[email protected]
ما عاد أحد يسمع «المطولات» هذه الأيام، فنحن نعيش زمن الإيجاز!
ونحن صغار تعلمنا من المدارس وأهلنا «خير الكلام ما قل ودل»! وقالها «داهية العرب» عمرو بن العاص: الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه صدع!
يعني «عورك راسك وصدع»!
في هذا الزمن الوتيرة سريعة، لا تكثر من «هرجك» أي قلل كلامك، فالكل يطبق «الإيجاز»!
اعلم يا من تقرأ سطوري أنه إذا أقللت من الكلام أكثرت من الصواب، وإذا أكثرت من الكلام أقللت من الصواب! هذه حقيقة يجب أن تتعامل معها منذ اللحظة فنحن في زمن السرعة الفلكية، كلما أوجزت كنت الأقرب الى الصواب بمعنى لا تصير «نشرة أخبار رسمية»!
تحول إلى التتش.. الفلاش، مثل الفضائيات الإخبارية!
نصيحتي لك في هذه المرحلة أن تتعلم البلاغة، وأنا سأختصر لك قمة البلاغة، وهذا يعني ما يلي: إيجاز الكلام وحذف الفضول، وتقريب البعيد، والإيجاز يعني من غير عجز والأطناب من غير خطل، وإذا قلت فأوجز، فإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف!
نعم.. لا تتكلف ولا تضيع وقتك ووقت من تحدثه ولا تبالغ، فالقليل كافٍ وبخبرتك يكون شافيا.
ومضة: أحسن شيء اليوم أن تجعل كلامك مثل توقيعك، جرب وتوكل على الله وأسرع بالتطبيق واتجه للتفاهم العاجل ونحو النهايات والأمور بخواتيمها تفلح، الناس في عجلة من أمرهم وما يبون «الطوالة»!
آخر الكلام: تحدث مع محدثك فإن رأيته شرد أو ضاع وسط حديثك فتوقف وناظره وسيخجل ويتابعك، استخدم حديث العيون فهو أسرع.
زبدة الحچي: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وزيّن إيجازك بإنجازك، وتذكر أن هناك خطا موصلا بين الإيجاز والإنجاز وكليهما مرتبط دائما بالنبوغ بمعنى أن «النبوغ لا يزور» وهو موهبة ربانية يملكها الإنسان وهي في نفسه وأعماقه كامنة تخرج متى ظهرت الحاجة لها، وكن كما قال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
فنحن في زمن القفز الإلكتروني الحضاري ما عادت الناس تريد خطبا طويلة ومعلقات شعرية وأحاديث مطولة، اختصر وتمسك باليقين فهو الذي سيقودك حتما الى الايجاز، وهذا نصح مني لا يخالطه غش، فتمتع بالإيجاز والإنجاز معا، والله حافظك، وتذكر بالكويتي «لا تطولها»!