توطئة لكل قصة ثلاثة أوجه، الوجه الذي تراه والوجه الذي يشكل وجهة النظر المضادة لرأيك في القصة، وهناك الوجه الثالث والأهم.. وهو وجه الحقيقة.
****
الرؤية الخاصة بأي وزير للإصلاح قد لا تتواءم مع المطالب الإصلاحية في وزارته قبل توليه حقيبتها، وكذلك تطبيقه لرؤيته قد لا يتطابق مع الإصلاح المنشود، وبين هذه وتلك تبقى الحقيقة، والتي عادة لا يتناولها أحد ولا يتعاطى معها أحد كون كل طرف سواء الساعي نحو الإصلاح أو المطالب بالإصلاح لا يريد الحقيقة ما دامت لا تصب في إناء وجهة نظره.
****
وزارة الإعلام كوجه أقرب للتمثيل في هذه القضية، فمنذ تولي حقيبتها الشيخ سلمان الحمود وهو يسعى بها نحو الإصلاح وتعديل ما يمكن تعديله وسط بحور من تركة ثقيلة مثخنة بالأخطاء السابقة المتراكمة على مدار سنوات طويلة سبقته، وللأمانة وهنا أتحدث فنيا ولا أتحدث سياسيا استطاع الرجل أن يخطو خطوات واسعة نحو الإصلاح الواضحة والشاملة في كثير من مفاصل الوزارة، ويكفي أنه وخلال حقبته نقل تلفزيون الكويت من مجرد رقم في قائمة «الريسيفر» إلى قناة تستقطب مشاهدين وأعاد فتح الأبواب للشباب الكويتيين المبدعين في كل المجالات، ولكن مشكلة وزارة الإعلام أن جزءا كبيرا منها سياسي الطابع وإن كان يأخذ الشكل الفني، وهذه ليست مشكلة وزارة الإعلام فقط بل عموم وزارات الدولة ان هناك تداخلا وليس تدخلا سياسيا فنيا في عمل الوزارة، هذا حتما لا يتحمله الوزير ولا يجب أن يتحمله الوزير في أي من الوزارات التي تشهد حالة تداخل سياسي فني تكبر وتصغر بحسب القضية، الشيخ الحمود وخلال سعيه نحو الإصلاح حاول أن يفك هذا التداخل ليعيد الوزارة فنية كما كانت، ولكن يبدو أن هناك وجهات نظر تريد لهذا التداخل أن يبقى، ليس في الإعلام وحدها بل في عموم الوزارات.
****
توضيح الواضح: لم أر وزارة تنام نوما عن ما يوجه لها من نداءات كما تفعل وزارة الصحة، فقد كتبت قبل أسابيع عن الطبيب المشكوك في أمر شهادته وخبراته عندما أجرى عملية جراحية صغيرة أدت لتشويه طفل، ولم ترد الوزارة لا بسؤال ولا باستفسار وكأنه «عاجبها» أن يكون لدينا أطباء يعملون بشهادات مضروبة... وكيف الصحة يا صحة؟
[email protected]