- عمل المرأة أتاح لها اكتساب خبرات جديدة ومسؤوليات أكبر وأشمل وعزز الثقة بنفسها وتقوية شخصيتها
- تربية الأطفال من أبرز الضغوط التي تواجهها المرأة العاملة
- الرجل يحكم عقله في الانفعال ولا يستسلم له والمرأة تظهر عليها علامات الانفعال ولا تتحكم فيه مثل الرجال
- على المرأة التعرف على مواطن الضعف والمواقف التي تستفزها وتسيطر عليها
- تقبل الذات يعطي المرأة منظوراً تلسكوبياً واسعاً للحياة
- لتعلم المرأة أن المناقشة مع الانفعال لن توصل إلى نتيجة وحل أبداً
- عندما ترين زوجك في حالة نفسية قلقة فلا تطرحي عليه أي أسئلة
- الشعور بالظلم الاجتماعي والنظرة الضيقة لدورها ومساهمتها يحبطها
ليلى الشافعي
أكدت رئيسة مركز الاسرة للاستشارات النفسية والاجتماعية واستاذ علم النفس بجامعة الكويت د.امثال الحويلة ان المرأة العاملة تواجه ضغوطا نفسية في مواقف الحياة المختلفة، وتظهر آثار ذلك في اصابتها بالصداع وآلام المعدة والظهر وعدم القدرة على التركيز، لافتة الى تزايد عدد العاملات عما قبل، حيث تشير الاحصائيات الى ان 70% من النساء في الولايات المتحدة وكندا من العاملات وحوالي 30% فقط منهن لا يعملن وان عدد النساء العاملات في الدول العربية اقل من اوروبا والولايات المتحدة والشرق الاقصى، وان معظم العاملات العربيات يعملن في التعليم ونسبة قليلة يعملن في الطب والتمريض، مؤكدا ان المرأة العاملة تزداد ثقتها بنفسها عندما يصبح لديها دخل منتظم وتصبح قادرة على اتخاذ قرارات جريئة وحكيمة.
وبينت د.الحويلة ان هناك اختلافا في العواطف والانفعالات بين الرجل والمرأة وان احتياجات الرجل والمرأة العاطفية كثيرة جدا ومعقدة وهي تختلف من شخص لآخر، وحددت عدة ضوابط لضبط المرأة الانفعال والوجدان وكيفية تحسين المرأة نضجها الانفعالي، موضحة آليات لضبط الانفعالات لتحقيق النضج الانفعالي، موصية المرأة بان تكون واثقة من نفسها وتتحلى بالهدوء والثبات وان تعلم المرأة ان المناقشة مع الانفعالات لن تصل الى نتيجة وغيرها من التوصيات، وللتعرف على هذه القضية المهمة التي تهم كل امرأة كان هذا الحوار:
ما اثر الضغوط التي تواجه المرأة العاملة في حياتها وما نتيجة ذلك؟
٭ تعد الضغوط النفسية ظاهرة من ظواهر الحياة في عصرنا الحالي عصر التغيير والتجديد، والمرأة العاملة تواجه في مواقف الحياة المختلفة الكثير من الحوادث الحياتية المهمة والملحة والمتتابعة والتي قد تسبب حالة من الاجهاد التراكمي الذي يجعلها اكثر عرضة للضغوط، واذا استمرت هذه الحالة احدثت تدهورا بالناحية الصحية، حيث قد يفشل الجهاز المناعي للجسم في مقاومة الامراض، ونتيجة لذلك تبدأ مظاهر الضغوط في الظهور كالصداع وآلام المعدة والظهر وعدم القدرة على التركيز وثقل المشاركة في الحياة وغيرها.
تزايد مستمر
ما سبب تزايد عدد النساء العاملات عما قبل؟
٭ عدد النساء اللواتي يدخلن في مجال العمل حوالي 70% من النساء في الولايات المتحدة وكندا كما تشير الاحصائيات، وحوالي 30% فقط منهن كرسن انفسهن للعمل المنزلي، وفي الدول العربية يقل عدد النساء العاملات عنه في اوروبا والولايات المتحدة والشرق الاقصى مثل اليابان والصين وغيرهما، الا ان اعدادهن تتزايد باضطراد.
التعليم
وما اكثر مجالات عمل المرأة؟
٭ هناك تفاوت بين نسب النساء العربيات اللواتي يعملن في القطاعين الرسمي والخاص بين كل بلد عربي وآخر، وفي مجتمعنا تعمل الغالبية العظمى من السيدات في مجال التعليم وهناك نسبة قليلة منهن في مجالات حيوية ضرورية مثل الطب وطب الاسنان والتمريض بالاضافة الى بعض المهن الاحترافية والاكاديمية.
