- الشاعر نزار قباني زار الكويت وأقام ندوته على مسرح جامعة الكويت بالخالدية وكنت مقدمة وعريفة الندوة عام 1968
- النساء تحملن وصبرن على غياب الزوج لأشهر عدة عندما كان يسافر إلى الهند وأفريقيا وعدن في السفن الشراعية وكانت لقمة العيش صعبة
- المرحوم الشيخ عبدالله الجابر كان نموذجاً جيداً للوزير المخلص في عمله ويستمع للمواطنين ويزور المدارس بجميع أنحاء الكويت
- سوق بن دعيج حمل اسمه من بيت عائلتنا الكبير حيث عاش أجدادي وآباؤهم
- لعبت مع بنات عمي أيام الطفولة المقصي والتيلة ومكاسر جوز
- الأطفال حالياً يجلسون أمام التلفزيون وبجانبهم الأكل والخادمة تمدهم بالماء والأكل وهذا خطر كبير على صحتهم ومستقبلهم
- سوق بن دعيج في ليالي رمضان كانت تباع فيه جميع الحلويات والأكلات وكان سراج اللوكس يستخدم في الإضاءة
- ماء سبيل بن دعيج في الساحة الكبيرة كان أول ماء وضع للناس يشربون منه على نفقة العائلة
- شاركت بفريق الزهرات بالمرحلة المتوسطة وكنت أرسم لوحات وعملت تمثالاً كبيراً من الطين مع المدرسة لفلاحة مصرية
- التحقت بالمدرسة القبلية للبنات بداية الخمسينيات وكنت أذهب مشياً على الأقدام ولايزال المبنى موجوداً إلى الآن
- أول قضية عملت بها كانت خيانة أمانة مع تاجر سيارات وكسبتها لكني لم آخذ أي مبلغ أتعاب بل جعلتها لله
- قديماً كان المواطن من السهل أن يقابل ويلتقي الوزير والوكيل واليوم الكل مغلق بابه بوجه المواطن
- كنت دائماً أذهب إلى المكتبة وحصلت على هدية ميدالية من المرحوم الشيخ عبدالله الجابر في المرحلة الثانوية
- أمهاتنا تعلمن من أمهاتهن الأخلاق وحسن التصرف وإدارة شؤون البيت
- التحقت بالقسم الأدبي بثانوية المرقاب وكنت أكره الرياضيات والعلوم ومازلت أعد على أصابعي
- كنت أحفظ الكلمات الإنجليزية بالعربي والمراجعة على نور السراج الذي يعمل على الكاز
- التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرجت بعد 4 سنوات ورجعت إلى الكويت عام 1968
- عملت في إدارة الفتوى والتشريع لمدة 7 سنوات
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي
تاريخ الكويت وحاضرها حافل بكوكبة من الرواد والرائدات الذين كانوا أوائل في مجالاتهم المختلفة. المحامية سارة عبدالله الدعيج أول كويتية تعمل بمجلس الوزراء وثاني كويتية متخصصة حقوق تفتح مكتب محاماة. تخرجت في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1968.. بدأت العمل بمجلس الوزراء ثم في ادارة الفتوى والتشريع وبعدها فتحت مكتب المحاماة ولاتزال تعمل محامية.. تحدثنا عن طفولتها، ومرحلة الدراسة في المدرسة القبلية للبنات وكانت تحضر الى المدرسة مشيا من بيتهم الواقع بسوق بن دعيج بالقرب من فريج العبدالرزاق، وتعرفت على مجموعة من الطالبات فصارت تذهب معهن الى المدرسة. تحدثنا عن سوق بن دعيج وأول ماء سبيل لعائلتها بذلك السوق، وعن الألعاب الشعبية التي مارستها مع بنات وأبناء العائلة في البيت الكبير وعن دور المرأة الكويتية قديما وحديثا ومعاناة المرأة في مرحلة ما قبل النفط.وعن الأنشطة الرياضية التي مارستها أثناء دراستها من الابتدائي الى الجامعة، تقول المحامية سارة الدعيج انها كتبت الشعر ولديها بعض القصائد تنتقد فيها بعض الممارسات. لها من الأولاد اثنان يعملان بالمحاماة ولهما مكتب مع والدتهما. سارة الدعيج الأم والمحامية وربة البيت ماذا تقول في هذا اللقاء؟ نتعرف على ذلك من خلال السطور التالية:
تبدأ المحامية سارة عبدالله الدعيج حديثها عن ذكرياتها بالحديث عن المولد حيث تقول: ولدت في الكويت بالمنطقة الوسطى وهو موقع سوق الدعيج القديم، وهو مركز الكويت لأن المكان يقع ما بين الشرق والمرقاب والقبلة، منطقة الأسواق/ سوق بن دعيج والبيت للعائلة آل الدعيج وجميع أبناء الجدود وآبائنا كانوا يعيشون في ذلك البيت الكبير حتى دعيج محمد ويوسف صالح وسعد محمد وراشد عبدالله واذكر مدرسة ملا زكريا الأنصاري كانت خلف بيت عائلة الدعيج، والعائلة اشترت مبنى تلك المدرسة، أقول ان بيت عائلة الدعيج الكبير لا يوجد له سوى باب واحد يدخل منه جميع رجال ونساء العائلة ومن الداخل كل واحد يذهب الى الغرف التي يسكن فيها من الداخل وبين البيوت يوجد فرية (فتحة) بين البيوت.
