صاحبة قرار وربانة ماهرة لسفينة حياتها التي لا تسيّرها الظروف، بل يسيّرها القرار المدروس، تحدت نفسها عندما تخصصت في الثقافة الجنسية لتكون أول امرأة كويتية وخليجية وعربية تدخل هذا الميدان لتساهم في انتشال المجتمع من الجنس الخاطئ بحسب رأيها ولتنشر ثقافة جنسية صحيحة فأصبحت مرجعا عربيا يعتمد عليه وحققت لاسمها شهرة عربية أوصلتها لتكون على رأس قائمة النساء العربيات الأكثر تأثيرا وضمن قائمة ارابيان بيزنس لأقوى 100 شخصية عربية.
الصراحة والتورية
من الفطرة السليمة بحسب رأيها ومن الدين ان نتمتع بالجنس الشرعي تحت مظلة الزواج، حيث تحرص على ان تقدم علم الجنس بناء على الاوامر الشرعية في الدين الاسلامي الذي كان أكثر الديانات تحدثا عن الجنس وأفضل من تكلم فيه برأيها وأعطى أسسا للحياة الجنسية وقدّم الجنس الصحيح بقوانين علمية.
ففلسفة الإسلام في الثقافة الجنسية عندها تتراوح بين الثقافة الصريحة باللفظ الصريح وبين التورية الجميلة وتدلل على ان الأحاديث النبوية تناولت القبلة والمداعبة وفن المعاشرة مشددة على ان الغرب لم يخترع لنا الثقافة الجنسية، بل ان علم الجنس جاء من عند العرب مثل العلوم الأخرى، وتعتبر ان كتاب «الروض العاطر في نزهة الخاطر» فيه من علم الجنس الشيء الكثير حيث تمت ترجمة الكتاب في فرنسا، وعندما اخذ الكتاب الى بريطانيا لترجمته عام 1865 قال مجلس الشيوخ ان الثقافة الجنسية عند العرب متطورة ولا نتحملها ولم ينشر الكتاب الا عام 1900، وظهر للعامة عام 1930.
الفردية والسرية
اسلوبها في العلاج يقوم على ضرورة التعامل بفردية وسرية تامة مع كل حالة لأن التعامل مع المشكلة الجنسية أمر خاص جدا، لأن هذا الجانب الحساس من حياة الإنسان يحتاج بالدرجة الأولى الى ثقة عالية للبوح وقدرة تفهم وتقبل المشكلة أيا كانت ثم جدية تامة في محاولة علاج المشكلة وكثير من المشاكل التي تعرض عليها لا تعتمد في حلها فقط على مخزون الذاكرة، بل تبحث وتحضر لها بشكل جيد، وبرأيها ان الإنسان الذي كشف لك سره واستنجد بك لأمر غاية في الحساسية من حقه عليك أولا ومن حقك على نفسك كمعالج ان تبذل كل جهدك لمساعدته فيما لجأ لك به.
آراء متضاربة
قبل ان تطل علينا من شاشة «الراي» قدمت لها العديد من الفضائيات عروضا لتقديم برامج ثقافية جنسية، كما كانت مستشار أول برنامج ثقافة جنسية في راديو العرب، بالإضافة الى تجربة لها مع اذاعة الـ b.b.c ومشاركات عديدة في برنامج «قضايا وآراء» في الإذاعة القطرية، والذي تعتبره أحد أفضل البرامج التي تناولت القضايا الجنسية بجوانبها المرتبطة بالحياة. حققت ومازالت تحقق نسبة من اعلى نسب المشاهدة في برنامجها «دكتور فوز» وقبله «سيرة الحب»، فأحدثت ردود فعل ايجابية عند البعض مقابل البعض الآخر الذي رأى في البرنامج شأنا خاصا لا يجب ان يناقش على شاشات التلفزيون التي تدخل الى كل البيوت، لدرجة مطالبة احد النواب لوزير الاعلام بالتدخل لوقف برنامجها الذي له الاثر السيئ على المجتمع وعلى سمعة الكويت في الخارج حسب رأيه لما تروج له من ثقافة متدنية ولما تطرق من مواضيع منكرة خارجة عن الآداب العامة وتتنافى مع الحياء والاخلاق بحسب رأيه.
الا ان الدريع تصر على ان الجنس لا يتنافى مع الشرع، وكما ان الدواء المر قد يرفض الا انه في النهاية شفاء، فهي تعتبر ان ما تقوله مستند على اسس علمية وبحثية ودراسات مؤكدة وليس مهما عندها ان تجني الآن مكاسب ذاتية ولا ما تتلقاه من اذى لأن حقها سيصلها ولو بعد سنوات عديدة.
المرأة النادرة
المرأة الكويتية عندها امرأة نادرة، فهي موظفة متخصصة جادة في عملها، وفي الوقت ذاته هي ام، قلبها وعقلها لابنائها، وهي زوجة رائعة وهي في قمة الثقافة والذوق والتواضع معا، ورغم مساحة الرخاء والخدم فالكويتية تعتبر افضل طباخة.
قضت فترة طويلة من عمرها في لندن جعلتها تمارس امومتها كاملة من دون تدخل من احد ولا حتى مساعدة خادمة، فزرعت وحصدت، ورغم ان للغربة مرارتها وعذابها لكن لها فوائدها برأيها، فغربتها كانت مثل المطر على رسومات كثيرة، فكثير ممن اعتبرتهم اصدقاء كانوا مرسومين من الوان مائية، مع اول زخة مطر غربة سالت الوانهم، اما الآخرون المصنوعون من الذهب فبقوا.
