بريطانيا - مانشستر
في بداية السبعينيات كنت أُدرّس في مدرسة صقر الشبيب الابتدائية والتقيت به أول مرة في غرفة الناظر المربي الأستاذ محمد الفارس،
أطال الله في عمره، وقدمني له كمدرس للغة العربية، وكان ـ رحمه الله - قد حضر ليسجل ابنه بشار في منطقة القادسية، وبالفعل تعامل معنا كولي أمر طيلة سنوات وجود ابنه بشار في المدرسة بغاية اللطف والذوق، كان ولي أمر ـ والله ـ مثاليا يحضر اجتماعات أولياء الأمور ويناقش المعلمين، وكثيرا ما كان يسعدنا بتعليقاته الحلوة، وهو كما يعرفه الجميع ،رحمه الله، صاحب نكتة وخفة دم، وكما نقولها بالكويتي «أريحي مو ثجيل طينة»!
ثم كنت التقيه في دهاليز الحياة في العزاء او الأفراح أو نسلم عليه بعد مشاهدة احدى مسرحياته.
وقد جلس على احدى طاولات احتفالية «الأنباء» قبل الماضي وكان «يهلي ويرحب بالحضور» وكأنه صاحب المكان، وهو بالفعل له مكانة كبيرة في «الأنباء» وكان كثيرا ما يحرص على حضور مناسباتها.
ومضة: عندما يموت الإنسان يبقى عمله شاهدا له أو عليه، وأنا أراه هنا (حاصدا للمجد) فلقد أحب الناس وفنه فأحبوه وبادلوه هذا الحب بحب أكبر، أما فنه فقد أعطاه كل وقته وجهده وحصد كل هذا الحب العالمي من الخليج العربي الى المحيط، وله جمهور اليوم في كل أصقاع الارض.
آخر الكلام: الإنسان أي إنسان مآله وأمره عند الله عزّ وجلّ ولا يجوز لأي كائن من كان أن يتطاول على ميت غدا عند خالقه وهو به أرحم منا جميعا، والمسلم لا يقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون» أو ليقل خيرا أو ليصمت، وقد سرتني جدا مبادرة سمو أمير البلاد بإرسال طائرة وإقامة استقبال وتلقي العزاء في المسجد الكبير.
أقول حق ولدي سعد الملحق العسكري في سفارتنا بلندن: ما قصرت وانا خالك .. كلك سنع ومفهومية يابو حمد عداك العيب.
زبدة الحچي: لم أجد خير ما أختم به سوى واتساب أرسله لي الأخ الصديق سعد اللوغاني بوجابر لأستاذنا القدير أحمد الشرقاوي يقول:
لو غاب بوعدنان ما فارق مشاعرنا
الفارس الفنان مرسوم بنواظرنا
لحد يعزينا ما مات بوعدنان
عايش اهو فينا بالروح والوجدان
رحمك الله أباعدنان وأسكنك فسيح جناته،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.