وسائل التواصل السياسية، وليست وسائل التواصل الاجتماعية، تويتر وانستغرام وفيسبوك وسناب شات، أصبحت بالنسبة لأغلب المغردين العرب وسيلة للتواصل السياسي، خاصة نحن الكويتيين، لا ارى احدا منهم نادرا الا ويتعاطى السياسة، ومع كل حدث سياسي محلي أو خليجي او إقليمي او حتى عالمي يدخل ويتدخل بل ويحشر نفسه حشرا ويدس أنفه بل ويكون رأيا يرى أنه هو الصحيح الذي لا يقبل الخطأ، لا يطرح رأيا فقط بل يشكل قناعات لا أساس لها ويرمي بآراء لا تستند إلى أي من صحيح المنطق لتلك المشكلة او ذلك الحدث الذي يتناوله في تغريداته.
نادرون هم من يستغلون منصتهم الاجتماعية لطرح شأن يتعلق بعمله او تخصصه ليفيد المجتمع، فكلهم مشغولون بالسياسة ومهووسون بها حتى النخاع، داخلية او خارجية كانت السياسة لا يهمهم، فهم لابد ان يكون لهم «قرص» في كل «عرس» سياسي أينما كان ذلك العرس حتى لو لم يكونوا على قائمة المدعوين في ذلك العرس، فسيحضرون ويعلقون و«يتعشون» ايضا.
وكأن الكويتيين موكلون بشؤون الكرة الأرضية، هكذا هم المغردون الكويتيون، في انقلاب تركيا كنا هناك، المؤيد والمعارض منا، في ٣٠ يونيو في مصر كنا هناك أيضا بل ورغم تعدادنا المتواضع جدا نسبيا قمنا بمزاحمة المصريين في شؤونهم، وفي الأزمة الخليجية الأخيرة رمينا بثقلنا المؤيد والمعارض رغم إعلان دولتنا الحياد والقيام بدور الوساطة، في إسبانيا نحن هناك أيضا منا البرشلونيون ومنا الريال مدريديون ولمن لا يصدق منا الريال سوسيداديون، كذلك في الانتخابات الأميركية الأخيرة كنا في واجهة المشهد العربي معلقين مؤيدين معارضين ومحللين.
كما ذكرت، كأننا موكلون بشؤون الكرة الأرضية، حتى في أحداث فنزويلا الأخيرة كان بعضنا هناك يلقي بعصا رأيه ويحلل.
طبعا، قد يرى البعض ان في ذلك دسا لأنوفنا فيما لا يعنينا ولا يخصنا، وهو صحيح إلى حد ما، ولكن الحقيقة أن لحراك المغردين الكويتيين الممتد بشأن كل شيء يشير ويدل على أننا شعب يكون رأيه الخاص دون ضغوط رسمية من حكومته او الجهات الأمنية التابعة لها.
نعم، على وجه سيئ يجب ألا نتدخل تعليقا ورأيا في كل حدث سياسي يجري في العالم، فهذا ليس عملنا ولا دورنا، ولكن على جانب جيد يعني أننا ككويتيين نتمتع بأكبر مساحة من الرأي لا يتمتع بها نظراؤنا، ونمتلك بدرجة جيدة وعيا سياسيا وسواء كانت استنتاجاتنا خطأ أو صوابا فنحن هنا متواجدون، أحياء نمتلك قناعاتنا ورأينا ورؤيتنا التي نشكلها في تغريدة سواء كانت مع او ضد.
نحن شعب يعشق تعاطي الرأي الى درجة الهوس، قد يرى البعض في ذلك عيبا مجتمعيا، ولكن الحقيقة أن هذا يعني أننا شعب حي يتفاعل مع العالم، سواء كان رأيه خطأ او صوابا، هو هنا يسجل نقطة حضور، ويقول: أنا اطرح رأيي.. فأنا حر.
[email protected]