الضرورات
وما أسباب ازدياد نزول المرأة للعمل؟
٭ تلعب الضرورات الاقتصادية سببا رئيسيا لانخراط المرأة في العمل لمساعدة الأسرة ماديا وتوفير مستوى تعليمي أفضل للأبناء وتحسين شروط ومستوى حياة الأسرة، واستطاعت المرأة بشكل عام الدخول الى سوق العمل تدريجيا متجاوزة بعض العادات والمعوقات الاجتماعية مع التزامها التام بالأمور الشرعية.
الثقة بالنفس
وهل أثر العمل على حياة المرأة الشخصية؟
٭ العمل أتاح للمرأة اكتساب خبرات جديدة ومسؤوليات أكثر وأشمل، وأتاح لها تبادل المعارف وتقوية الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس، وتملك المبادرة الشخصية، وكذلك الكثير من المهارات والتنظيم والدقة وأصول التعامل مع الناس وهذا ساعدها على ادارة منزلها والاهتمام بأولادها وعائلتها على نحو أفضل بسبب خبراتها العملية وسعة حلمها ومواليتها مجريات الحياة العامة، كما ان المرأة العاملة تزداد ثقتها بنفسها عندما يصبح لديها دخل منتظم وتصبح قادرة على اتخاذ قرارات جريئة وحكيمة من دون خوف أو تردد، كذلك بمنحها الإحساس بالأمن والرضا الشخصي وعدم الخوف على الأولاد.
ضغوط
ما أبرز الضغوط التي تواجهها المرأة العاملة؟
٭ من أمثلة الضغوط تربية الأطفال، العلاقة بالزملاء، المثالية في العمل، حالات الوفاة، صعوبة المواصلات للعمل، تغيير واجبات الوظيفة، حالات الطلاق، نقص الدعم من الزملاء، النوبات المزاجية السيئة، العلاقات مع الزوج، الإشراف الإداري السيئ، والشعور بعدم تقبل الآخرين.
المرأة والرجل
ما الفرق بين انفعالات المرأة والرجل؟
٭ الرجل يحكم عقله في الانفعال ولا يستسلم له ويكيف انفعاله ويتحكم فيه بحيث يوجهه الى طريق الخير ويساعده على الفوز والنجاح ويعاونه على إخضاع الظروف المعارضة وتذليل صعوبات الحياة والتغلب عليها، فإذا لم يكن الرجل عائلا قوي الإرادة وجهته انفعالاته الى ما يجلب له الخزي والعار والحزم المستمر والفشل الدائم، أما المرأة في حالة الحزن تظهر عليها علامات الحزن اكثر من الرجل، وايضا المرأة تشعر بالخوف اكثر من الرجل وتظهر عليها الحالة الانفعالية أوضح مما تظهر عليه، وغضب المرأة أشد من غضب الرجل وهي تستسلم للغضب وتقع في أشد حالات الغضب وتطلب الطلاق في حالة غضبها، ولهذا لم يعط الإسلام الطلاق للمرأة إلا في حالة خاصة.
والرجل اذا تضاربت بعض الميول الانفعالية كان أقوى على حلها والتغلب عليها، اما المرأة إذا أغضبها من تحب فتهاجمه وايضا المرأة أشد إحساسا بالفرح من الرجل وكذلك شعور المرأة بالشفقة أشد وانفعالها به اكثر وضوحا وظهورا.
احتياجات مهمة
ما احتياجات المرأة والرجل الوجدانية؟
٭ احتياجات المرأة، والرجل العاطفية كثيرة جدا ومعقدة وهي تكاد تختلف من شخص لآخر فالاحتياجات الأساسية عند الرجل هي الثقة، القبول، التقدير، الإعجاب، وأخيرا التشجيع، أما الاحتياجات الأساسية الستة عند المرأة هي: الرعاية، الاهتمام، التفهم، الاحترام، التكريس، الشرعية والتأييد وإعادة التأكيد والثقة.
التحكم
ما الذي يجب على المرأة لكي تضبط انفعالها؟
٭ ان تعرف مواقف الضعف والمواقف التي تستفزها وكيفية السيطرة عليها وان تعرف الأسرار الكامنة في المواقف المسببة للانفعال السلبي مما يساعدها على تجنب الانفعال في كثير من المواقف، وعليها محاولة التعرف على انواع الذكاء وكيفية توظيفه لتقوية مقوماتها الشخصية، والتدريب على الهدوء باستخدام تمارين الاسترخاء، وايضا توسيع دائرة الاهتمامات إذا شعرت بالفراغ وعليها تحويل البوصلة (الاتجاه) في حال الاستمرارية في موقف الانفعال.
النضج العاطفي
وكيف تحسن المرأة نضجها الوجداني والانفعالي؟
٭ لتحسين النضج الوجداني للمرأة عليها الوعي بالذات وتقبل ذاتها، وألا تحاول السيطرة على الآخرين وان تكون مستعدة لتغيير علاقاتها الاجتماعية وان تبحث المرأة عن معنى للحياة يتجاوز حدود ذاتها وهذا المعنى يعطيها منظورا تلسكوبيا واسعا للحياة (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ...).
