[email protected]
نفخر نحن في الكويت بلد الإنسانية والعمل الإنساني بأن الله قيض لنا حكاما تملأ قلوبهم عظمة القرآن وإكرام خاصته وحفظته ومعلميه.
أنا لربما أصلي (معلم) أتعاطف دائما مع أصحاب رسالة العلم قادة قاعات الدرس، فما بالكم لو كان هذا المعلم مدرسا للقرآن؟
ما شجعني على أن أكتب اليوم مقالي عن «فئة» بيننا من معلمي القرآن (معلمون مكلفون متفرغون) وليس لهم أي دخل آخر سوى هذا الراتب البسيط الذي يصلهم مقابل 250 دينارا ويا ليته ثابت!
أرسل لي مجموعة منهم يطلبون مناشدة لمعالي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار د.فهد العفاسي، والذي بكل صراحة أراقب عمله من فترة توليه الوزارة، وهي نحو الأفضل في استشراف المستقبل، وقد أعجبني جدا يوم قام باستقبال المتقاعدين والمتطوعين الكويتيين الراغبين في العمل بوظيفة مؤذن وإمام، ويوم أعلن ان الأوقاف خصصت مسجدا او اكثر لترجمة خطبة الجمعة الى لغة الإشارة، وايضا تشكيله لجنة لضبط أسعار حملات الحج وتعديل ميثاق المسجد والنظر في مطالب الأئمة واتخاذه إجراءات صارمة للقضاء على التهاون والتقصير في وزارتيه وتحويل المساجد الى مراكز للترابط والتكافل الاجتماعي، لأن مثل هذه الخطوات تجسد معنى بلد الإنسانية الذي ننشده خاصة انه لا ظلم للكفاءات في عهده ولا تدوير إلا بعد التقييم والكل يذكر يوم سحب صلاحياته من جميع الوكلاء والمسؤولين في الجهات التابعة له وهذا حقه.
ما يعجبني فيه قبل ان أرفع له الشكوى انه بالفعل عازم على تفعيل الإعلان الإلكتروني وبدأ التنسيق مع الجهات المختصة!
على العموم جهوده مشكورة ومقدرة هو والأخ الوكيل فريد عمادي وكل الوكلاء المساعدين ومديري المساجد والقيادات كلها كل منهم في موقعه ووظيفته.
يا معالي الوزير:
هذه هي الشكوى التي وصلتني وأنا أعتبرها (طلبا) وأعرف يقينا ان معاليك وكل قيادات الوزارة يعملون لله عز وجل وخدمة كل من له صلة أو يعمل في هذه الوزارة المرتبطة بالدين يقول أصحاب الطلب في نص رسالتهم:
المطلوب تعديل وضع مدرسي القرآن والتجويد بوزارة الأوقاف بإدارة الدراسات الإسلامية، حيث اننا:
ـ مدرسون مكلفون متفرغون ليس لدينا اي عمل آخر.
ـ نأخذ الراتب مقابل عدد الحصص علما ان الحد الأقصى لراتب المعلم 50 حصة في الشهر مقابل 250 دينارا، ونحن نعلم ان السكن «غالي» وتكاليف المعيشة مرتفعة وبالتالي لا يكمل نصاب الحصص في الشهر لأن معظم مراكز الأترجة تجعلنا نحضر يوما واحدا او يومين فقط في الأسبوع لأنه ليست هناك مجموعات دراسية كافية وهذا يعني باختصار ان راتبنا لا يكفي ابدا ولا يغطي احتياجاتنا اضف تكاليف النقل والأبناء!
ـ ليس لنا راتب في شهور 6 و7 و8 بالصيف ونحن ملتزمون بإيجار الشقق السكنية وليس لنا اي دخل آخر والمؤجر لا يعذرنا ومعه حق لان العقد شريعة المتعاقدين.
فنرجو منكم تثبيت الراتب خلال شهور العام ومنحنا إجازة حتى لو شهرا واحدا مدفوع الأجر أسوة بالمعينين والكويت عرف عنها انها تساعد القاصي والداني.
بارك الله فيكم وأطال الله أعماركم في طاعته وجعلكم دائما في خدمة كتاب الله.
ومضة: يقول الشاعر:
وكم من فتى ضاقت عليه وجوهه
أصاب لها في دعوة الله مخرجا
نحن دخلنا الشهر المبارك، فهل يصل طلب هؤلاء الذين يعانون بيننا وهم يقومون بواجبهم تجاه القرآن؟
آخر الكلام:
يا مالك الملك يا من لا شريك له
يا حي يا فرد يا قيوم يا صمدُ
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
مالي على حملها صبر ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل مفتقرا
إليك يا من مُدت إليه يدُ
فلا تردها يا رب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يردُ
زبدة الحچي: أعرف معالي الوزير أنك تمارس السلطة الحقيقية (تكليفا لا تشريفا)!
لم تقصّر في الماضيات وتأتيك هذه المناشدة وأنت في هذا الشهر الفضيل، فهؤلاء وقفوا على باب الرحمن ثم طرقوا بابك، قال تعالى: (قال ربِ احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) الأنبياء 112.
أعلم يقينا أنك تمارس السلطة في جعل ميزان العدالة متساويا على الجميع.
لقد قالوا: الصيت الحسن أفضل من الغنى الكثير والنعمة خير من الذهب والفضة وأنت تملك اليوم الصيت الحسن والحب المكنوز.
معالي الوزير: ربِ يعلي مقامك ويلهمك دائما نصرة المحتاج والمظلوم وذوي الحاجة.. مشكور وتقبّل الله طاعتك.
صرخة محتاجين أرجو ألا تضيع أدراج الرياح!!