- ما لم تتمسك الأمة الإسلامية بالعقيدة الصافية والسنة الصحيحة وتبتعد عن البدع والشركيات فلن يتحقق لها موعود الله بالنصر والتمكين
أكد رئيس اللجنة العلمية بإحياء التراث د.محمد النجدي أن السلفية ليست أمرا محدثا ولا اسما جديدا ولا حركة سياسية ولا جماعة حزبية منغلقة على نفسها متعصبة لغير الحق ولا تكتلا متطرفا أو مغاليا وليست حكرا على فئة من الناس، لافتا إلى أن الأصل في عوام المسلمين أنهم على السنة واتباع القرآن وفقا لفطرهم السليمة. وأوضح النجدي في لقائه مع «الأنباء» أن الطاعنين على السلفية في حقيقة الأمر إما طعنوا عليها بظلم أو بجهل، نافيا أن يكون الانتساب إلى السلفية سبيلا لتفرق الأمة، بل السلفية تجمع الأمة على فهم الإسلام الصحيح الخالي من البدع والمحدثات والأهواء. وحول حكم المشاركة في الانتخابات أوضح أن مشاركة أهل الصلاح والدعوة في الانتخابات هي الخيار الأصوب والأصعب لما يترتب عليها من مصالح دينية عظيمة، وهي خير من الابتعاد والاعتزال، لافتا إلى أن المشارك قد لا يستطيع درء المفاسد كلها لكنه يساهم في تقليلها قدر استطاعته، خاصة إذا ما استعان بالصبر والمثابرة والمجاهدة، والاتصال بأهل العلم والخبرة دوما، وعدم التفرد بالرأي والقرار، كما يحدث أحيانا. باختصار الدعوة السلفية هي الطريق لإعادة المجد والعز والدولة للإسلام، فنحن نعتقد اعتقادا جازما بأنه ما لم تتمسك الأمة الإسلامية بالعقيدة الصافية النقية الخالية من البدع والشركيات والخرافة والمبنية على الكتاب الكريم والسنة الصحيحة فلن يتحقق لها موعود الله عز وجل بالنصر والتمكين في الأرض المذكور في قوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم)، بهذه الكلمات الموجزة انتهى لقاؤنا مع الشيخ النجدي، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بداية نريد تعريفا بالسلفية، خاصة أنه مصطلح كثر عليه اللغط مؤخرا في وسائل الإعلام والصحافة؟
السلفية هي اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة وهم أهل السنة والجماعة، والفرقة بكسر الفاء، هي الطائفة من الناس، وأما بالضم فهي الافتراق، ونقول إنها الناجية المنصورة أخذا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» رواه الترمذي، وقوله أيضا «لاتزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله» متفق عليه.
ونقول أهل السنة والجماعة والمراد بالسنة الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل ظهور البدع والمقالات المحدثة، وسموا أهل السنة لأنهم متمسكون بها، والجماعة في الأصل القوم المجتمعون، والمراد بهم هنا سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين الذين اجتمعوا على الصريح من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يفترقوا كما افترقت الجهمية والمعتزلة والقدرية والخوارج والمرجئة وغيرها من الفرق الضالة، وإن كان يحصل بينهم اختلاف، لكن لا يحصل بينهم افتراق، ولا يضلل بعضهم بعضا.
كما أنها تربط المسلم بالسلف من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فتزيده عزة وإيمانا وافتخارا، لأنهم سادات المؤمنين وأئمة المتقين، كما قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه «إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعثه لرسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه، فيقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ» رواه الإمام أحمد وصححه الشيخ أحمد شاكر.
وعن ابن عمر رضي الله عنه «من كان مستنا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم، والله رب الكعبة». رواه أبو نعيم في الحلية وابن عبد البر جامع البيان.
ولا نظن أن أحدا من المسلمين يعرف هذه النسبة على حقيقتها، إلا علم أنها نسبة إلى الإسلام كله، بأحكامه وآدابه، وأخلاقه وعقيدته، كما أمر الله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، وكما أمر بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» رواه أحمد وأصحاب السنن.
