- والدي ضربني ضرباً شديداً لأنه اعتقد أنني ركبت الدراجة ولما اكتشف أن هناك شخصاً يشبهني أحضر إلي الحلوى
- أيام أول كانت البيوت في رمضان تتبادل أطباق الطعام..وكانت النفوس نظيفة وشبعانة ولا حسد بينها
- والد الفنان إبراهيم الصولة كان يبيع المواد الغذائية والدهن العداني في السوق
- بعض العائلات انتقلوا من القرى إلى مدينة الكويت وبنيت لهم بيوت فتكونت منطقة المرقاب
- تهدم بيتنا في سنة الهدامة الثانية وكانت إقامتنا في روضة طارق بالحي القبلي لمدة شهرين ومياه المطر أتلفت كتب جدي
- جدي كان متمكناً من اللغة العربية ولا يحب مدارس التعليم النظامي لأنها «تعلم الإنجليزي»
- كانت هناك ساحة كبيرة أمام الأمن العام يجلس فيها الشيوخ وكبار الشخصيات ويستعرضون الفرق الموسيقية في الأعياد
- والدتي كانت تذهب إلى البحر قبل شروق الشمس وتحمل بقشة الملابس على رأسها مع نساء الجيران
- ولدت في منطقة المرقاب داخل سور الكويت مقابل مبنى الأمن العام
- جدي علمني قراءة القرآن ومبادئ الحساب وكانت لديه بسطة في السوق والشيخ جابر العبدالله كان من رواد مجلسه
- مدرس الرياضيات في «الشامية الابتدائية» كرّهني في المادة وضربني لعدم حفظي جدول الضرب
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي
ضيفنا هذا الأسبوع سليمان الزايد العبيد، أبوجمال، موضوعه طويل وشيق وهو من شباب الستينيات وعندما كان طالبا كان مغامرا ويعتبر من ذوي الرحلات الطويلة حول العالم, وبعدما أنهى تعليمه في المعهد التجاري اتفق مع بعض الزملاء للقيام برحلة استكشافية حول العالم في قصة طويلة ومفيدة وأحداث عديدة صادفته أثناء الرحلة. بدأ تعليمه في منطقة المرقاب وبعد ان انتقل والده الى الشامية وكيفان التحق بمدرسة الشامية وبعدها الى مدرسة الغزالي، كذلك انضم الى فرقة الكشافة بعد نجاحه بالدراسة وكان هذا من شروط القبول الذي فرضه عليه المدرس مسؤول الكشافة في مدرسة الغزالي. شارك في الرحلات الكشفية المدرسية وكذلك شارك في المخيم الكشفي في الفنيطيس وتعرف على بعض الطلبة الكشافة في مدارس أخرى. وبعد التخرج اتفق مع بعض الزملاء على القيام برحلة طويلة حول العالم وبدأها من مدينة البصرة، وحصل انقلاب في بغداد وتعرض لمشاكل هناك، كما يحدثنا عن الرجل السوري الذي استضافه مع زملائه وكذلك ليتطرق بحديثه عن تركيا وأسطنبول والدردنيل وبيوت الشباب وكيف انتهت الرحلة بعد ان استغرقت شهرين حتى (صوفيا) ثم كيف بدأت العودة. يستعرض مواقف وأحداث من الماضي خلال هذه السطور التالية:سليمان صالح الزايد العبيد: في مستهل حديثه عن ذكريات لاتزال عالقة في ذاكرته عن أيام الصبا والشباب ومواقف وأحداث الماضي يتكلم عن مولده وبداياته قائلا: ولدت في المرقاب إحدى المناطق السكنية داخل سور الكويت - مقابل الأمن العام، وبعض أصحاب البيوت فتحوا محلات تجارية مقابل الأمن العام لبيع قطع غيار السيارات، وكانت ولادتي في المرقاب الداخلي في بيت جدتي لأمي وكانت تشرف على ولادة النساء وتطبب المرضى.
