دورة الروضان الرمضانية لكرة القدم ليست مجرد دورة عادية، بل أصبحت باستمراريتها على مدار 39 عاما حلما صنع جزءا من تاريخنا الرياضي على مدار العقود الأربعة الماضية، وهذه حقيقة ولا جدال حولها.
> > >
فقد تحولت الدورة التي تحمل اسم النائب والوزير والمحسن الراحل عبدالله مشاري الروضان من مجرد دورة رمضانية تحمل اسم شخصية سياسية تجارية ومن دورة رمضانية تحمل اسم عائلة كويتية كريمة إلى دورة لكل الوطن، واعتقد أن هذا سبب نجاحها وتميزها واستمراريتها انها تحولت من مجرد دورة خاصة الى دورة عامة، بل أصبحت حدثا رياضيا سنويا موازيا للمسابقات الكروية الموسمية، لتتحول من دورة كروية محدودة الزمن والمكان الى دورة شبه إقليمية، بل وتصنع جزءا من التاريخ الكروي للكويت، فمثلا لا أحد ينسى مصافحة النجم العالمي زين الدين زيدان للنجم الكويتي جمال مبارك في الدورة التي أقيمت قبل عامين وهو الذي قال عنه الأخير: «زيدان مو لاعب».
> > >
وهذا حدث من بين عشرات اللحظات التاريخية التي سجلتها دورة الروضان ووضعتها كبصمة لا تُنسى ولا تمحى من تاريخنا الكروي الحديث، كما قلت هذه الدورة استثناء لكل الدورات، أصبحت حدثا رياضيا موازيا لمناسباتنا الرياضية.
> > >
نعم، القائمون على الدورة والمسؤولون عنها تجار، هذا صحيح، ولكن الأموال ليست كل شيء، وأموالك لا تصنع لك تاريخا، ولا تضعك في مصاف صناع التاريخ، الا اذا كان ما تقدمه حقيقيا وأصيلا وأصليا ومن القلب ودونما بحث عن فائدة سوى ان تكون جزءا من حراك رياضي حقيقي فعلي فاعل، وهذا ما فعله القائمون على الدورة منذ نشأتها الاولى وانطلاقتها قبل نحو أربعة عقود، لذا تحولت من مجرد دورة رمضانية بسيطة الى حلم رياضي جميل ثم الى حدث وطني سنوي تشهده الكويت كل رمضان بل وحدث تشارك فيه فرق من مختلف دول العالم سواء بالطلب أو بالاستقدام.
> > >
وعندما تقوم وزارة الاعلام بالاهتمام بهذه الدورة من حيث النقل أو التغطية الإعلامية أو البث التلفزيوني فهي لا تجامل القائمين عليها، لكنها تقوم بنقل وبث حدث رياضي مستحق بتنظيمه وحجم المشاركات به وحجم جماهيريته أيضا، فدورة الروضان ومنذ نحو 20 عاما ولن أقول منذ 39 عاما منذ انطلاقتها الاولى تحولت الى حدث رياضي يفرض نفسه، وهي كما قلت تعدت كونها مجرد دورة تحمل اسم عائلة كريمة الى حدث سنوي يرتقبه وينتظره الجميع، وأصبحت تسجل - وان كان بشكل غير رسمي - كحدث رياضي سنوي ينتظره الجميع.
> > >
كل الشكر للقائمين على الدورة، وأخص بالذكر الأخ الكريم عبدالله الروضان ومن مستهل القول وأبسطه أن نقول إن نجاح الدورة هو للكويت جميعا وليس لأحد.
> > >
توضيح الواضح: الراحل العم عبدالله مشاري الروضان لمن لا يعرف تاريخه، فقد كان له دور كبير وحيوي عندما كان وزيرا للشؤون الاجتماعية أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات في زيادات مساعدات الأيتام والأرامل والمعوزين، بل وأسس دائرة لإيصال المساعدات الى منازل غير القادرين على مراجعة الوزارة، الأمر الآخر انه كان سببا في تغيير مسمى «وزارة الأوقاف» إلى «وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية» التي نعرفها اليوم بمهامها ومسؤولياتها والتي تغطي كل أنحاء البلاد بمساجدها ومرافقها.
[email protected]