السلفية ليست حزباً ولا حركة سياسية
هل مصطلح السلفية مصطلح جديد وفكر طارئ، وهل هي حكر على فئة دون أخرى؟
السلفية ليست أمرا محدثا ولا اسما جديدا، ولا من الأسماء التي فرقت الأمة الاسلامية، فهي ليست حركة سياسية ولا جماعة حزبية منغلقة على نفسها متعصبة لغير الحق ولا تكتلا متطرفا أو مغاليا، كما أنها ليست حكرا على فئة من الناس، بل هي منهج لفهم الإسلام يلزم كل مسلم، والسلفية اصطلاح قديم ليس من وضع من أصبحوا يعرفون به، وهذا فرق عظيم بين من ينتسبون إلى هذه النسبة الشريفة، ومن يتسمون بأسماء أخرى من الجماعات والحركات الإسلامية، التي وضع أسماءها مؤسسوها.
الأئمة الأربعة سلفيون
إذن ما موقف الأئمة الأربعة المعروفين من مفهوم ومصطلح السلفية؟
نقول كلهم كانوا على منهج السلف الكرام، ولا يفاجأ المتعصبة من أتباع المذاهب، إذا قام الدليل على أن أئمة المذاهب، رحمهم الله، جميعهم سلفيون وما كانوا ليعرفوا بها وهم على خلاف ذلك، فالإمام الطحاوي الحنفي كتب العقيدة الطحاوية، وهي على منهج السلف وأهل السنة والحديث، وهو من فقهاء الأحناف، وشرح العقيدة الطحاوية الامام ابن أبي العز الحنفي، بل قبله كتب الإمام أبو حنيفة كتابه الفقه الأكبر، قرر فيه مذهب السلف.
والامام مالك رحمه الله كما أخرج الهروي: عن الشافعي قال: سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك: «محال أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم، أنه علم أمته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد؟
والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد.
والإمام الشافعي كذلك يقرر عقيدة السلف أهل الحديث في كتابه العظيم الرسالة وغيره، ولا أريد الإطالة بذكر المنقول عن الأئمة، والإمام أحمد بن حنبل أيضا معلوم أنه إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، بل إذا ذكر الإمام أحمد ذكرت السنة والسلفية وأهل الحديث، وإذا ذكر أهل السنة ذكر الإمام أحمد، قال شيخ الإسلام بن تيمية «إن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى، ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ويقولون: إن الله يرى في الآخرة، هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم، وهذا مذهب الأئمة المتبوعين مثل الإمام مالك بن أنس والليث بن سعيد والأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي وأحمد». وهكذا أصحاب الكتب الستة: الإمام البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي وابن ماجة، كلهم كانوا على هذه العقيدة وهذا المنهاج النبوي، ومن أراد التثبت فليرجع إلى كتبهم المشهورة صحيحي البخاري ومسلم والسنن الأربعة، وينظر في الأبواب التي كتبت في التوحيد والإيمان والعلم والرد على الخوارج والغلاة والقدرية والجهمية وعلى من قال بخلق القرآن وغيرهم من أهل البدع المخالفين لأهل السنة والحديث.
اصطلاح أقره التاريخ ورضيته الأمة
لكن ألا يقال إن في استعمال اصطلاح السلفية تفريق للأمة؟
نقول نود ألا نستعمل كلمة «السلفية» هذه، لو لم تحصل البدع والفرق والاتجاهات الدخيلة المخالفة للإسلام الأصيل، أما وقد فرضت هذه الفرق نفسها، ودعت إلى ما يخالف النصوص من الوحيين، فإنه لابد أن يتميز أهل الحق المحافظون على نقاوة الإسلام عن غيرهم، وصارت السلفية وأهل السنة والجماعة اصطلاحا علميا، أقره التاريخ، ورضيته الأمة كلها على مر العصور، حتى صرنا نسمع من يقول وقوله غير صواب: «عقيدة السلف أسلم، وعقيدة الخلف أعلم وأحكم؟ وهي مقالة قديمة لا ينكرها إلا جاهل. ثم نقول: لماذا لا يكون في استعمال نسبة الشافعية أو الحنفية أو المالكية أو الحنابلة مثلا ما يشعر بالفرقة، ويكون ذلك في استعمال السلفية في حين أن السلفية تستوعب أئمة المذاهب ومذاهبهم، وتستغرق أجيالا وقرونا ماضية، وأمما لم تأت بعد، فتشتمل الزمان كله، والأرض جميعا.