اذكر مقابل الأمن العام ساحة كبيرة كان يجلس فيها الشيوخ وكبار شخصيات الكويت وخاصة في الأعياد يستعرضون الفرقة الموسيقية والفرق الشعبية تقيم العرضات وكان المدرب رجلا عسكريا وكان من الجيران بيت المالك وبيوت أخرى لبعض العائلات.
واذكر من الجيران الذين عرفتهم عائلة الربيعان وعائلة البناي وعائلة المالك، واذكر ان الوالدة كانت تذهب الى البحر وتحمل على رأسها بقشة الملابس مع بعض نساء الجيران ويخرجن من الصباح قبل شروق الشمس لكيلا يراهن الرجال واذكر من جيران بيت جدي وجدتي بيت عائلة الركن وبيت المضيان والوهيب والقعود والخليفة وبيت أمرشيد وبيوت وعائلات كثيرة وكانت البيوت مبنية من الطين والسكيك صغيرة وضيقة، السكيك مفردها (سكيّة) واذكر أيام شهر رمضان، الأطفال كل واحد منهم يحمل صحنا من بيتهم الى بيت الجيران.. وكذلك البيت الذي يوزع أيضا يستقبل صحون الأكل من الجيران مع ان الحالة المادية بذلك الوقت سهلة وبسيطة لكن النفوس نظيفة وشبعانة ولا حسد بينهم، كان الرجل الكبير له مكانته بالبيت وبالفريج... حاليا تغير القديم.
البيت خلف سور الكويت
ثم يتحدث العبيد عن تغيير منزلهم فيقول: الوالد انتقل من المرقاب الى خلف سور الكويت وكنا ندخل باب الدروازة واذكر الجيران بيت ناصر الصولة والد الفنان ابراهيم الصولة وكان والده يبيع المواد الغذائية وما ينزل الى السوق كل في موسمه والدهن العداني واذكر عائلة الحبيب وبيت النصار وعائلة المصري والنويهض والرفاعي والفرحان والحمضان والوهيب كانت المنطقة مزدحمة بالسكان والجيران، أخوه أيضا كان البعض يسكن في عشيش بين دروازتي الشامية والبريعصي واذكر بعض العائلات الذين انتقلوا من القرى الى مدينة الكويت، وبنوا لهم بيوتا وتكونت منطقة المرقاب، اذكر بيت جدي كان فيه كُبَر وهو غير عن العشة.
والفريج مثل فريج الحشاش وفريج الخليفة وفريج الوهيب وفريج الوزان وكان يعرف الفريج باسم أكبر رجالات الفريج وأقدمهم بالسكن، وكنت ألعب مع بعض شباب المنطقة وكنا ننام ما بين صلاتي العشاء والمغرب ولا توجد تسلية للشباب إلا النوم. الوالد منعني من استخدام النغاري (الدراجة) وكان يعاقبني إذا ركبت الدراجة وكذلك أخي عبدالرحمن، والى الآن لا أعرف اركب الدراجة.
العقاب الشديد
الوالد رأى شابا يركب دراجة أو ان عمي أخبره بالموضوع، الشاب تقريبا يشبهني بملامحه، فاعتقد الوالد والعم اني راكب الدراجة وكان ذلك مساء، فناداني الوالد وضربني بالخيزرانة ضربا شديدا رغم انني لا اعرف ركوب الدراجة والوالدة تبكي، وفي اليوم الثاني أحضر لي الوالد حلويات بعدما عرف وشاهد ذلك الشاب الذي يركب الدراجة.
اعرف صديقا يلعب معنا بالمرقاب وصار في احدى السنوات وكيلا مساعدا في التربية كان دائما يخدم والده الكفيف ويسمع كلامه وهو في طاعته ووالده كان راضيا عنه، وكان الأب دائما يتابع أولاده واذا ذهب الوالد أو نقول الرجل الى الغوص والسفرو، الأم العودة أو أم الأولاد هي التي تدير شؤون البيت، رحم الله الكبار.
