للوافدين لنا وعلينا ومنا حكايات نسيج بعضها من نسيج وطننا نفسه، أصبحوا جزءا منا كما أصبحوا جزءا من وطننا الذي اصبح جزءا منهم.
قد نفرق بين المواطن «ابن البلد» والوافد «الآتي من الخارج» ولكن في النهاية نحن معهم نشكل الأربعة ملايين نسمة الذين يقطنون الكويت، وبالتالي الجميع هنا «سكان»، أليس هذا ما يقوله التعداد «السكاني»، فهم من السكان، نعم لا يحملون جنسيتها ولكنهم يسكنونها، القصة قمت بتفصيل ممل لها ليصل معنى تسميتي لهم بـ«السكان».
***
هؤلاء السكان من الوافدين هم جزء اصيل في عجلة التنمية سواء في الحركة الشرائية او حتى التنمية او عجلة الحياة اليومية، بل في بعض نواحي الحياة اليومية المعاشة خاصة الشرق آسيويين هم جزء رئيسي.
***
الوافدون ليسوا متسللين، ولا غزاة، ولا قدموا الى البلد بسوء نية، بل جاءوا بمحض ارادتهم ووفق قوانيننا وايضا بطلب منا او من بعضنا او من حكومتنا، حملوا ما حملوه وجاءوا الى بلدنا الذي يعتبره اغلبهم «ارض احلامه» فصارت مع مرور السنوات «ارضه الثانية» يل بعضهم ممن تجاوزت مدة إقامته فيها اعتبرها «ارضه الاولى... مكرر».
***
دفنوا ألم غربتهم عن اوطاننا في وطننا، مسحوا شوقهم لأهليهم في شمس كل صباح يوم جديد تشرق عليهم في بلدنا، لا نعلم حجم الالم التي اعتراهم جراء الغربة او الشوق، ولكننا نعلم جيدا انهم صباح كل يوم يساهمون معنا في بناء مجال ما من مجالات بلدنا.
***
نحن المواطنين اصحاب الارض وأبناء البلد نذهب ونعود وبيننا وبين آبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وأولادنا مسافة الساعة ونصف الساعة نراهم يوميا، ابعد مسافة يمكن ان تفصلنا عنهم ٥٠ او حتى ٧٠ كيلومترا، اما الوافدون من السكان فتفصلهم عن أحبائهم آلاف الكيلومترات وسنوات من الغربة والشوق الذي ينهش صدورهم وصدور أهليهم كل يوم حرقة عليهم ولهم ومنهم وعنهم، غربة لا يقدر احساس مرارتها بثمن، ولكنهم - وكل وظروفه - اختاروا البقاء وقبله اختاروا بلدنا وبقوا فيها رغم كل شيء، كان يمكن ان يختاروا اي باد اخر فهم متغربون متغربون في النهاية و«مسافرون مسافرون» ولكنهم اختاروا بلدنا مصادفة ام قدرا وبقوا، يجب من باب الامتنان الإنساني وهو ما نجيده ككويتيين ان نقول لهم «شكرا لأنكم اخترتم بلدنا... شكرا لأنكم عملتم معنا... الى جانبنا...شكرا لبقائكم.. شكرا لأنكم صرتم جزءا من المشهد اليومي لوطننا كما أصبحنا نحن جزءا من حياتكم وذكرياتكم واحلامكم».
***
تحاملتم على غربتكم، ولمن يقول «الوافدين يشتغلون بفلوس»، صحيح فالكل يعمل بمقابل فهذا مبدأ اسمه «اجر مقابل عمل»، ولكن، ولكن هل هناك «أجر مقابل غربة» لا اعتقد ولا أظن مهما بلغ علو الأجر ومهما بدا مجزيا.
***
اعزائي الوافدين... أنتم اهلنا ونحن اهلكم، لأنكم ببساطة دفنتم ألم غربتكم على تراب وطننا الذي نشارككم فيه منذ ان وطئت اقدامكم ارضنا، فأصبحنا معكم شركاء في الوطن.
***
توضيح الواضح: حقيقة لابد ان تتضح للجميع ان غالبية الكويتيين يحترمون الأخر أيا كان هذا الآخر فهذا جزء اصيل من ثقافتنا ولم يتغير شيء منها.
[email protected]