سوق بن دعيج عرف بهذا الاسم على ان البيت الكبير موجود فيه واستخرج من البيت دكاكين فيها كل ما يحتاج له المواطن وبعض الصناعات اليدوية الخفيفة.
والحلويات والمجني والرجل الذي يصنع القفص ومنزل الأطفال من جريد النخل والذي يبيع الفواكه عبدالله الشتيل والفرج الذين يبيعون الأدوية الشعبية أيضا كان يباع في سوق بن دعيج الجراد المطبوخ وحلويات الخنفروش والخريط والعناب والقبيط والنامليت ابوتيلة.
أدركت سوق بن دعيج ليالي رمضان وما يباع فيه من جميع الحلويات والأكلات واذكر سراج اللوكس الذي يضيء السوق والبعض كان يستخدم اللوكس عند زفة المعرس بالليل يضيء الطريق لهم.. فكان في كل دكان في سوق بن دعيج لوكس يصير الظلام نهارا من شدة الاضاءة، وكنت العب مع البنات بالسوق وكنت العب مع بنات عمي وأولاد عمي، لعبت المقصي والتيلة ومكاسر جوز - طق وطمر - نضع حصيرا ونقفز ونتخطاه، شقيحة أفكر حاليا الأطفال الذين يجلسون أمام التلفزيون وبجانبهم الأكل والخادمة التي تمدهم بالماء والأكل ما مصيرهم بالأمراض؟ وبعد ثلاثين سنة ماذا سيحصل لهم؟ كنا دائما نركض ونلعب وكنت دائما متعلقة بأخي خالد، وأذكر كان يقول اذهبي الى الوالدة وقولي لها اذا جاءك الطارش امسكيه - فالوالدة تجلسني بجانبها وهو يهرب عني - دائما مزعجته.
أيضا كنا نجمع الكراتين من السوق وكل واحدة من البنات لها كرتونة وتقول هذا بيتي، ونجهز الأكل ونضعه بداخله، وفي الليل يوسف ولد عمي صالح يرميه بالخارج. وكذلك يوميا، وكنا نلعب أيضا، كنا نعمل حركات حراس تأثرنا بحرس الاسواق (النواطير الذين كانوا يقفون على أسطح الدكاكين وداخل الاسواق ونسمع أصواتهم وهم ينادون على بعضهم البعض صباحي صاحي، فيرد عليه زميله بالمثل لكي لا يناموا طوال الليل، والعمال الذين ينظفون الأسطح، أذكر خالد السداني يبيع الاعشاب وكاكولي ونصرالله صراف ومدخل سوق التجار وصيدلية الدهيم والعبدالغفور وقيصرية البنات، محلات لبيع الاقمشة ولا يدخلها إلا النساء، كانت الوالدة تمنعنا من الدخول فيها.
خرجنا من سوق الدعيج الى الساحة الكبيرة وفيها ماء سبيل بن دعيج وهو أول ماء وضع للناس يشربون منه على نفقة آل دعيج، ومن الجهة الثانية فريج العبدالرزاق وعلى اليمين سكة سعد الربيعان وكلها محلات للأقمشة وبعد حي العبدالرزاق يوجد مسقف صباح الناصر وعلى ساحل البحر الى الأميري وهناك بيت تيفوني بيت خالتي وكنا نزورهم، وكان حسن تيفوني وهو خارج من السوق يأخذنا معه الى خالتي وبعد العصر وهو راجع للسوق يرجعنا الى البيت، وبيت عبدالصمد التركي وبيت ما حكي وكنت ألعب مع بناتهم واذا عدينا الشمال دكان كاكولي ودكان خالد السداني وسكة عليوة ومسجد النبهان وسكة ثانية تؤدي الى القهوة وفيها رجل يدعى الميكيري من ضعاف العقول، والسكة تؤدي الى المعهد الديني الى فريج الطواري وموقف السيارات وفيها سيارات قديمة أجزاء أو قسم الركاب مصنوع من الخشب بعص الصديقات عندما يسمعنني أتكلم يقلون لا تقولي هذا الكلام وهن بعمري وكن يلعبن معي يخفن من أن يقال انهن كبيرات، وعندما كنت صغيرة كنت مع والدتي وأسمع كلام النساء الكبيرات وأحفظ سوق الماء الذي أسسته عائلة الدعيج، وأذكر المسيل وهو أول المرقاب وأذكر بيت الحسون ومدرسة ملا مرشد، وبيت عمتي مريم وزوجها محمد الدعيج.