الدراسة والتعليم
يتحدث ضيفنا عن مشواره في طريق التعليم فيقول: كنا نعيش في بيت جدي مع والدي واخوانه، وجدي من الرجال المتعلمين وكان يقرأ القرآن الكريم واللغة العربية، كان جدي زايد ما يحب مدارس التعليم النظامي، وكان يردد بأن هذه المدارس تعلم الانجليزي، كان جدي - رحمه الله - متمكن من اللغة العربية وكان عنده بسطة بالسوق ومن يمر عليه يجلس عنده وجدي يقرأ عليه بعض آيات القرآن الكريم.
كان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر من رواد جدي ويجلس عنده بالسوق ويسمع منه بعض الحديث، كان يعمل خرازا لصناعة الجلود والنعل والأحذية ولذلك كان يجلس عنده بعض الرجال يستمعون له وكان محله في براحة بن بحر، وكنت اتعلم عنده قراءة القرآن الكريم واللغة العربية ومبادئ الحساب فكان تعليمي جيدا منذ الخطوات الأولى من عمري وكان يسأل عن بعض العلوم من الطلبة مثلما كان يعمل ولذلك تعلم جدي وعلم الآخرين، توفي جدي وبعد وفاته سجلنا الوالد في مدرسة المرقاب وفي الفصل الأول - العاشر، ومن المدرسين عراقيون وفلسطينيون ومصريون واذكر الناظر عبدالرحمن عبدالقادر،
ونعم المدرسين والناظر، وأذكر الاستاذ يوسف وكان يعلمنا أغنية «أنا البطاطة حلوة اللذاذة» وأذكر الاستاذ فيصل عراقي الجنسية ومعنا بالصيف طالب اسمه صالح المرداسي متفوق علينا، وطالب آخر ولد المضيان والحليل وكنت دائما الثاني بالصف ولا أستطيع أن أتجاوز الأول وهو المرداسي ومعنا بالصف أخي عبدالرحمن ومما أذكر أنني كنت ممتازا باللغة العربية لأن جدي كان يعلمنا.
وصالح المرداسي أيضا من سكان المرقاب وفي الصف الثاني في مدرسة المرقاب، وأذكر الاستاذ نجم الخضر وكان يدرسنا الدين ومسؤولا عن فريق الاشبال.
فالمتفوقون بالدين يسجلهم وبفريق الاشبال وكان أيضا يختار من الطلبة الشطار ودائما كنت الثاني بالفصل فاختارني بفريق الاشبال، إلا أن الوالد رفض ذلك واستدعاه الاستاذ نجم الخضر وتعرف عليه وأقنعه فالتحقت بفريق الاشبال وصار عندي حب الكشافة بعدما انتقلت الى المتوسطة صرت كشافا.
الأمطار الغزيرة
في تلك الاثناء صارت سنة الهدامة الثانية وتهدم بيت الوالد ونقلونا بسيارات وكان نصيبنا في روضة طارق بالحي القبلي، وكانت معنا جدتي وبعد فترة شهرين نقلنا الى منطقة الجيوان.
في ذلك المكان وبعد نزول الامطار الغزيرة تلفت الكتب التي جمعها جدي بسبب مياه المطر، وكان من الصعب إعادة بناء بيوتنا أو حتى تصليحها، فتم تخصيص بيت حكومي للوالد وآخر لعمي وتم بيع البيت في أمصدة وخصص البيت لوالدي في كيفان وعمي محمد سكن قبلنا في كيفان مقابل ثانوية كيفان، وسكنا في البيت الجديد.
كنت في الصف الثاني الابتدائي والتحقت في مدرسة الشامية وناظرها عبداللطيف الصالح وذهبنا مشيا وكان الشارع الرئيسي الفاصل بين الفيحاء وكيفان وشارع آخر يفصل بين كيفان والشامية.
