ليلى الشافعي
هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية القرشية وأمها صفية بنت أمية بن حارثة الأوقصي، وكانت امرأة ذات ذكاء خارق.
كانت ذات صفات تميزها عن نساء قومها فكان فيها الفصاحة والجرأة الشديدة والحزم والقوة، وكانت تقول الشعر وتنطق الحكمة، خاصة بعد دخولها الإسلام، فقد كان يتقدم لها الخطاب من كل مكان لما عرف عن حبها ونسبها وجمالها وبلاغتها طالبين يدها من والدها عتبة الذي قال لها: يا بنية قد خطبك مني اليوم رجلان من قومك ولست مسميا لك واحدا منهما حتى أصفه لك، أما الأول: ففي الشرف العظيم والحسيب الكريم تخالين به هوجا من غفلته وذلك اسجاج من شيمته حسن الصحبة وحسن الإجابة ان تابعته تابعك وان ملت كان معك تقضين عليه في ماله وتكتفين برأيك في ضعفه.
وأما الآخر: في الحسب والنسب والرأي الاريب بدر أرومته وعز عشيرته يؤدب أهله ولا يؤدبونه ان اتبعوه اسهل بهم وان جانبوه توعر بهم، شديد الغيرة، سريع الطيرة، شديد حجاب القبة ان جاء فغير منذور وان نوزع فغير مقهور ولقد بينت لك يا بنية حال الاثنين فأيهما تختارين؟
قالت هند: أما الأول فسيد مضياع لكريمته مؤات لها فيما عسى ان لم تعصم ان تلين بعد آبائها وتضيع تحت جنائها ان جاءت له بولد أحمق وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت، أطو ذكر هذا الرجل عني يا ابت فلا تسمه لي.
وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة اني لأخلاق هذا لوامقة وإني له لموافقة وإني لآخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي وقلة تلفتي وان السليل بيني وبينه لحري ان يكون الجميع عن حريم عشيرته، الذائد في كتيبتها، المحامي عن حقيقتها، الزائن لارومتها، غير مواكل ولا زميل عند ضعضعة الحوادث فمن هو؟ فقال والدها عتبة، قد احسنت الاختيار ذلك أبو سفيان بن حرب.
بهذا تكون هند قد اختارت ارفع الامور لانها تختار زوجا لها يكون ذا شخصية تشابهها وعنده كرامة عالية ومكانة عند الناس تلفت الانظار.
وحين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش المسلمين الى مكة بالفتح المبين تشاء ارادة الله عز وجل ان تسلم بطلة الجاهلية الشديدة الجرأة وتتحول إلى بطلة في الاسلام وصحابية جليلة تلتزم بتعاليم الاسلام وتحافظ على دينها وتدافع عنه ببسالة.