أذكر سوق التمر والحماد صاحب المحل يبيع التمور والبزازة بائعي الاقمشة وأذكر ساحة الصفاة وأيام العيد وألعاب الاطفال وبائعة الباجلا والنخي (مريوم) نصل الى ساحة الصفاة وندخل الى السوق الداخلي (سوق التجار) وبدايته قيصرية البنات وفتحة تؤدي الى سوق المعجل على اليمين ومن الشمال سوق الخياطين ورائحة الفحم وسكة العترة حاليا قيصرية الرميح وبيت سيد عمر، وأذكر أن يوما من الايام لحقنا الكلب وتوقفت عن الركض وأذكر بيت الوقيان وبيت حمد المشاري وبيت عبدالله ابراهيم القطان وأولاده صقر وسالم وإبراهيم وبيت العمر وعبدالرزاق وعبدالوهاب أصدقاء أوفياء مع أخي خالد الله يذكرهم بالخير وسوق التجار يؤدي الى ساحل البحر، وأذكر مكتبة بيت المقدس وبداية السوق الداخلي.
الدراسة والتعليم
تتحدث الدعيج عن تعليمها وكيف كانت مسيرتها في الدراسة قائلة:
بداية الخمسينيات التحقت بالمدرسة القبلية للبنات وكنت أذهب مشيا على الاقدام وطوال الطريق ترافقنا واحدة من البنات، بمعنى نمر على البيوت وتخرج صديقتنا نصل الى المدرسة مجموعة من البنات الطالبات، وفي العودة نرجع مع بعض والدوام على فترتين صباحية ومسائية، ومبنى المدرسة حاليا موجود من المباني التراثية القديمة والناظرة كانت علياء عمارة بيضاء وعيونها زرقاء وتضع شبكة صغيرة على شعر الرأس وسمينة، وكنا نخاف منها جدا وصوتها جهوري، الوكيلة عاتكة فلسطينية ومن المدرسات الفلسطينيات سارة وأختها سائدة وهند وأمل خورشيد، وأما المدرسات الكويتيات فهن ماما أنيسة الله يطول في عمرها ويعطيها الصحة والعافية «أنيسة محمد جعفر» وأذكر لبس النفنوف الاسود والقلبة بيضاء نشتريتها من المليفي بائع الكلف والنفنوف الاسود (الفستان) أسود حزنا على نكبة فلسطين والوالدة خيطت لي نفنوفين (فستانين) للمدرسة طوال العام الدراسي، ولبست الحذاء الابيض، وكانت تفرش لنا على الأرض خارج الفصل وتعلمنا، وتعلمنا الاحرف العربية ومن المدرسات الكويتيات المعلمة نورة راشد السيف والمعلمة مريم عبدالملك وهي أول مدرسة كويتية عملت مدرسة.
هذا كان في التمهيدي حاليا رياض الأطفال وثاني سنة من التعليم كنت في أولى ابتدائي واستمررت بالتعليم، أقول كانت المدرسة عندما كنت طالبة تعتبر ناديا ثقافيا تعليميا، واذكر كنت اصحو من النوم مبكرا، واذكر المعلمة إكرام كانت تعلمنا اللغة الانجليزية وبعض الكلمات وكانت تعطينا إملاء بالانجليزي في الكلمات التي تعلمناها وكنت احفظ واكتب الكلمة الانجليزي بالعربي cat اكتبها (كات) pencel (بنسل) واحفظها والمراجعة على نور السراج الذي يشتغل أو يعمل على الكاز (الكيروسين) كانت تحضر عندنا سيدة مصرية اسمها نادية محمد صالح والدها مفتش موسيقى وتمر علي واذهب معها الى المدرسة وفي الطريق نمر على بنات الرميح وبنات النفيسي وغنيمة سيد عمر، والشوارع كانت غير معبدة واذكر براحة السماك واذكر عبدالرزاق بوقريص مقابل تلك البراحة واشوف شاوي الغنم وبيت عائلة صديقتي أمل الدريع، وواصلت تعليمي في المدرسة القبلية لمدة 4 سنوات (المرحلة الابتدائية) وقبل بداية الحصة الأولى بساعة تدخل المدرسة للعب، كانت المدرسة جميلة وحلوة واللعب فيها مريح طالبات بعمر الزهور، جميع البنات يلعبن داخل المدرسة تحت اشراف المدرسات.
