- تصرفات المسلمين تعكس صورة الإسلام الحقيقية
- نسعى إلى تصحيح صورة الإسلام المشوهة لدى الغرب عن طريق الإحسان إلى غير المسلمين والتواصل معهم
- نرعى المسلمين الجدد ونحميهم من التسمم الفكري واللوثة الحزبية المشوهة حتى لا تستقطبهم الجماعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة
في حوار «الأنباء» مع الداعية الألماني رئيس مسجد دار القرآن هشام شعشاع أكد مدى سعادته بزيارته الأولى للكويت بدعوة من وزارة الأوقاف، وتناول في حواره أحوال المسلمين في ألمانيا والبالغ عددهم 10 ملايين نسمة، موضحا ان مسجد دار القرآن الذي يترأسه يشرف على أكثر من 200 مسجد في أوروبا بهدف غرس القيم الإسلامية الصافية بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال: اننا جزء لا يتجزأ من الدولة التي نعيش على أرضها لنا حقوق وعلينا واجبات ولا يمكن الانعزال عن المجتمع، ولذا نعمل على معاملة المسلمين بدعوة الحال التي هي أعظم من دعوة المقال وبتصرفات المسلمين التي تعكس صورة الإسلام الحقيقية، لافتا الى ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية حيث حل المشكلة بالعمل وليس بالكلام، مؤكدا ان التواصل الحضاري هو دين الإسلام وان الإسلام دين الوسطية وليس التشدد.
وتطرق إلى عدة قضايا نتعرف عليها من خلال حوارنا معه:
ما سبب زيارتكم للكويت وهل هي الزيارة الأولى؟ وبدعوة من؟
٭ حضرت بدعوة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لحضور بعض الفعاليات والأنشطة الدينية والثقافية والتواصل الحضاري وهي أول زيارة لي.
لُحمة واحدة
إلى أي جماعة تنتمي؟
٭ لا أنتمي الى أي جماعة ولا أريد ولا أحب ذلك، فالمسلمون كلهم لُحمة واحدة وفلسفتي في الحياة ان نكون جميعا أمة واحدة.
كم يبلغ عدد المسلمين في ألمانيا؟
٭ حوالي 10 ملايين نسمة.
تحديات
ما أبرز التحديات التي تواجهكم كمسلمين في تربية الأبناء وكيفية المحافظة عليهم وسط هذه الأجواء؟
٭ أبرزها ما يسمى بتقوقع المسلمين في بلاد الغرب، فيصبح المسلمون وكأنهم يعيشون في مجتمع مواز للمجتمع الغربي، وهذا سلبي جدا، وشعارنا: نعم للاندماج الإيجابي لا للتقوقع، وذلك لأننا جزء لا يتجزأ من الدولة فلنا حقوق وعلينا واجبات ولا يمكن ان نعيش منعزلين عن المجتمع.
اما التحدي الثاني فاننا نعمل على معالجة من اصابتهم اللوثة التكفيرية التفجيرية الانتحارية، هذه اللوثات تحتاج الى علاج والحمد لله نجحنا في علاجنا بدعوة الحال التي هي أعظم من دعوة المقال، وذلك بتصرفات المسلمين التي تعكس صورة الإسلام الحقيقية، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحالفه النجاح في دعوته بالكلام إنما بالحال عندما تحلل من عمرته في الحديبية وحل المشكلة التي لم تحلها الألفاظ مع انه صلى الله عليه وسلم أبلغ من يتكلم.
التسامح
ما هو منهج دعوتكم؟
٭ نشر التواصل الحضاري بيننا وبين جميع المجتمعات والأعراق والثقافات فديننا دين اجتماعي يعرف للمخلوقات حقوقها مهما كانت إنسا أو جنا طيرا أو حيوانات، أشجارا أو جماعات، فالإسلام دين التواصل الحضاري، وأيضا نسعى الى تصحيح صورة الإسلام المشوهة لدى الغرب عن طريق الإحسان الى غير المسلمين والتواصل معهم، وأيضا رعاية المسلمين الجدد من التسمم الفكري واللوثة الحزبية المشوهة لدين الإسلام، وكذلك إيجاد الينابيع الفكرية الصافية حتى لا تستقطبهم الجماعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة.
العلم
وما سلاحكم لمواجهة الإرهاب والتطرف؟
٭ العلم أعظم سلاح في مواجهة الإرهاب والتطرف والتعريف بالإسلام الوسطي بطريقة سمحة من خلال التواصل الحضاري وإحلال الفكر الوسطي السمح وإظهاره لغير المسلمين كواقع حياة عملي وليس كلاما نظريا، وأيضا نحاول ان نوضح للمسلمين أنفسهم الصورة السمحة للإسلام بسبب التشويش والفكر والانحراف الفكري ومنع انتشار هذا الفكر المشوه للإسلام.
الابتسامة
وما مفتاحكم لاستجلاب القلوب؟
٭ سلاحنا ومفتاحنا البسمة، فعن طريق البسمة فتحت لنا أوروبا بأسرها.