آليات
ما آليات ضبط الانفعالات وتحقيق النضج الانفعالي؟
٭ تحديد المشكلة الرئيسية وحصر المعلومات المتعلقة بها وعزلها عن المشاكل الأخرى الثانوية ومحاولة تفهم كيف نشأت المشكلةو ما دورك الحقيقي فيها ثم وضع النقاط المحتملة التي تطرأ على الذهن وتدوينها ووضع أمام كل نقطة إجابة سلبياته وايجابياته وبعد ذلك استبعاد الاحتمالات والحلول الضعيفة، ثم وضع أفضل الحلول لتجربته على ارض الواقع واختبار مدى فاعليته، وان نعلم ان حل اي مشكلة لابد ان يتضمن مكاسب وخسائر.
وان تدرك ضرورة تفتيت القوى التي تسبب لك المشكلة، واعلم خيرا أنك اذا استطعت ان تخترق بذكاء الروابط التي تحركهم معا فانك تكون قد نجحت في تفتيت المشكلة الى أجزاء يسهل التعامل معها، والاهتمام بالعطاء كالاهتمام بالأخذ والقدرة على تحمل الاحباط والخسارة، مع النظر الى التجارب والخبرات بإيجابية والقدرة على مواجهة الواقع والتعامل معه وان يكون قادرا على ان يكون محبا ومحبوبا، وكذلك القدرة على التعلم من الأخطاء، بالإضافة الى القدرة على العمل الجماعي الايجابي، وقبول الاختلاف والبعد عن التعصب واستيعاب مشاعر العدوان، والقدرة على التحرر من أعراض التوتر والقدرة على حل الصراعات والتوازن النفسي والدافعية للإنجاز والقدرة على الابداع مع التوافق والانسجام مع النفس وممارسة تمارين الاسترخاء.
وصية
وما وصيتك للمرأة؟
٭ يجب على المرأة ان تكون واثقة من نفسها وان تركز بعدها على الخصم بعيدا عن نظرات الاستفزاز، ويجب ان تجلس المرأة في هدوء وثبات حتى تسمع وجهة النظر الأخرى كاملة، وان تعلم المرأة جيدا أن المناقشة مع الانفعالات لن تصل الى نتيجة، وضرورة تواصل البحوث والدراسات في وضع استراتيجيات لضبط انفعالاتها الوجدانية.
دور المرأة
لماذا تنقلب التضحيات التي يقدمها الرجل والمرأة الى منغصات؟
٭ الحقيقة ان كلا من الرجل والمرأة يقومان وبكل حسن نية بتقديم الحب والحنان والمودة والمساعدة والمساندة ولكن بأسلوب خاطئ وبطريقة تجعل كل تلك التضحيات تنقلب الى منغصات يتضايق منها الطرف الآخر وبعض الأحيان يتصور انها مضايقات متعمدة.
وعلى المرأة عندما ترى زوجها في حالة نفسية قلقة ألا تطرح عليه أسئلة وهي تظن حسب تفكيرها ان هذه الأسئلة ستواسي زوجها وتهدئ أعصابه وتكون سببا في راحته، كما ان طرح المرأة للأسئلة العديدة على الرجل وهو في حالة الصمت تكون مزعجة جدا له وتثير أعصابه أكثر وأكثر، وقد يشعر الرجل في ذلك الوقت بمحاولة المرأة للسيطرة عليه والتحكم فيه، فنراه وبصورة تلقائية يبتعد عنها أكثر من السابق، وهنا تحتار المرأة المحبة، ولا تدري ما الذي يحصل وما العمل؟
عوامل مؤثرة
ما أهم العوامل المؤثرة في فعالية دور المرأة في المجتمع؟
٭ دور المرأة العاملة في أي ميدان من ميادين العمل والإنتاج يتأثر بشعور المرأة بالظلم الاجتماعي والنظرة الضعيفة لدورها ومساهمتها ومعاناتها وعدم الحصول على حقوقها المهنية والوظيفية والاجتماعية، إضافة الى نقص فرصها في المكافآت أو التشجيع.
عمل المرأة
في دراسة ألمانية حديثة قامت إحدى الهيئات باستفتاء آلاف من البنين والبنات في سن 14 و15 سنة حول عمل المرأة وكانت اجاباتهم 84% يأملون في تكوين أسرة وفضلت 65% من الفتيات عدم العمل ويأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد البحوث والدراسات النفسية والاجتماعية كافة ان العمل يجعل المرأة أكثر قوة ويمنحها الاحساس الذاتي بأنها أكثر قيمة في مختلف النواحي النفسية والمعنوية، وان العمل المستقر يشعر المرأة بأنها تحقق ذاتها، ويزيل كثيرا من المشاعر السلبية لديها كأن تشعر بأنها لاتزال ذلك الكائن الضعيف ذا القدرات المحدودة.