[email protected]
«الأعمال بالنيات»، للمؤمنين بهذا القول.. أقول: لو تمكنت من رؤية قلوب الناس، لهالك ما خفي بها من: «محبة - كره - وجع - ألم - طيبة - فقد - تآمر - خبث...» الخ.
دائما «النية الطيبة» المرتبطة مع الله تدحر شرور النفس وتطهر «القلب والعقل» من السخم والوسخ، لأن النفس الطاهرة المحبة لله تتطابق نيتها مع افعالها وأقوالها.
يقول ابو نواس:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لهذا عزيزي القارئ كن مع الله في السر والعلن ولا يجرفك شيطانك نحو الأفعال الدنيئة وكلما صاحبت الاخيار طهرت، وانتبه في حياتك لشيء مهم جدا احدده لك وهم «الناس القريبون منك» من أهل وأصدقاء ومعارف، فليس الكل «طاهر النية» بل كثير منهم حريصون على غرس الخنجر في ظهرك!
لذا قالوا في المثل: «الأقارب عقارب»، خاصة الذين ليس لهم من الدين نصيب، وإبليس راكبهم ويوجههم!
انت عزيزي القارئ الكريم تركب الطائرة ولا تعرف قائدها وتركب سيارة الأجرة ولا تعرف سائقها.. وتركب القطار ولا تعرف المسؤول عنه.. وتركب السفينة ولا تعرف القبطان.
افلا يستريح قلبك في حياتك وانت تعلم ان الله مدبرها؟!
اذن جدد ثقتك بالله وابتعد عن النوايا السيئة والأعمال التي تضر وتهدم البيوت و«البيوت أسرار»!
تذكر ان بعد كل عسر يسراً ولا يغلق الله باباً إلا ويفتح خيراً منه!
وان ضاق بك الحال فتذكر ان غيرك يحلم ببعض نعمتك وهناك من يحسدك!
قل دائما: الحمد لله في كل الأحوال والله حافظك.
أحسن الظن بالله ولا تلتفت لشياطين الانس وما أكثرهم!!
قال الشافعي:
يزيد سفاهة وأزيد حلماً
كعودٍ زاده الإحراق طيباً
أهم مبدأ تتمسك به في الحياة ان القادمات أفضل، تفاءل وكن مؤمنا تصل الى السعادة ولا تستسلم كلما تعثرت، صحح الغلط وابتعد عن الخطأ والزلات، وجدّد دائما أملك بالله سبحانه فهو حافظك.
لا تؤلم نفسك بكثرة التفكير: لماذا قالوا؟ ولماذا فعلوا؟ وثقتك بربك ستنقذك من مكرهم وخبثهم لأنه مطلع على السرائر، فقط ثق بربك.
هم بشر وليس لديهم سوى «الكلام والنميمة» وسيأتي يوم حسابهم على كل «قذاراتهم». رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»؟!
ومضة: المحبة واضحة والكره واضح والذي يحب لا يكره ولا ولا ولا.. وكّل امرك إلى الله هو حافظك وكاشفهم، هكذا هي الحياة التي علمتنا.. لا يبقى إلا العمل الصالح فقط!
وسيُحاسب كل إنسان على أفعاله وأقواله والله مطلع على السرائر!
قال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ـ آل عمران: 134).
آخر الكلام: عزيزي الزوج ـ الزوجة ـ الاخوان ـ الاقرباء ـ الجيران ـ الموظفين ـ المواطنين ـ الوافدين.. كل الناس.
تذكر نصيحتي: أنك موعود بقدر صبرك على الأذى!
قال أحمد شوقي:
رزقت أسمح ما في الناس من خلق
إذا رزقت التماس العذر في الشيم
وسيُمكن لمن يريد فيما يريد، يخلق الأسباب والمسببات، وتطوى الصحائف أمام الواحد الديان.
زبدة الحچي: ما كرهت احدا في حياتي إلا «ذو الوجهين» خاصة في زماننا هذا كثروا «رجالا ونساء» وهم شر الناس الذين بالضبط «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته» وما أكثرهم للأسف!
قلت: ازرع محبة تحصد محبة!
ازرع كرههْ تحصد كرههْ!
ازرع خلقا ونية طيبة تحصد خلودا!
منهم من هو صغير ونقول يكبر ويتعلم ويتطهر، أما الطامة الكبرى ان بلغ الرشد أو حتى في آخر العمر، وما زال ينافق بوجهين ولسانين، وهو في رأيي من أشر الناس والعياذ بالله، لأنه يظهر الصلاح والخير والسكينة، وفي داخله كذب وسوء طوية، فاحذر من يأتي اليك متملقاً يثني عليك ثم يأتي من ورائك فيذمّك! انها إما قلوب محبة أو كارهة! ما في وسط!!
يقول الغزالي رحمه الله: أمهات الأخلاق أربع: الحكمة، الشجاعة، العفة، العدل، وأنا أزيد النية الصالحة!
كفانا الله شر أصحاب النيات «الشينة» والوجوه المتلونة فمصيرهم جهنم ولبئس المهاد، وارزقنا اللهم من خلقك من يخافك ولا يظلمنا من أصحاب الأخلاق العالية والنفوس الرضية.. يا رب آمين.