[email protected]
يعيش الناس فرحة قدوم شهر رمضان الفضيل خلال الأيام المقبلة، لا بل الساعات المرتقبة والكل ما بين (خوف ورجاء ونية)!
أيام قليلة ونبدأ ممارسة الصوم والاستباق الى المساجد وتعميرها بالمصلين وأيضا الصدقات والزكوات، وهناك من ينوي شد الرحال الى الحرمين الشريفين في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، بينما تشخص الأبصار نحو الأقصى الأسير الذي يئن من (احتلاله) الغاشم من الكيان الإسرائيلي!
شهر رمضان يعني لكل الناس (العبادة) وممارسة المستحبات!
في رمضان تصفد مردة الشياطين، اللهم إلا شياطين الإنس!
وفي رمضان تنشط (التمثيليات الهابطة) التي تخدش حياء الصائمين وإثمها ووزرها على من أجازها وأقرها وآذى عباد الرحمن الذين يتمنون أن يصوموا من غير رؤية هذه التمثيليات التي تُنسب زورا وبهتانا الى الشعب الكويتي، وأخلاقيات الشعب الكويتي أكرم وأجلّ من هذه التمثيليات التي تمثل أصحابها!
القارئ الكريم، أكيد حريص على الخير وقفل (باب الشر) اغتناما للفرصة في هذا الشهر العظيم وإعمار وقته بصالح الأعمال والقيام بالواجبات وتأدية الأمانات!
إنه من الغفلة أن تنصح الناس وتنسى نفسك ومن حولك!
عزيزي القارئ الكريم، فرصتك قادمة للأعمال الصالحة لأنها كما نقول: اجعل هذه الدنيا مزرعة الآخرة وميداناً للتنافس، لأن الأجر في شهر رمضان يتضاعف ولأن رمضان من أعظم المواسم وأجلّها (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، متأسين كلنا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
في النادي الرياضي، قال لي أحد الإخوة فجرا وهو يمارس الرياضة في الجاكوزي إنه يشعر بالضجر في رمضان لأنه لا يحب الصوم ويفقد الأكل!
فقلت اعقد العزم واهزم شيطانك وغيِّر (ربعك) ستصوم وسيزيد الله حسناتك وتكون إن شاء الله من المغفور لهم، المهم أن تعقد النية لله بنفس مستبشرة (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). إن شهوة القلب والجسد المرتبطة بالطعام وغيره علاجها بالصوم والأعمال الصالحة وجهاد العبادة وتقوية الإيمان!
إنني هنا أنصح الآباء والأمهات بعدم تحميل أطفالهم وعيالهم ما هو فوق طاقتهم، ابدأوا بما هو خفيف على النفس ولا تكرهوهم في العبادة واجعلوهم أولا يفرحون بالطاعات ومحبة مجالس العلم والعبادة ومجاهدة النفس وصولا إلى الإخلاص.
ومضة: بكل الفرح والسرور ابدأ شهرك المبارك بالتوبة الصادقة، وأتبع هذا بالإكثار من العمل الصالح والاستغفار وعمل الطاعات.
اعقد العزم على اغتنام فرصة رمضان في كل سبل الخير.
اطلب العون والمدد من رب العالمين (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، لهذا احرص على الجد والاجتهاد والنشاط في هذا الشهر الكريم.
وأكثر من الأعمال الصالحة من (إفطار صائم - عيادة المريض - السير في الجنائز - ممارسة الصدقة - قراءة القرآن - الأعمال الصالحة لا حصر لها). رمضان أيام معدودات (فسرعان ما يحل وسرعان ما يرحل). إنه شهر يعادل مواسم كاملة وشهورا، فأكثر من تلاوة القرآن وختمه وممارسة الصدقة والجمع بين الصيام والصدقة بكل أبوابها ولا تنسى التراويح والقيام وزكاة الفطر.
آخر الكلام: كثير من الأحبة يسهرون طوال الليل مع برامج التلفاز ويفوت فرصة قراءة القرآن وختمه وطاعات كثيرة، لذا عليك مقاطعة هذه (الجاذبات) التي تستهدف صيامك.
مارس العمرة والاعتكاف وأبشر بعد هذا بسعدك (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
زبدة الحچي: رمضان كريم فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، فعليكم بالعبادة وفرصة لتطهير النفس من أدرانها، خاصة أنه شهر المحبة والكرم والجود والمغفرة وهو أفضل شهور السنة، ولهذا انتبه لأمر عظيم وهو تذكّر الفقراء والمساكين والمعوزين والمحتاجين.
شهر رمضان هو التحدي الأكبر، فامتحن نفسك وقيّم صيامك ونقِ نفسك من أخطائها الكثيرة وتخلص من الأحقاد الأدران. مجالس رمضان جميلة وروحانية وفيها ذكر وبيان وتوحيد لله عز وجل وعلم وعمل وترغيب وترهيب.
كل عام وأنتم بخير وعساكم من عواده، وتلذذوا بنفحات هذا الشهر المبارك، واحصدوا في الدنيا ثمار الآخرة، صوما مقبولا وتقبل الله.