عندما عينت في الصف الثاني ابتدائي بالشامية كان الاستاذ يعلم الطلبة جدول الضرب والقسمة وأنا في المرقاب فقط تعلمت الجمع والطرح.
فكانوا سابقين المرقاب ولا أعرف الضرب والقسمة وبسبب المدرس كرهت الرياضيات والمدرس اسمه علي وتأخرت في دراستي من متفوق الى راسب في مادة وأخذت دائرة حمراء، بعض المدرسين يحببون الطالب في المادة وآخر يكره الطالب.
المدرس قال قف قول جدول الضرب، فقلت له ادرسه، فضربني كفا على وجهي.
أحد الطلبة سأله مدرس آخر فقال الطالب لا أعرف جدول الضرب فقال له المدرس بعد قليل ارجع لك اذا ما تعرف سوف أجحشك (الضرب على القدمين) والمدرس جحش الطالب أمام زملائه الطلبة، حضر والده الى المدرسة وقدم الطالب الى ناظر المدرسة وصارت غصة بالقلب.
كان التعليم ثلاث فترات الاولى والثانية والثالثة بعد معاقبة المدرس كرهت المدرسة وسقطت بالمادة ولا يوجد دور ثان للطالب وأعدت السنة الدراسية.
أذكر بالمدارس قديما توجد أنشطة مثل نشاط الأناشيد والألعاب والموسيقى والرسم، وكنت متميزا فيه واخترت الموسيقى والرسم من الانشطة التي تميزت بها، وحفظت نشيد:
موطني موطني
الجلال والجمال
والأهلة والكمال
في علاك في علاك
وأديت الدور مع الطلبة وحضر المرحوم الشيخ عبدالله الجابر ومجموعة من المدرسين.
توقف نشاطي على الأناشيد والرسم، ولم أتعلم آلات موسيقية.
مدرسة الغزالي والكشافة
عن انتقاله الى مدرسة الغزالي والتحاقه بالكشافة يحكي العبيد هذه القصة:
نقلت مع مجموعة طلبة من مدرسة الشامية الى مدرسة الغزالي في منطقة الشويخ (ب) بسبب ان مدرسة الشامية قد امتلأت بالطلبة الذين يحضرون من كيفان والشامية والفيحاء والخالدية وفيها طلبة من الوافدين من جميع الجنسيات، وأذكر أن ناظر مدرسة الغزالي المرحوم الاستاذ محمد الانصاري رحمه الله، وفيها حاولت أن التحق بالكشافة ولكن لم أوفق وتحايلت على القبول.
وكان قائد الكشافة الاستاذ محمود رمضان وقال إذا تفوقت بالدراسة أقبلك بالكشافة، وأذكر أن المدرسة تضم طلبة من جميع الاعمار البعض يكون عمره مناسبا وآخر يلتحق بالمدرسة عمره أكبر من السن القانونية.
وبعد النجاح والتفوق قبلت بالكشافة، ومن الضروري أن يكون مشرف الكشافة بالمدرسة مدرس تربية بدنية، قبلت بالكشافة واستمتعت فيها بسبب الرحلات والزملاء الذين معي والعمل الجماعي، وطلعات البر ونصب الخيام والملابس الكشفية، الكشاف قديما يقوم بعمل مراقب بساحة المدرسة وله الاحترام الكبير من إدارة المدرسة والطلبة، له قيمة ومكانة في المدرسة وأمام الفرق المدرسية الاخرى وخاصة أيام المعسكرات الجماعية، الكشافة علمتنا حب الوطن وحب الآخرين الكشافة علمتنا الاعتماد على النفس.
تعلمت الطبخ وعمل الشاي، وكل مدرسة تمتاز بطلابها، وكان المغفور له الشيخ عبدالله الجابر يزور المخيم الكشفي الذي يقام في الفنيطيس ويقدم هدايا للمدارس خروف لكل فرقة كشافة، شاركت في أول رحلة مدرسية في المطلاع أو المنقف، مناطق بعيدة والمدرسة وإدارة الكشافة والتربية البدنية يحددون أماكن الرحلات وأذكر يحضر مفتش الكشافة ويزور المعسكرات الكشفية.