كما اذكر انه سنة احضروا ترابا نظيفا وفرشوه بساحة المدرسة، المعلمة اعتدال أبوالجبن متخصصة في الألعاب الرياضية وخاصة في طابور الصباح، والتفتيش في الطابور الصباحي والمنديل والكشف السنوي على العيون، أمضيت 4 سنوات في المدرسة القبلية واذكر فرقة الموسيقى في طابور الصباح.
أنشطة زاولتها
شاركت بفريق الزهرات بالمرحلة المتوسطة وكنت ارسم لوحات وعملت تمثالا كبيرا مع المدرسة علية وهو عبارة عن فلاحة مصرية من مادة الطين وصبغناه بالألوان ووضعناه في المعرض السنوي الذي يقام في المدرسة المباركية، وجميع المدارس - اذكر ان المدرسات لهن أنشطة بارزة وأذكر أيضا مدرسة شاعرة تقرأ علينا قصائد الشاعر هاشم هارون رشيد - شاعر فلسطيني، وفي احدى ليالي رمضان وليلة القرقيعان دخلنا على المدرسات وهن على أسرتهن في ساحة البيت وخرجنا خائفات، كنت دائما اذهب الى المكتبة وحصلت على هدية ميدالية من المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح ويومئذ كنت في الثانوية واستمررت بالنشاط الأدبي حتي الجامعة، وفي المرحلة المتوسطة كانت في القبلية، اذكر ان المدرسة القبلية للبنات كانت ابتدائي ومتوسط وثانوي وانتقلت الى ثانوية المرقاب واذكر الاستاذة سعاد سيد رجب الرفاعي، وأكملت الدراسة فيها، وبعض طالبات مدارس عائشة والزهراء والمرقاب التحقن بثانوية المرقاب.
التقيت وتعرفت على صديقات وطالبات جدد.
من التراث القديم
وتضيف الدعيج: مدرسة عائشة لاتزال قائمة وأتمنى المحافظة عليها كتراث وصرح تعليمي قديم للأجيال القادمة «اللي ماله أول ماله تالي» الحفاظ على التراث والتاريخ الكويتي مهم، يجب ان نحافظ على تاريخنا ونكتبه وتراثنا الذي بين أيدينا أولادنا وأحفادنا بحاجة ماسة لكي يعرفوا تاريخ الكويت القديم، هدمت البيوت القديمة وانتهت الفرجان والعادات، شوفوا مباني بريطانيا وأوروبا بأكملها حاليا نشاهد المستشفى الأميركاني الذي بني عام 1911 شاهدا على تاريخ الكويت الصحي.
«كشك مبارك» حافظوا عليه وانتبهوا الى تجديد المبنى، أدركت القديم من مباني الكويت، اذكر سوق التجار القديم الذي هدم وتغير بناؤه، الجندل والباسجيل والمنقور أساسات البناء القديم، اذكر الكتويل الذي يوضع للهواء والحمام.
ما هو المصباح: هو بناء فوق السطح عبارة عن غرفة كبيرة مفتوح شبابيكها على جميع الجهات وفيها أقواس وزجاج ملون وكانت للوالد فوق السطح والجلوس بداخل الغرفة خاصة الضحى الهواء الذي ينعش النفس ويرد الروح.
أم هشام نواصل اللقاء معاك وعن المصباح الذي هدم بعد تثمين البيوت وما كان هناك محافظة على التراث.
الأسواق
تتحدث الدعيج عن سوق الصفافير قائلة:
سوق الصفافير عرف بالنسبة لتنظيف القدور المصنوعة من النحاس وهي كبيرة تعرف بالصفرية وسوق السلاح وسوق الغربللي، والقصائد التي حفظتها من قراءتي في الكتب كثيرة واحفظ قصائد كاملة واقرأ الكتب الأدبية والثقافية والعلمية، والقصائد منها هذه الأبيات:
أمي تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا من مقلة بدمي
والأشعار كثيرة لكن حاليا نسيت الكثير لعدم ترديد الشعر، والمحاماة أنستني لأن عمل المحاماة عمل إنساني، فالمحاماة مهمة ومواعيدها ضرورية للمحامي، وقد أنستني بعض ما حفظت أثناء الدراسة، كنت اذهب الى المكتبة يوميا واقرأ من عيون الكتب مثلما يقولون.
ثانوية المرقاب
كان النظام أربع سنوات، سنتان دراسة عامة وسنة ثالثة ورابعة تخصص أدبي وعلمي، وما كنت أحب شيئا اسمه أرقام، بمعنى ما أحب الرياضيات، فذهبت الى القسم الادبي وهذه مواد سهلة بالنسبة لدراستي والى الآن أعد الارقام على أصابعي ولا أحفظ جدول الضرب.
