لم يتخل حكيم الأمة يوما عن دوره في رأب صدع أي خلاف سياسي، وأحيانا كثيرة يكون هو صاحب مبادرة الإقدام على رأب ذلك الصدع، ولم يعجزه يوما أي خلاف، فلم يكن فقط حاكم دولة بل كان حكيم أمة، وكان يلعب دور جمع الفرقاء حتى عندما كان وزيرا للخارجية ويقوم بهذا الدور على أكمل وجه، والتاريخ السياسي القريب يحفل بسرد أدواره المتعددة بين الفرقاء في شتى بقاع الوطن العربي، فكم فتنة أخمد، وكم من خلاف أعاد تصحيح مساره نحو مصالحة شاملة نهائية، وكم من اختلاف في وجهات النظر أعاد توجيهه بما فيه صالح طرفين أو أكثر.
صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حاكم البلد وحكيم الأمة، لم يكن طرفا في أي مفاوضات أو قمة أو مؤتمر إلا وتحول إلى مشروع ناجح سياسي، بل وأصبح علامة سياسية فارقة في المنطقة التي عقد فيها ذلك المؤتمر أو تلك القمة.
ساهم سموه بتدخلاته الحكيمة بما يعلن سياسيا وبما لا يعلن أحيانا حفاظا على سلامة نهاية المفاوضات بين الدولتين، وكان لذلك دور رئيسي في رأب صدع عدد كبير من الخلافات وإخماد نار فتن سياسية كادت تؤدي أحيانا إلى فوضى لا يحمد عقباها.
أدوار سموه محليا وإقليميا وعربيا بل حتى عالميا سيذكرها التاريخ بأنها كانت سببا في تجنيب كثير من الدول وشعوبها تكلفة سياسية باهظة بل وحقن دماء أبرياء خاصة في مناطق الصراع، وتلك الأدوار لا يذكرها إعلامنا الرسمي ولا حتى غير الرسمي ولا يعلنها الديوان الأميري لأن سموه يرفض مبدأ «المنة السياسية» على أي طرف أو أطراف يتدخل سموه بينها للإصلاح وتقريب وجهات النظر وإخماد نيران سياسية مشتعلة.
يكفي حكمة سموه انه عبر بالبلاد في خضم أتون إقليمي عربي عالمي ملتهب، فكان هو نوخذتنا الذي نفخر ونفاخر به.
اليوم المنطقة الخليجية أحوج ما تكون إلى حكمة سموه، وأجمع المحللون السياسيون الخليجيون انهم يراهنون وبتفاؤل على أن تنهي وساطة الشيخ صباح الاحمد وحكمته الأزمة الخليجية السياسية الأكبر من نوعها في المنطقة منذ الاستقلال.
* توضيح الواضح: يجب ألا يقلل أحد من شأن خطورة الحدث السياسي الملتهب الذي يعيشه خليجنا العربي، ولكن لنأمل أن تسفر تدخلات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد عن تفكيك الأزمة بين الأشقاء على الأقل.
توضيح الأوضح: ستنتهي الأزمة على خير.
[email protected]