وكان المرحوم علي حسن العلي له الدور الكبير في قيادة الكشافة في الكويت واذكر فائق طهبوب وغازي شبلاق.. وهما يزوران الفرق الكشفية اثناء الرحلات ويحضران حفلات السمر.
بداية الرحلة الكشفية وعندما نصل الى مكان الرحلة نرفع علم الكويت ونبدأ في نصب الخيام وكل طليعة تعمل مع بعضها البعض.
الكشافة علمتنا كل شيء، والاعتماد على النفس والتعاون مع بعضنا البعض، ونجهز المطبخ والحمام.. إذا انتهينا نوزع الأنشطة، وفي معكسر الفنيطيس يكون التعارف بين الكشافة من جميع الفرق التي التحقت بالتمثيل في الكشافة وخاصة اذا كانت التمثيلية تاريخية، وقلدت عبدالعزيز الهزاع الممثل السعودي، وأحيانا نعلق ونقلد المدرس في حركاته.
وأقول ان الأكل كل يوم شكل ونوع ومرات الأكل مالح وأحيانا قليل الملح أو فلفل حار أو محروق ولكن أمضيت حياتي بالكشافة واستفدت منها، نقيم الصلاة في جميع الفروض جماعة بفرقة الكشافة والامام أحد الطلبة، ويبدأ نشاط الكشافة بعد الغداء استعدادا لحفل السمر الليلي وندعو كشافة بعض المدارس وبعد العشاء يبدأ حفل السمر وابريق الشاي والعدس عشاء الليل.
وعن حفلات السمر في ليالي الكشافة يقول: يبدأ حفل السمر بالليل ويحضر مدرس ومشرف فرقة الكشافة وتشارك جميع الطلائع وكل طليعة تضم ما بين 6 أو 8 كشافين وبعد انتهاء حفل السمر يبدأ توزيع الحراسة حول المعسكر، أقول ان الكشافة فيهم متقدم ومبتدئ، والرحلات الأسبوعية في المنقف والفنطاس والمخيم الكشفي الكبير في الفنيطيس، جميع كشافة مدارس الكويت وفيها التعارف بين الكشافة، فكنت دائما أشارك بالكشافة، كانت الحراسة في المعسكر لمنع كشافة مدارس أخرى من السرقة وخاصة سرقة علم المعسكر ويكون اتفاق بين مدرس كل فرقة كشافة كي يعملوا الطلبة على الحرص.
وفي المعسكر الكشفي بالفنيطيس اذكر الأخ بدر ناصر العبدالجليل وفهد الخبيزي ومساعد ومشيلح المشيلح، وسلمان المشيلح والد اللاعب بنادي النصر اسمه عبدالله، اذكر قبل المعسكر الكشفي صار لي موقف مع الأخ عبدالله المشيلح حضر عندي راكبا الدراجة من صلاح الدين الى كيفان، كنا نريد الذهاب الى مطار الكويت لاستقبال أحد الشخصيات العربية ونحن كشافة وكان بالسابق الكشافة يذهبون لاستقبال ضيوف الكويت عندما وصل عبدالله المشيلح قال انت اركب الدراجة وانا اركب بالخلف فقلت له لا اعرف ان أقود الدراجة فقال «لماذا لم تخبرني.. أنا تعبان من قيادة الدراجة» هذه من قصص الكشافة بذلك الزمن الطيب والصداقة الحميمة الطيبة، وبدأنا نمشي من كيفان حتى مطار الكويت منطقة النزهة حاليا.