في المرقاب وطوال دراستي لم أرسب أو مادة واحدة دور ثاني، كنت ممتازة بالدراسات الادبية، الرياضيات لا أحبها، ثالثة ثانوي كانت سهلة وتميزت بها وكنت أقرأ لمجموعة من الشعراء وخاصة عندما التحقت بالقسم الادبي قرأت لأحمد شوقي والشاعر العراقي معروف الرصافي وشعراء الكويت فهد العسكر، وحفظت الكثير ولا أزال أحفظ وأقرأ:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا
وأحفظ:
نحن قوم لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العاليمنا أو القبر
وأحفظ هذه الأبيات لأبي العلاء المعري:
رب لحد قد صار لحدا مرارا
من تزاحم الاضدادي
العمل بعد التخرج
عن عملها بعد التخرج تقول ضيفتنا: التحقت بجامعة القاهرة وتخصصت حقوق، وبعد أربع سنوات تخرجت ورجعت الى بلدي الكويت، وبداية سنوات التخرج كانت الامور ميسرة للوظيفة في نهاية الستينيات، وذلك عام 1968.
قابلت المرحوم حمد العيسى رئيس ديوان الموظفين، وقال: توجد أماكن ومواقع للعمل في مستوى عال لكن قبل أن أقابله سمعت بأن المغفور له الشيخ جابر الاحمد أمير دولة الكويت الأسبق وعندما كان وليا للعهد كان يكون مكتب ولي العهد وبحاجة لموظفين وموقعه مجلس الوزراء الذي يتكون من الامانة العامة ويرأسه عبدالعزيز العتيبي والمناقصات المركزية ويرأسه علي الجسار والفتوى والتشريع يرأسه حسن العشماوي قبل سلمان الدعيج.
حمد العيسى أرسلني الى مجلس الوزراء وقابلت الأمين العام وقال ترغبين في العمل بأمانة مجلس الوزراء أو المناقصات أو الفتوى والتشريع، فقلت سمعت ان مكتب ولي العهد بحاجة لموظفين، فقال لا أستطيع لأن سمو الشيخ جابر الاحمد هو الذي يختار موظفيه.
فقال أنا أقوله وتمت الموافقة على تعييني وكنت أول امرأة كويتية تدخل مجلس الوزراء، فرحت كثيرا وعينت بالدرجة الرابعة قانونية في مكتب ولي العهد وكان عبداللطيف البحر مدير المكتب وفيصل المسعود مسؤول عن شؤون النفط وغازي الفليح للشؤون المالية وعيسى العصفور للإعلام، والمرحوم أحمد سعود المقهوري للتشريفات وعبدالله العبدالرزاق للعلاقات العامة وعبدالله الحوطي للشؤون الادارية والمالية، وكنت في الشؤون القانونية بنفسي لم يكن معي أي موظف، باشرت عملي وتكونت لجنة الاضافي وكنت عضوا فيها ورئيسها فيصل المسعود ومن كل وزارة بحثنا زيادة الموظفين المستحق وغير المستحق صباحا ومساء، وتم صرف المبلغ ونواب المجلس ارتاحوا.
كان يحضر معنا مستشار من الفتوى والتشريع، فقال لي وقت فراغك تعالي الى الفتوى والتشريع ومقرها في شبرة قرب مجلس الوزراء على البحر، وفي مقر العمل أسند الي محاضر مجلس الامة، بالفعل استأذنت من مدير مكتب ولي العهد لكنه قال أنا غير مسؤول استأذني من الشيخ جابر الاحمد ولي العهد، وكنت محرجة من الدخول عليه، وفي إحدى المرات قابلته بالمصادفة وأبلغته فقال لا مانع روحي ومكانك محفوظ.
انتقلت للعمل بالفتوى والتشريع وعملت فيها لمدة سبع سنوات، وبعد ذلك انتقلت الى إدارة التنفيذ والعمل قانوني بحت تابعة لوزارة العدل وبعد سبع سنوات من العمل تقاعدت وفكرت بأن أنشئ مكتبا للمحاماة، والفكرة من حضور بعض المحامين والمستشارين وهكذا تكونت الفكرة وبدأت بإنشاء مكتب للمحاماة، وذلك عام 1987 في شهر رمضان المبارك، وبداية افتتاح المكتب حصلت على قضايا وكان موقع المكتب بشارع خالد بن الوليد بالشرق وكانت القضايا مختلفة وحلفت بالمحكمة الدستورية وسجلت في جمعية المحامين وحصلت على رقم قيد.
