[email protected]
اجتهد «زميلي» ومرت سنوات عمره متلاحقة، وبقيت معه الذكريات والإنجازات في أرشيف، أراه كنزا من اللقاءات مع الوجهاء من العمالقة في الزمن الجميل الماضي.
سأعرض عليكم بصمة إعلامية لمسيرة زميل إعلامي مارس مهنة الصحافة وأعطاها من جهده وفكره وحقق فيها سبقا ونجاحا مع جيل مضى من المسؤولين في مختلف الوظائف في الكويت التي احتضنته طفلا ورعته شابا ودعمته في مسيرته الوظيفية.
هذه المساحة المستحقة هي من أجل الزميل د.أحمد عثمان أبوسيدو وكتابه الجديد «لقاء العمالقة» الذي صدر في 2016م ليوثق مرحلة عصر الكويت الذهبي وأول لقاء مع أمير الديبلوماسية والإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد (عندما كان الزميل أحمد أبوسيدو مراسلا لصحيفة الدستور الأردنية)، ولقاء عن استقبال سموه الأطفال العراقيين المصابين نتيجة حرب تحرير بلادهم من الطاغية صدام حسين، حيث تم علاجهم داخل الكويت وخارجها على نفقة سموه، فكان هذا الموقف الإنساني الكويتي النبيل.
ومن اللقاءات مقابلة سمو الشيخ ناصر المحمد وحديث حول دور الإعلام الكويتي أثناء الاحتلال العراقي، وكيف قام بتشغيل إذاعة الكويت من الخفجي وافتتحها بصوته «هنا الكويت».
ودوره ايضا في صحيفة «صوت الكويت»، وأخيرا علاقاته التي بنت جسورا مع شعوب وحكومات العالم.
ومن اللقاءات التي شدتني مقابلة القائد الشهيد الشيخ فهد الأحمد ودوره، رحمه الله، المحلي والعالمي في الكرة وفدائيته وانتماؤه في صفوف المقاومة الفلسطينية «فدائي»، وكيف أصيب ثلاث مرات داخل فلسطين المحتلة، واشتراكه مع الجيش الكويتي في جبهات القتال في مصر (دعونا نترحم على هذا البطل الكويتي الحقيقي في شهر رمضان) نفتقده «أبا أحمد» رب اجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة.
ومن اللقاءات المهمة لقاء جاسم محمد الخرافي- طيب الله ثراه ومثواه- فهو بلا شك علامة مضيئة في تاريخ الكويت «التوزير - البرلمان» ولقب بـ«الإطفائي» لاتباعه أسلوب التهدئة بين الأعضاء والحكومة في البرلمان الكويتي.
ولقاء العم د.صالح العجيري وما ورد في المقابلة من قصص طريفة ومواقف تعطيك الانطباع الأول عن شخصية العم «أبومحمد»، فهو مثقف فلكيا، ويملك سرعة بديهة ومعلومات في الفلك والطب، وكيف أثرى المكتبة الكويتية بمؤلفاته الفريدة.
ومن اللقاءات الجميلة في الإصدار، أختاره كمسك الختام، لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الذي يتحدث فيه عن معدن الشعب الكويتي ويصفه بالأصيل، ويعبر عن اعتزازه بالفخر بانتمائه الى الكويت.
ومضة: الكتاب مؤلف مكون من 381 صفحة، لا تملك إن حزت الكتاب إلا أن تقرأه ويسرح بك صاحبه في لقاءات تاريخية جميلة مع شخصيات رحلت، الله يرحمهم، وآخرين أحياء «لهم طولة العمر»، واستطاع أحمد عثمان أبوسيدو أن يعرض الحقيقة بموهبته الإعلامية في التوثيق وعالم الصحافة الكويتية.
آخر الكلام: عائلة أبوسيدو في فلسطين عائلة كريمة في قطاع غزة، وكان لهم أكثر من «فرد» في الكويت غير د.أحمد، أتذكر والده عثمان وعمه محمد، وهما من رجال التربية والتعليم.
زبدة الحچي: زاملت الأخ والصديق أحمد عثمان أبوسيدو خلال فترة زمنية طويلة وكنا نلتقي في طرقات الحياة بين فترة وأخرى، فما وجدت منه إلا الصدق وتلك الابتسامة الواثقة والهمة العالية.
«لقاء العمالقة» كتاب يوثق رحلة نصف قرن مع مهنة الصحافة والإعلام.. خوش كتاب لمرحلة وشخصيات تعلق بالذاكرة وتشكل تاريخا مضى وحاضرا مستشرفا.. بوعثمان، مبروك الإصدار.