مدارس معسكر الفنيطيس
شاركت جميع المدارس في معسكر الفنيطيس الكشفي اذكر ثانوية الشويخ والكلية الصناعية والخليل بن أحمد والرميثية والأحمدية والمباركية ومدارس قرى الكويت، والمعسكر الكشفي في الفنيطيس يتكون من عدة معسكرات وكل معسكر يضم مجموعة من المدارس ولكل مدرسة مخيمها الخاص بها داخل مخيم الفنيطيس ولمدة أسبوعين، كنا نتعارف مع بعضنا البعض ونستخدم الرسائل فيما بيننا بعد انتهاء المخيم الكشفي، واذكر كل يوم اثنين المرحوم الشخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ووزير التربية - رحمه الله - يزور المعسكر الكشفي - ونحتفل بوجوده ونحتفل بوجود الأهالي الذين يزورون أبناءهم في المعسكر الكشفي ويحضرون معهم الفواكه والأكل، واذكر الشخصيات التربوية الذين يتواجدون في المعسكر ومنهم المرحوم عيسى الحمد أبوالرياضة والمرحوم محمد النشمي وفائق طهبوب ومحمد القوفا بوشاهين وعلي الحسن، اذكر يوم الوداع نبكي ونحن نسلم على بعضنا البعض، وننتظر حتى العام التالي ونشاهد بعضنا البعض.
مراحل التعليم
يتحدث العبيد عن مشواره في التعليم قائلا: من أول خطوة في التعليم من أولى ابتدائي الى سنة رابعة ابتدائي وفي أولى متوسط في مدرسة الغزالي ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن أحمد المتوسطة.
كان ناظر الخليل بن احمد المرحوم خالد المسعود الفهيد الذي صار فيما بعد وزيرا للتربية وكان الوكيل مسعد القديري الذي صار ناظرا لمدرسة فهد العسكر، خالد المسعود كان صار تفكير كبير وعندما صار عضو مجلس أمة ووزيرا للكهرباء وبعد ذلك وزيرا للتربية وفتح مدرسة التعليم التجاري الصباحي في مدرسة المثنى في شارع فهد السالم والدراسة لمدة سنتين الطالب يحصل على دبلوم تجارة، استمررت بكشافة التجاري في الصيف تطوعت في الجوالة، اسم فرقتنا طارق بن زياد في الشامية وكان القائد يوسف الشريكي.
اذكر بدر العبدالجليل وفهد الخبيزي ومحمد الساعد وخالد الشافي هذه المجموعة جوالة صيفية.
أنهيت السنتين وحصلت على دبلوم تجاري تخصص، كنت افكر ان أقوم برحلة كشفية حول العالم، كان عندي حلم ان أؤسس بيتا وان اعمل ولكن كنت افكر بالرحلة قبل العمل.
بداية الرحلة
كنت جالسا مع صديقي هاشم حسين الكبسي وكنا نتحدث ونخطط للمستقبل وقلت له ان شاء الله عندما أنهي الدراسة وقبل العمل أريد أن أقوم برحلة جولة حول العالم البداية الى مصر هل ترغب في أن تشاركني بالرحلة فوافق والسفر على الدراجات بالرغم من أني لا أعرف قيادة الدراجة أو تذهب بالطراد بحرا، وكان قبلنا من قام بالرحلات مثل عثمان اليحيى وآخر وصل الى أميركا والعقيل قام برحلة بواسطة الدراجة وكانت عندنا أفكار البداية كنا اثنين ثم التحق معنا محمد عيسى من أهل الفنطاس، واستخدمنا دفتر الخرائط وخططنا الذهاب من العراق والاردن وسورية ولبنان وبالباخرة الى الاسكندرية الى القاهرة الى المغرب العربي، ونحن نفكر ما عندنا اي مبلغ فذهبنا الى مركز الكشافة وقابلنا المرحوم علي حسن العلي وطلبنا منه المساعدة أن يعطينا كتاب توصية فقال ممنوع، وذهبنا الى يوسف الشريكي، وقال انتسبوا الى الجوالة ونساعدكم على كل ما تحتاجون له صرنا ثلاثة ونذهب الى السفارات للحصول على توصية، فكرنا بالسيارات الوسيلة السليمة.