أذكر أول قضية من واحد يعمل بتجارة السيارات على وعد من آخر أن يستورد له سيارات ودفع المبلغ وخان الأمانة مبلغ ستة آلاف دينار والإثبات عقد بين الطرفين أو شهود والحمد لله ولم آخذ أي مبلغ من تلك القضية عملتها لله، وكان رقمي بين المحاميات الثانية وعائشة الرشيد أول محامية كويتية تفتح لها مكتبا وأيضا توجد ثلاث محاميات كويتيات كن يعملن في مكاتب محامين للتدريب، تاريخيا أول محامية كويتية صاحبة مكتب لولوة الرشيد وثاني محامية صاحبة مكتب سارة الدعيج، وبعد ذلك زاد عدد المحاميات اللاتي فتحن مكاتب محاماة لهن.
الاحتلال الصدامي للكويت
يوم الخميس 2/ 8/ 1990 غزا الجيش الصدامي دولة الكويت ودمر كل شيء وقتل واعتدى على الآمنين من مواطنين ووافدين، وبعد التحرير من براثن الاحتلال الصدامي ذهبت الى مكتبي وشاهدت الدمار الذي خلفه جنود وجيش المقبور صدام حسين، شاهدت مستندات القبض وجميع الأوراق مبعثرة وممزقة والأموال التي كانت بعهدة السكرتيرة فقدت ولا أثر لها فالسكرتيرة هربت.
بدأت اجمع الأوراق الخاصة والملفات ولمدة شهرين نصلح ونعيد بناء المكتب ونعيد كل ورقة للملف الخاص بها - أخذ من وقتي الكثير، ومعروف ان عمل المحامي هو العمل المخلص للدفاع عن موكله وكنت احفظ جميع الأوراق بالملفات الخاصة بموكلي فأجدها ممزقة ومبعثرة، المحامي عليه الدفاع بإخلاص عن موكله ويكون مهتما بالعمل لكي يبرئ موكله من التهمة، فقدت الأوراق والمستندات ورجعت أولا لجمعها لكي يقنع موكلي بما حصل للأوراق.
بصفتي كمحامية ابذل قصارى جهدي لكي احصل على براءة موكلي، بعض المواطنين يعتقدون اني مقصرة عندما يصدر الحكم ضدهم والبعض الآخر يقنع بالحكم لأن القاضي هو الذي يحكم بعد دراسة الأوراق ودفاع المحامي ومرافعته، ولكل قضية لها معالجة، تكرار السؤال والمراجعة من أهل المتهم تضايق المحامي وتزعجه ولأن المحامي يعمل ضده محام آخر ولكل واحد رأيه ودفاعه، بعض المتهمين لا يصارح المحامي ممكن نصف الحقيقة لم يبلغ المحامي عنها، نفاجأ بالأوراق الرسمية وبعد تصوير الأوراق ان الكلام الذي قاله الموكل غير الكلام الذي بالأوراق . أحيانا تفاجأ بأن المحامي الثاني يقدم ضدك أوراقا وبالنهاية أيضا تفاجأ بطول المدة للقضية ويطول الزمن والوقت في المحكمة، ويكون الاتفاق بمبلغ بسيط ولكن مع طول الوقت تدفع أتعابا أكثر عليها لأن جميع العاملين لهم رواتب لذلك يجب أن يعرف الموكل ان المحامي قد يطلب زيادة عن المبلغ المتفق عليه بسبب طول مدة القضية.
هذا العمل يؤثر على المحامي ونفسيته مع كل ما لقيته من ضغوط في العمل لم أجد ضغطا في البيت الحمد لله أولادي وقفوا بجانبي وهم محامون يعملون معي.
دور المرأة الكويتية قديما وحديثا
المرأة الكويتية في الماضي والحاضر لها دور مشرف في المجتمع الكويتي، عن ذلك تقول الدعيج:
المرأة كان لها الدور الكبير وقد تحملت العمل الكبير على عاتقها - كانت العائلة الكويتية لا تتوانى بالعمل على زواج البنت وخاصة إذا بلغت الرابعة عشرة كان الاهتمام كبيرا بتربية البنت وحفظها من الخروج الى الشارع.
المجتمع الكويتي متماسك ومتحاب ومتعاون الى أبعد الحدود - البنات والنساء تحملن وصبرن على غياب الزوج لأشهر عدة عندما كان يسافر الى الهند وافريقيا وعدن في السفن الشراعية لقمة العيش صعبة، ولا ننسى ان الماء كان قليلا وخاصة في الصيف وكانت المرأة تجلب الماء بالقوطي على رأسها من السفن الشراعية بالاضافة لأعمال البيت وتربية الأولاد والإشراف ومراعاة الأم الكبيرة والأب وتتحمل كل شيء ولم تمد يدها للغير والمرأة الكويتية شريفة عفيفة وتحملت أعمال الأب الغائب ولم يساعدنا أحد من الدول الغنية بذات الوقت.