تحديات
ما أبرز التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين؟
٭ أبرزها الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية بحيث لا يكون هناك تضاد متعدد الأعراق، نريد ان نكون لونا واحدا، كما يفتخر المجتمع الأوروبي بالأعراق، نحن كذلك طيف من أطياف المجتمع نريد ان يفتخر المجتمع الأوروبي بنا كطيف من أطيافه عن طريق مد جسر من التواصل الحضاري مع جميع الأوروبيين.
ومن التحديات ايضا مواجهة التطرف الذي ينفر بسبب تصرفات بعض المسلمين.
مواجهة
وكيف تواجهون هذه التحديات؟
٭ عن طريق الابتسامة في وجوههم وإهدائهم الهدايا ودعوتهم لزيارة المسجد للتعرف على ما يقوم به المسلمون والعمل على شجب كل ما يتعلق بالإرهاب وعن طريق المحاضرات وإقامة الندوات، وزيارة المجالس النيابية وزيارة الكنائس والنوادي والمدارس والجامعات.
الأسرة
ماذا تفعلون للمحافظة على الأسرة المسلمة في ألمانيا؟
٭ عن طريق نشر التوعية المجتمعية بأهمية الأسرة والتربية الأسرية، وحل المشاكل الأسرية وتوفير دورات تدريبية للأزواج وزيارتهم في المنازل وأخذ الأسرة الى رحلات مع عائلاتهم ليكون هناك تناغم أسري بينهم، وأيضا نعمل على دعم الأبناء في المدارس والعمل على حل مشاكلهم والتواصل الدائم معهم. فالأسرة المسلمة لابد ان تكون رمزا للأسرة في الغرب فإذا كانت الأسرة ناجحة نقول انظر الى الإسلام ونحن نعمل على التوجيه الأسري وزيارة الأسر في البيوت والعمل على حل مشاكل الأبناء والطلاب وربات البيوت، وهذا هو وجه الإسلام الحضاري.
صعوبات
ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم كمسلمين في تربية الأبناء وكيفية المحافظة عليهم وسط هذه الأجواء؟
٭ من أهم الصعوبات عدم وجود أصول حضارية للأبناء، فالآباء مشغولون بأعمالهم والأم منشغلة في أعمال البيت والأبناء هم الضحية.
مجتمع عملي
هل هناك شعوذة أو سحر أو تفسير أحلام في المجتمع الألماني؟
٭ لا، فهو مجتمع يهتم بالعلم والعمل، ونادرا ما نجد من يهتم بمثل هذه الأمور.
المسلمون
هل هناك مسلمون يتقلدون المناصب العليا والبرلمان؟
٭ نعم، يوجد في البرلمان الألماني مسلمون وكذلك في الوظائف العليا والوزارات ووزيرة الشؤون هي المسلمة الوحيدة وهي من أصول تركية، كما ان هناك حرية دينية شاملة وحرية للفكر وليس هناك أي ضغوط.
حرية دينية
وهل هناك محاربة للحجاب؟
٭ لا، كما قلت هناك حرية دينية وحرية الزي الديني، بناتي منتقبات، والمحجبة والمنتقبة تمشيان في الشارع بشكل عادي وفي أعمالهما ايضا.
رمضان
ماذا عن رمضان في ألمانيا؟
٭ يجتمع المسلمون للاحتفال الجماعي برمضان وتقام الخيام، خيمة تسع 600 رجل وخيمة للنساء تسع أكثر من 200 امرأة وفتاة، ونحن نقيم أيضا خيمة خاصة لغير المسلمين تضم الأكاديميين والأساتذة والوزراء والمهمين في مناصب الدولة طول رمضان يحضرون فهؤلاء مؤثرون في مجتمعاتهم، وهذا يؤكد التواصل الحضاري بيننا ويفطرون معنا على التمر.
تراث الكويت
ما الشيء الذي رأيته في الكويت وأعجبك؟
٭ معاملة موظفي المطار لي من معاملة حسنة وابتسامة تعلو وجوههم، وأعجبتني جدا الديوانيات ورأيتها فكرة رائعة سوف استعيرها لأوروبا، وأيضا الطابع التراثي لسوق المباركية شدني فيه الكشك الذي كان يجلس فيه حاكم الكويت، والذي يدل على قمة التواضع الذي أمرنا بها رسول الإنسانية.
ما أبرز أنشطتكم في ألمانيا؟
٭ إنشاء جمعية دار القرآن والسنة الخيرية عام 2002 ويشمل عدة أنشطة دعوية واجتماعية والعمل على إيصال المعلومة الصحيحة للآخرين، وتوضيح ان القرآن الكريم منهجا وأسلوبا وآدابا وحكمه لجميع الناس على اختلاف مشاربهم وألوانهم وأجناسهم ودياناتهم، وتعمل الجمعية على المحافظة على بقاء القرآن الكريم محفوظا في الصدور ومكتوبا في السطور، بالإضافة الى تنظيم المسابقات المشجعة على حفظ القرآن الكريم سنويا وموسميا.