فالطاعنون في السلفية في حقيقة الأمر إما طعنوا عليها بظلم، أو طعنوا بجهل، والظلم ظلمات، والجهل من المهلكات المرديات، والعاقل يسرع إلى النجاة قبل الفوات.
مرحلة ليست مقصورة على الصحابة
هل السلفية مرحلة زمنية ولّت وانتهت؟
ليست السلفية مرحلة انتهت وانقضت، وليست السلفية مقصورة على الصحابة وحدهم، أو على القرنين التاليين لهم فقط، فإن هذا إجحاف وظلم، وهي دعوى باطلة منكرة، لا دليل عليها، بل السلفية زمانها الزمان كله، ومكانها الأرض كلها، لأنها الإسلام الصافي النقي، البعيد عن المحدثات والبدع والأهواء، ولأن كتاب الله محفوظ كما في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وقوله: (والسابقون الاولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)، وقال تعالى (والذين اتبعوهم بإحسان) أي إلى يوم الدين في الاعتقادات والعبادات والأقوال والأعمال، فهؤلاء يحصل لهم ما حصل للأولين من الكرامة والفضل والرفعة في الدنيا والآخرة، وقال صلى الله عليه وسلم: «لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» وفي رواية «حتى يقاتل آخرهم الدجال». كما في الصحيحين، وقال صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله» رواه مالك والدارقطني وغيرهما، فهي سلسلة ذهبية، كتب الله تعالى لها البقاء، وحفظ الله بهم الدين، وأحرز العقيدة، وكتبهم شاهدة على ذلك على مر العصور.
الأصل في عوام المسلمين
كم نسبة السلفيين في العالم ومن هم بالتحديد؟
الأصل في عوام المسلمين أنهم على السنة واتباع القرآن، والبعد عن المناهج البدعية، إلا من تأثر منهم بشيخ مبتدع دعاه إلى بدعته، وصرفه عن الأصل.ولأن كل مولود يولد على الفطرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح. وقلنا: السلفيون هم الملتزمون بمنهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ولا ينتهجون منهج أهل الأهواء والبدع، وهذا هو الأصل في المسلم والمسلمة.
والخلفيون هم من كان منهم على غير هذا المنهج في الاجتهاد والعلم كأهل الرأي ومن شاكلهم ممن ليس لهم تمكن من معرفة بالسنن والآثار، ومن الذين يتذبذبون بين الرأي وبين السنن والآثار بدعوى أن الحوادث المستجدة تقتضي توسيع الرؤية استجابة لروح العصر.
ميزات المنهج السلفي
ما ميزات المنهج السلفي منهج أهل السنة والجماعة؟
يمتاز منهج أهل السنة والجماعة بميزات عظيمة، وهي باختصار ثناء الله تعالى على أهل هذا الطريق فهذا المنهج سواء في العقيدة أو في الأحكام أثنى الله تعالى على أصحابه في كتابه الذي يتلى في الأرض على مر الزمان، قال تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم).
ومنها سهولة عقيدة السلف ويسرها لاعتمادها على الكتاب والسنة في الفهم والتصور والاستدلال، بعيدا عن الفلسفات والتعقيدات والتأويلات، والكلام على الله وفي دين الله وفي كتاب الله بلا علم، وقد قال الله عز وجل: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، فلا تكلف هذه العقيدة العقل والتفكير في أمور لا طاقة له بها من الغيبيات، بل تقف حيث وقفت النصوص، وترضى وتصدق بخبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا تتجاوز ما حد (تلك حدود الله فلا تعتدوها).