اذا بكى الأولاد تعطيهم الام التمر واللبن، بعض النساء اشتغلن عند التجار خادمات يطبخن وينظفن، الحر والرطوبة أيام الصيف والغبار والمرأة تتحمل كل شيء وفي الشتاء البرد القارس كانت تتحمل وتحافظ على أولادها من البرد، التمر والخبز واللبن والحليب من الأغنام التي تحلبها المرأة منذ الصباح الباكر، المرأة الحامل عندما تشعر بالمخاض للولادة تذهب مشيا الى بيت ذويها وتقول لحمواتها وجيرانها حللوني رايحة بيت أهلي للولادة ومعها أطفال، والأم والأب والأخوات يستقبلونها بكل ترحاب حتى الولادة والخروج من الأربعين وترجع الى بيت الزوج تحمل وليدها على يديها. والولادة بذلك العصر صعبة جدا، لا وجود للطب والعناية الصحية، ويضعون الطفل بالطبق بعد فرشه بقطع القماش.
عندهم أكل القبيبة هذا الماضي في الكويت المرأة ساعدت الرجل وربما الرجل قد توفيت زوجته أم الاولاد ويتزوج الثانية وتعتني بزوجها وأولاده وبعض الخالات أم الزوج شديدة على الكنة زوجة الولد، ومع ذلك الزوجة تتحمل الاذى والتعب لأجل زوجها وتربية أولادها.
بعض الخالات أم الزوج تربط مفتاح غرفة الچيل (التموين) بخيط وتعلقه برقبتها خوفا من أن الكنة تلعب أو تبذر المواد الغذائية، وكانت المواد بذلك الوقت بسيطة، الخالة تجهز العيش والعصر ينظفونه موضوع في الطبق ويغسل بماء الجليب الذي يعرف باسم الماء «الخريج» قليل الملوحة، وقديما لا يستخدم الماء العذب للسباحة فقط للطبخ والشرب، الحمَّار عندما يفرغ الماء يضع خطا على الحائط وصاحب البيت لا يمسح وهذه ثقة عمياء ما بين الحمَّار وصاحب البيت ولا ينكر عليه هذا، حاليا عقود وينكرها، عندي قضية أترافع فيها ان الرجل معترف أمام كاتب العدل، انه مستلم المبلغ وينكر ذلك الطرف الثاني، والحمّار يسجل على الحائط، وصاحب البيت يدفع المطلوب منه، كانت الثقة بين الناس كبيرة، حاليا الثقة اهتزت.
حال المرأة الجدة والأم الكبيرة تحملت الكثير في حياتها في البيت. بداية النهضة أمهاتنا تعلمن من أمهاتهن الاخلاق وحسن التصرف وإدارة شؤون البيت، كانت جميع الامهات ذات حسن ادارة للبيت ومساعدة للزوج، أذكر أن بعض الامهات يحضرن الى المدرسة مع بناتهن وتكون الأم حاملا وتحمل طفلا على يديها وابنتها معها تمشي بجانبها هذا تعب وشقاء على الأم، ومع ذلك فهي متحملة ذلك التعب، ومع أن الأم أمية لا تقرأ ولا تكتب، ونحن واصلنا جيل الأمهات وهن كما ذكرت أميات، ولكن بذلنا جهدنا وحاولنا ان نتعلم وندرس مع الأم التي جهزت لنا كل شيء، والأم من الفجر تعمل على أن تغسل ونبدل ملابسنا ونذهب الى المدرسة، ظهرنا على الدنيا وتعلمنا، واستمرت الأم مع بناتنا توصلهن وترجع لتأخذهن من المدرسة حتى عهد الاستقلال وتطور التعليم وتم تخصيص سيارات من قبل وزارة التربية.
جيل المتعلمات
تخرجت في جامعة القاهرة كلية الآداب تخصص حقوق، وكانت الدولة بحاجة لكل يد عاملة وخاصة الخريجات من بنات الكويت خاصة مع النهضة الحديثة والطفرة من القديم الى الحديث، أذكر مجموعة من البنات الاعلاميات والمدرسات والمهندسات، وكثيرا من بنات الكويت المتعلمات، وانطلقنا بقوة ولا ننسى المرحوم الشيخ عبدالله الجابر «أبوالتعليم»، ولولاه ما تعلمت الفتاة الكويتية، فهو كان السند القوي لتعليمها، وأذكر المرحوم الشيخ جابر العلي فتح وزارة الاعلام لعمل المرأة الكويتية ونجح بما قدمه المتعلمات من بنات الكويت حيث مارسن جميع الاعمال الادبية والثقافية وشاركن في الصحافة وخاصة مجلة العربي ومجلة عالم الفكر ومجلة الكويت فتحت الابواب لجميع بنات الكويت، كانت الكويت تجمع الثقافات من كل مكان، الشاعر نزار قباني الذي زار الكويت وأقام ندوته على مسرح جامعة الكويت بالخالدية، وكنت مقدمة وعريف الندوة، وقدمته للجمهور، وحضر بدعوة من جمعية الخريجين، وذلك عام 1968. وكنت أول امرأة كويتية تقدم شاعرا عربيا على المسرح، كان هناك جمهور كبير من الحضور.