وهناك أنشطة أخرى من دورات شرعية وعلمية متخصصة لإعداد الأئمة الصالحين للعمل في مساجد هذه البلاد، اما الأنشطة الاجتماعية فهي إفطار الصائم وإطعام الطعام ومشروع «زوجونا قبل ان تفقدونا»، ومشروع «أطعمونا تجدونا»، والذي يوفر الطعام للطلاب المغتربين تشجيعا لهم على الدراسة.
وهل مسجد دار القرآن له فروع يشرف عليها؟
٭ المسجد يشرف على أكثر من 200 مسجد في أوروبا ونقوم عن طريقه بغرس القيم الإسلامية الصافية والحكمة في التعامل مع الآخرين لدى القائمين على المساجد والمؤسسات الإسلامية في الغرب ليقوموا بدورهم في إيصال الرسالة للآخرين، والعمل على تصحيح المفاهيم المعوجة المشوهة للإسلام وقمع الإرهاب بالحجة والبرهان.
وتقوم الجمعية بالسياحة الدعوية والاهتمام بتاريخ المسلمين العريق في أوروبا عن طريق تشجيع الشباب المسلم على إظهار شعائر دينهم والاعتزاز بعقيدتهم في بلاد الغرب دون تعصب ولا تطرف ولا تعال على الآخرين، وأيضا تشجيع الشباب المسلم على التعرف على حضارة المسلمين في الغرب من خلال زيارات الى عدة مناطق أثرية كزيارة لمدينة الزهراء الأندلسية وقصر الحمراء بغرناطة، وزيارة لمدينة قرطبة ومسجدها العظيم وتعريف الشباب المسلم بأمجاد أجدادهم لربط الماضي بالحاضر وتحسين المستقبل.
الانفتاح
ما الذي تريده من وزارة الأوقاف؟
٭ ان يعينونا على التواصل الحضاري مع الغرب بكل ما يستطيعون ليصبح المسلمون منفتحين على الدنيا.
الوسطية
ما الأماكن التي كان لها تأثير عليكم؟
٭ المركز العالمي للوسطية وما رأيته من تطور ونقلة نوعية فائقة وإنجازات من تأليف كتب، وعقد مؤتمرات، وتدريب الأئمة من الكويت، وخارج الكويت، برنامج جعل العالم كله قرية واحدة في معالجة التطرف الديني وزرع الوسطية التي هي روح الإسلام الحقيقي، ومما أدهشني ولفت انتباهي بشكل غير مسبوق مركز التواصل الحضاري (ثايز) الذي يجمع الجالية الغربية ويزيد من تواصل الإسلام معهم، وأيضا مركز التواصل الحضاري في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية حيث وجدت مؤلفات وكتب نيرة عن التواصل الحضاري، خاصة في توجيه الوعاظ والأئمة والدعاة الذين يذهبون للدعوة في أوروبا تمنيت ان تطبع بكل لغات العالم منها على سبيل المثال لا الحصر «الهجوم على الإسلام ورسوله معالجة جديدة لموضوع ليس جديدا» مؤلفه عبدالوهاب الشايع مدير مركز التواصل الحضاري.
حب الكويت
هل تفكر مرة أخرى في زيارة الكويت؟
٭ أتمنى زيارتها دائما، وبالمناسبة والدي كان مدرسا في الكويت قبل 45 سنة وظل حتى موته حزينا متأسفا انه لم يعش في الكويت إلا سنة واحدة، وكان يثني على أهلها وحكومتها حتى مات، ومنذ هذا الوقت ونحن متشوقون لزيارة الكويت، وأول شيء فعلته حين حضوري سجدت وقبلت أرضها وحمدت الله انني زرت البلد التي كان أبي يحبها، واغتنم الفرصة لأتوجه بالشكر لحكومة الكويت وأميرها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد، وأريد ان أقول اني لا أرى مدينة أو قرية أو بلدة إلا وأجد بصمة الكويت في الأعمال الخيرية هناك من مبرات، ومساجد، ومراكز تضم الأيتام في أوروبا وآسيا وافريقيا، وأشكر سفير الكويت الخيري د.عادل الفلاح الذي له بصمة غير عادية أينما توجهنا، وكذلك سفارة الكويت لمجهوداتها الدائمة في التواصل الحضاري.
السيرة الذاتية
٭ الشيخ هشام شعشاع.
٭ إمام وخطيب مسجد دار القرآن للتواصل الحضاري بألمانيا.
٭ حاصل على بكالوريوس في التفسير والحديث- الاجازة العالمية.
٭ حاصل على ماجستير العلوم الإسلامية واللغة العربية.
٭ مشرف على مئات المساجد في أوروبا.
٭ محاضر في العديد من الجامعات حول العالم.
٭ مدرس بجامعة الأزهر في مصر سابقا.
٭ مدرس في جامعة أم القرى سابقا.
٭ مدرس العلوم الشرعية بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بدولة الإمارات سابقا، وإمام وخطيب في وزارة الأوقاف الإماراتية سابقا.
٭ إمام وخطيب ومدرس بالمركز الإسلامي في رومانيا.