويتي على هذا الدستور والذي «اكتشفناه» ليس مجموعة شعارات وإنما نظام حكم ووسائل وغايات «وثيقة» ملتصقة بفكر المواطن وأيضا مرجع لهيئات الحكم بالسلطات وضمان ناجع للحقوق وموئل للحريات وسياج عاصم من التجاوزات.. يقول الشاعر أحمد مشاري العدواني، رحمه الله:
قل للكويت تلك أعراس المنى
يزفها إليك عهد نضر
صحائف التاريخ رقت حوله
تكتب للخلود ما يقرر
ما أعظم الدستور في ظلاله
شعب على أقداره يسيطر
قائده إلى العلا أميره
أكرم بمن يقوده ويأمر
شاد على الحب أساس حكمه
والحب للحكم الكريم مصدر
ورحم الله الفنان الكويتي عوض دوخي وأخاه د.يوسف دوخي فكلاهما أول من غنّى للدستور الكويتي الأعز:
سطر الدستـور كفاحنا
بمجلــس الأمــة أملنـا
لا تلوموا أهل الكويت بحب وعشق دستورهم!
إنه حب أسطوري لعبق التاريخ والرجال الأوائل