حتى اللحظة لم تتضح ملامح التشكيل الحكومي الجديد وأغلب ان لم يكن جل ما يطرح في بورصة ترشيحات الوزراء ليست بأكثر من تخرصات مخلوطة بشيء من الأمنيات السياسية، بل وحتى لحظة الاعلان الرسمي النهائي لن يكون هناك شيء مؤكد ولو حتى بنسبة 60%.
***
الحكومة قد تعود بأغلب أعضائها، وهذا محتمل بتدوير شامل، وقد يتغير التشكيل بشكل شبه جذري وبنسبة تفوق الـ ٥٠%، وفي الحالتين ستكون صدمة لكل المراقبين والمتنبئين والمتأملين، رغم انني ذكرت في مقال سابق لي ان التغيير سيكون «شبه جذري» وسيشكل مفاجأة للجميع.
***
وبقراءة تركيبة المجلس الحالي، على علاته السياسية، اذ انه مجلس غير متجانس، بل غير مستقر ويعاني اغلب نوابه من حساسية مفرطة تجاه التعامل مع قضايا الرأي العام خاصة في الاستجوابات، وفي بعض الاستجوابات لا تعرف من الحكومي ومن المعارض، لذا اعتقد ان افضل حل «حكومي» لمواجهة مجلس «غير ثابت على رأي» ان يعود جميع الوزراء السابقين دون استثناء، فمجلس بهذا النفس غير المتجانس لا سياسيا ولا غيره، حتى لو تم تشكيل حكومة كاملة من عتاة علماء الذرة فسيتصرف معها بأسلوب اللحظة السياسية وليس بأسلوب التعاطي السياسي الواضح المعالم.
***
وكذلك لو تم تشكيل الحكومة كلها من أعضاء مجلس وليس ٩ نواب، لتم استجواب ٣ منهم والتلويح باستجواب ثلاثة ووضع ثلاثة تحت المجهر، بل وسنرى نائبا مؤزرا يستجوب زميله النائب الموزر، اعلم انها لا تصح دستوريا، ولكن ربعنا يسوونها.
***
برأيي أن اعادة جميع الوزراء من الحكومة السابقة، لن يختلف كثيرا عن توزير جدد، فالنتيجة مع المجلس الحالي واحدة، سيتم الاستجواب ليس على الاسم ولا على الكفاءة او الأداء بل على أساس..«أين تقف مني سياسيا؟»، وهذا سيحدث سواء جاءت حكومة بلاعبين جدد او نزلت الملعب السياسي بلاعبيها القدامى، لذا اعتقد ان الأوفر سياسيا والأقل كلفة هو اعادة أعضاء الحكومة السابقة، بمن فيهم من تم استجوابهم.
***
والصدام بين المجلس والحكومة سيأتي والاستجوابات لن تتوقف، ولكن ما اعرفه واثق به ان الحكومة تمتلك أغلبية مريحة يمكنها ان تواجه اي استجواب، السؤال هنا أين اختفت تلك الأغلبية في الاستجواب الأخير؟!
***
توضيح الواضح: اذكر عندما كنا أطفالا وتدخل فريجا آخر وتصادف مجموعة من اطفاله الذين عادة ما يجلسون على شكل دائرة بآخر ناصية الحي او في البراحة لا يسألونك عن اسمك، بل يسألونك السؤال الخادع:«انت من فريج ربع فلان؟!»، فنجيب بالحقيقة:«نعم»، ثم يتناوبون على ضربك حتى «تعض الارض»، هم لا يضربونك لأنك فلان ابن فلان ولم يسألوك ان كنت طيبا او لا او تصلي او لا، فقط سألوك عمن تنتمي له، وبالتالي كانت عقوبتك لانتمائك، نعم كان الضرب على الهوية، تماما كما هو حال القتل على الهوية في الحروب الأهلية.
***
توضيح الأوضح: الاستجواب.. على الهوية أيضا.
[email protected]