محمد فهد العيسى لم يواصل العمل معنا واستبدل عنه حسن أحمد الناصر،وآخر محمود حسن النبهان
أول سفارة ذهبنا لها السفارة العراقية التقينا بأحد الكشافة اسمه شاهين وسألناه عن طريق الرحلة، وأرشدنا الى أن نبدأ حول البحر المتوسط، وافقنا على رأيه ولا عندنا أي فلوس، فكرنا وحسبنا ان تكون الميزانية أربعمائة دينار، على أن نستخدم القطار السريع كانت الرحلة عام 1999.
وفي بداية الرحلة، اتفقنا نحن والمجموعة على كيفية جمع المبلغ، فكانت أول خطوة كتبنا رسالة للمرحوم الشيخ عبدالله الجابر وكان وزيرا للتجارة، وقابلناه وسألنا عن أهالينا وأعطانا ظرفا فيه مبلغ من المال وقال كونوا خير سفراء لوطنكم كان المبلغ مائتي دينار وقدمنا رسالة للمرحوم الشيخ صباح السالم أمير الكويت الاسبق.
وحصلنا على مبلغ وكذلك رسالة للمرحوم الشيخ جابر الأحمد، وقال لنا تستاهلون، ورجعنا الى مكتب صاحب السمو الأمير وقابلنا محمد درويش العرادي وحصلنا على مائتي دينار، وذهبنا الى جريدة صوت الخليج رئيس تحريرها المرحوم باقر خريبط.
كان اسم فرقتنا «نسور الخليج» فلذلك ذهبنا الى صوت الخليج، ورحب فينا وطلبنا منه كاميرا لكنه أعطانا خمسين دينارا لشراء الكاميرا، والد حسن الناصر شرط علينا نجاح ولده في الدراسة وتعاونا على تدريسه وحصل على الشهادة.
بدأنا بالرحلة من العراق، ولكن في ذلك اليوم حصل انقلاب عسكري، وأغلقت الحدود، الوالد عنده سيارة جيب هو الذي نقلنا بسيارته رجعنا من المطلاع.
ذهبنا الى البنك البريطاني، نصف المبلغ حولناه (ترافل شيك) لكيلا يضيع والباقي بالدينار العراقي، وبقي القليل من الدينار الكويتي، اليوم الثاني سافرنا بسيارة الوالد وصلنا البصرة وسكنا في فندق البلاد ومعنا الوالد، وبعد ذلك واصلنا السفر من البصرة الى بغداد، وركبنا باص سفر كبيرا والتفتيش على طول الطريق الى بغداد.
بغداد وإلقاء القبض علينا
قبل الوصول الى بغداد حدثت محاولة انقلاب ونمنا على جسر بغداد وبعد صلاة الفجر دخلنا بغداد وبدأنا بالتصوير وشاهدنا الدماء في الشارع. ونحن نريد التصوير وكنا بملابس زرقاء، أثناء التصوير انتبه الينا رجل أمن برتبة عقيد، وأمسكوا بنا فقلنا لهم نحن كشافة، لكن الكلام لم ينفع قبضوا علينا وكان الاستعداد بإطلاق النار علينا، لكن أحد العسكريين أخذ جوازاتنا وأخذ الكاميرا وقطع الفيلم وكسر الكاميرا، وقال ان شافكم بالعراق كلها سيعدمكم.
تعلمنا الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والمحافظة على بعضنا البعض، وحادثة بغداد جعلتنا متماسكين بقوة، أصبحت حياتنا مرتبطة ببعضنا البعض.
انقلاب الباص
خرجنا من بغداد بالسيارة بواسطة سيارة الأندلس، ركبنا الباص الى الأردن بعد الغداء، أكلنا العيش والكباب العراقي وكنت مصابا بالصداع نزلنا السوق واشترينا جدر للأكل ووضعنا بداخله الأكل الذي بقي من الغداء.