أذكر السيد سعدون الجاسم هنأني وقال: شكرا لنجاحك الباهر في هذه الندوة.
إن نجاح المرأة الكويتية كان بمساندة القياديين في الكويت للبنت المثقفة المتعلمة العاملة، كنت أقرأ الكتب التي تعطى لنا غير كتب الدراسة، التربية أرسلت بعض العاملات والطالبات في رحلات الى القاهرة، كانت الدولة تشجع تعليم البنات.
نحن الآن في عام 2013 والمرأة الكويتية بخير وعطاؤها جيد جدا، وهي ينبوع غزير، وأرى بعض الشباب والفتيات اعتمدوا على الخادمات، وهذا من العائلات، والمادة تركت الفتاة تعتمد على الخادمات والعاملات.
ألاحظ أن المدرسات الكويتيات يأخذن إجازات أثناء الدوام، وكذلك الموظفون، إجازات كثيرة، وهذا يؤثر على العمل وعلى الطالبات أثناء الدراسة، الآن يخرجون في مظاهرات وإضرابات والبعض لا يعمل، فقط يطالب بالزيادات، الشغل والعمل مقابل الراتب ولكن العمل ومظاهرات واضرابات هذا مرفوض نهائيا وإذا ذهبوا الى البيت يشتكون من العمل كأن الواحد منهم ومنهن «مقطعين» العمل.. مقابل هذا هناك موظفون وموظفات ومدرسون ومدرسات مخلصون في أداء عملهم ويستحقون المكافأة أيضا إذا غاب الموظف يتعطل عمل المراجع ما في من يسد مكانه أيضا نشاهد في العمل من الموظفات والموظفين، نريد قرارا سياسيا ينظم العمل وغياب الموظفات والمدرسات والمدرسين، المال العام بحاجة لمن يرعاه ويدافع عنه، وأي واحد يعمل اضرابا أو احتجاجات يسكتونه بالعطاء، أيضا عيب جدا على المواطنين الذين يتظاهرون ويدورون بالشوارع ويحرضون الغير، في كل مكان تسيب.
قديما كان المواطن من السهل ان يقابل ويلتقي مع الوزير والوكيل اليوم الكل مغلق بابه بوجه المواطن، ولا يستقبل أحدا لأنه سينكشف بعدم الأداء الجيد والمواطن يطالبه بإجراء سريع للمعاملة. وهذا خطأ من الوزير انه يغلق بابه بوجه المواطن، استمعوا للمواطنين عن قرب وحلوا مشاكلهم وحددوا يوما واحدا في الأسبوع استقبلوا المواطنين بعيد صلاة المغرب أو بعد صلاة العشاء، كان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر نموذجا جيدا للوزير المخلص في عمله ويستمع للمواطنين ويزور المدارس بجميع أنحاء الكويت ووجهه السمح وكلامه مع المدرسين والطلبة، ويسأل ويستفسر عن كل شيء، قالت اختي انها ذهبت الى احدى المؤسسات الحكومية تقدم طلبات ففوجئت بأنهم أغلقوا الأبواب بوجه المراجعين يكلمون المراجعين «بالإنتركم» مما اذكر انني دخلت على احد الموظفين وقد أطلق لحيته أكلمه أعطاني ظهره ويتكلم معي مسكته من غتراه و«هزيته» وقلت له تكلم معي وقابلني بوجهك لا تعطيني ظهرك، تكلم معي أنا مواطنة كويتية محامية ما تشوف ملابس المحاماة التي ألبسها.
الخطبة والزواج
أثناء وجودي في مجلس الوزراء كموظفة قانونية حضرت عندي السيدة نوار ملا حسين مع عمها، د.خالد حسين وقبل الحضور اتصلت بالتلفون على انها ستحضر الى مجلس الوزراء وبالفعل كان معها عمها، وبدأت بالحديث معها وشافني وشفته واتفقنا على الزواج وصار النصيب وتم الزواج والله رزقني بولدين يعملان بالمحاماة في المكتب.
شكرا استاذ منصور الهاجري على هذا اللقاء وشكرا لجريدة «الأنباء» على الاهتمام بالشخصيات وطرح المواضيع المهمة على صفحات الجريدة.. شكرا للجميع.