تعظيم نصوص القرآن والسنة
ومنها تعظيمها نصوص الكتاب والسنة، فلا يتعرض لها بالرد أو التشكيك أو التحريف أو التعطيل والتأويل، أو التلاعب في تفسيرها بما يوافق الهوى، فلا ترد النصوص بحجة التأويل والتحريف، ولا يصرف ظاهر نص عن ظاهره، إلا بدليل واضح. ولا تزعم أن للنصوص باطنا لا يعلمه إلا الخاصة من الناس أو خاصة الخاصة ولا ترد حديثا بزعم أنه من أحاديث الآحاد. ولا تقدم على النصوص العقول والآراء والأهواء، بقاعدة: إذا تعارض العقل والنقل، قدمنا العقل على النقل ولا تقدم الوجد والذوق والخيالات والرؤى والمنامات، على ما قاله الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كما تفعل الصوفية والباطنية. ولا تقدم السياسة على النصوص بحجة أن الناس لا يصلحهم إلا هذا بل الخير كل الخير في اتباع نصوص الوحيين وتحكيمهما على النفوس والأموال والبلاد والعباد. والسعيد من وفق لذلك. ومنها أيضا أنها توحد صفوف الدعاة والمصلحين وجميع المسلمين، وعليها تجتمع الكلمة، وبدونها تتفكك وتتفرق الصفوف، وتكثر الجماعات والفرق، وذلك أنها عقيدة ومنهج الكتاب والسنة والجيل الأول من هذه الأمة، الذين انطلقوا منها للبناء والتربية والتوجيه.، وقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وكذلك فإن السلفية أيضا هي الطريق الوسط العدل والصراط المستقيم الذي هو طريق الأمة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) الواقع بين طرفي الإفراط والتفريط، فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون، فإن الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهو الحق الذي يجب اتباعه ولا يصح العدول عنه، ولهذا أمر الله عز وجل، وعلمنا أن نسأله أن يهدينا الصراط المستقيم في كل ركعة من الصلاة: أي يلهمنا ويوفقنا لسلوكه واتباعه، فإنه صراط الذين أنعم الله عليهم، فهم وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم. فالدعوة السلفية باختصار: هي الطريق لإعادة المجد والعز والدولة للإسلام، فنحن نعتقد اعتقادا جازما أنه ما لم تتمسك الأمة الإسلامية بالعقيدة الصافية النقية الخالية من البدع والشركيات والخرافة فلن يتحقق لها موعود الله عز وجل بالنصر والتمكين في الأرض المذكور في قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم).
المشاركة في الانتخابات الاختيار الأصوب
ذكرتم أن السلفية ليست حركة سياسية فهل من حرمة في مشاركة المسلم في الانتخابات؟
المشاركة في الانتخابات بالترشيح نعتبره الخيار الأصوب، للجماعة الصالحة المؤمنة بتقديم الرجل الصالح القوي ذي الكفاءة والخبرة والعلم، وهذا الخيار الأصوب وإن كان كذلك، لكنه الخيار الأصعب، فهو خيار المشاركة البناءة، خيار المشاركة النزيهة، خيار المشاركة المستقيمة على الكتاب والسنة المطهرة، بفهم سلف الأمة. وهو خير لأهل الصلاح والدعوة من الابتعاد أو الاعتزال، وترك هذا المجال وشأنه، نظرا لما يراه البعض فيها من فتن ومتاعب وإشكالات وأضرار، لما يترتب على المشاركة من مصالح دينية شرعية عظيمة، ومصالح دنيوية، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، ووقوف في وجه التيارات المختلفة المعادية للحق، وللإسلام الحق، وللأخلاق والقيم الإسلامية.كما قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وإن كان هو قد لا يستطيع درء المفاسد كلها، لكنه يساهم بتقليلها قدر استطاعته لكن هذا الأمر يحتاج إلى الصبر والمثابرة والمجاهدة، والاتصال بأهل العلم والخبرة دوما، وعدم التفرد بالرأي والقرار، كما يحدث أحيانا.