كسر الأقلام
تزوجت من استاذ الفيزياء د.فرج يوسف وبنت معه امبراطورية «ف» نسبة لاسمها فوزية واسم زوجها فرج وابنتها فرح وابنها فهاد، وتصف لحظات لقائها به قائلة: مازال قلبي يقفز من مكانه كلما دخل من الباب، فهو اهم من كل شيء آخر في حياتي، ان فرج لو طلب مني عدم الكتابة لكسرت كل اقلامي الآن، جنة المرأة على الارض رجل طيب يحبها ويحترمها، وهذا الرجل جنتي في الارض، وعساه ان يكون نصيبي في الآخرة، فكان مهرها منه سيجارة، وهي قالت انها تكره التدخين وطالبت زوجها د.فرج بسيجارة مهرا في رمز لاقلاعه عن التدخين، وهو ما فعله على الفور.
الصديق المخلص
صديقها الكتاب وهو عندها صديق ايثاري يعطيك دون ان يأخذ منك، تقرأ في كل شيء وبالذات في تخصصها الذي تبحرت فيه لتتعدى مرحلة الدكتوراه. اصدرت اكثر من 30 كتابا تحدثت عن الجنس، منها ثلاثة اجزاء من «سؤال في الحب» و«الحب في الاربعين» و«عجز الرجال» و«مليون سؤال في الجنس» و«اللمس» و«القبلة» و«برود النساء» و«عجز النساء» و«الرجل الحيوان» الذي شددت في مقدمته على ان هذا الكتاب ليس اهانة للرجل بل انه تحليل نفسي تستطيع الزوجة من خلاله ان تتعرف على سلوك زوجها لتعيش معه بسلام، وغيرها العديد من الكتب الاخرى التي تفتخر بها كونها كتبا علمية وراءها كمية من المراجع المطروحة بشكل علمي لا يختلف عن الشريعة الاسلامية.
الحب أساس الصحة
الحب لديها هو اساس كل الصحة النفسية، وهو النقطة الاساسية في كل الامراض النفسية وفي كل حال مرض او عرض نفسي، اقول لك ابحث عن الحب في حياة الحالة وستمسك بأول خيط للمشكلة.
صاحبة كاريزما عالية تأسرك بحديثها الذي لا تستطيع الا ان تصغي اليه، خاصة مع بعض الارتجالية الكوميدية المحببة التي تضفيها على الحديث عند تلقيها اتصالات المشاهدين.
طيبة القلوب
سارت في طريق شاق كان صعبا على الكثيرين تقبل ما تقوم في وسط بيئة محافظة، فخرجت للدراسة في الولايات المتحدة واختارت علم النفس تخصصا، وحصلت على الماجستير في الثقافة الجنسية من جامعة باسفك لوثر ودكتوراه في علم النفس من جامعة يورك البريطانية في تخصص الثقافة الجنسية لتصبح طبيبة القلوب الاولى في عالمنا العربي.
المثال الممتاز
وصفها صحافي في جريدة الـ «نيويورك تايمز» بـ«المثال الممتاز لمنطقة الشرق الأوسط» وقال انها معالجة جنسية كويتية تلقت تعليمها في الولايات المتحدة لكنها ايضا مسلمة تتحلى بالورع، ولذلك فإنها تميل عادة الى ارتداء الملابس الملائمة لامرأة مسلمة ملتزمة، ولكن مع بعض الاكسسوارات التي تتماشى مع كونها اختصاصية في مجال المعالجة الجنسية، وهكذا فإنها ترتدي تنورات جلدية طويلة مع حجاب يغطي الرأس ذي لون متناغم مع الحجاب، وفي الوقت ذاته فإنها متفتحة تماما لأي أسئلة تتعلق بالحياة الجنسية.
والدريع تتلقى اي اسئلة، كما انها تناقش بشكل منفتح موضوعات كثيرة فهي تنصح الأزواج مثلا بأن يحرصوا على تقبيل الزوجة بعد الانتهاء من ممارسة العلاقة الحميمية في الفراش، وذلك بهدف جعلها تشعر بأن زوجها مازال يحبها حتى بعد ان أشبع رغبته الغريزية معها.
وتابع الصحافي نبيل فارفوهار الذي نقلت حديثه جريــدة «الراي» بأنــه «عندما سألها عن سبب كثـــرة معجبيها (الذكور) فإنها ردت قائلة: «ان تتكلم امرأة محجبة عن الأمــــور الجنسية، فهذا شيء يحبونه جدا يا عيونـــي، أنا أعتقد انهم يحبون ذلك فعلا».
إضاءات الدريع
نالت حلقة برنامج «إضاءات» التي استضافت د.فوزية الدريع نقاشات عديدة على الانترنت وفي المنتديات وعلى صفحات الصحف وهي الحلقة التي روت فيها الدريع تجربتها العملية بدءا من الدراسة ووصولا الى الحديث عن برنامجها ومسيرتها الحياتية.
وواجه الإعلامي السعودي تركي الدخيل بعد اللقاء انتقادات عديدة لهدوئه غير المعهود أمام الدريع فرد على الاتهامات قائلا: «هذا ليس خوفا من د.فوزية بقدر حساسية الموضوع حول الجنس وحول النقاشات لأن التلفزيون يدخل كل بيت مما قد يؤثر فكريا على شرائح عمرية معينة لذا كنت موضوعيا وغير مسترسل في حواري».
الإحساس بالمعاقين
من ضمن ما روته الدريع لتركي الدخيل انه اثناء تقديم رسالة الماجستير أنها قامت بتصميم سرير للمعاقين من منطلق احساسها بأنه يجب ان يمارسوا حياتهم الجنسية العادية الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا وقدمت المشروع للمستشفى كهدية منها.