وضعنا أغراضنا داخل الباص وعندنا «رادو» وركبنا الباص طوال الليل وفجأة انقلب الباص ونحن بداخله مع العائلات وخرجنا نحن الشباب من الباب ونساعد الناس وبعد خروجهم من الباص، بدأنا بتعديل الباص، وكان الانقلاب عند الرمادي.
فكرنا أننا وضعنا الاكل بالجدر ومع انقلاب الباص صرنا نبحث عنه حتى وجدناه ووضعنا الاكل وأكلنا نصف الاكل، المهم أصبحنا اليوم الثاني وأحضروا باصا آخر وركبنا فيه وواصلنا السفر، السائق انكسرت رجله، وصلنا الى الاردن وتجولنا في عمان وصورنا بعض المواقع والأماكن وعند المفرق وفيها مقاه وسكنا في مكان للجوازات قرب درعا، وصلنا جيل المهاجرين ودخلنا الى سورية وبدأنا نبحث عن بيت الشباب وصلنا الى منطقة المزرعة التي يقع فيها بيت الشباب بواسطة سيارة باص وقت الظهر، لكن كان الباب مغلقا ولم نستطع الدخول.
سائق الباص الذي أوصلنا دعانا لأن نتغدى عنده في بيته، نحن أربعة والبيت صغير المهم دخلنا عنده وسكنا على سطح البيت وأبلغ جيرانه وقال لهم عندي ضيوف، وكل واحد من الجيران أحضر أكلا وبعد الغداء الساعة الرابعة ذهبنا الى بيت الشباب ونقلنا أدواتنا وسكنا في بيت الشباب وأعطيناه المقسوم، ورفض أن يأخذ المبلغ وصورناه مع بناته.
بيت الشباب في المزرعة
بعد الظهر ذهبنا الى بيت الشباب في المزرعة السورية، ودعنا صاحب البيت الذي استضافنا في بيته وقال إذا رجعتم الى الكويت ابعثوا لي صور النبات، دخلنا بيت الشباب، وخصص لنا مكان، ونحن أربعة ووضعنا جميع أدواتنا وأغراضنا وكان البيت تغطيه الأشجار وبه الخضراوات والفواكه وفي البيوت كانت سورية خضراء بجميع الأماكن.
ذهبنا الى بردى وزرنا سوق الحميدية والتقطنا صورا وزرنا المتحف الحربي وكذلك زرنا المتحف الوطني والتقطنا صورا داخل المتحفين وزرنا بيت العظمي، تجولنا بجميع الأماكن، بيت الشباب يضم جميع الجهات وشاهدنا في بيت الشباب خريطة مخططا عليها كلمة فلسطين بالقلم الأحمر، وكان مكتوبا عليها اسرائيل وشطبت الكلمة وكتبت على الخريطة فلسطين، وفي يوم من الأيام كتبت عليها اسرائيل وكان الذي يكتب واحد أجنبي بالليل إذا ناموا ضيوف البيت ذلك الشاب هو الذي يغير الاسم. بيت الشباب فيه مطبخ واحد لجميع ضيوف البيت الذين يسكنونه.
قال المسؤول: تابعنا وعرفنا من الذي يشطب ويغير الاسم، فعند الفجر عرفنا ان الذي يكتب شاب سويدي يهودي سكن في البيت لفترة. وبعد دمشق سافرنا الى مدينة حمص ومنها الى حماه وحلب على أساس ان نحجز منها الى تركيا وتم الحجز بالقطار ويعرف بقطار الشرق السريع وهدفنا اسطنبول.
ويعرف عنه الكثير انه يصل الى المانيا ويبدأ من مدينة البصرة، والقطار متعب جدا واذكر انه يتعطل ويسير على الفحم، ونشم رائحته ولمدة 3 أيام من حلب الى ان وصلنا اسطنبول وتعرفنا على ناس كثيرين، وتعرفنا على رجل والده عماني وأمه باكستانية ويعيش مع والدته في باكستان ويتحدث اللغة الانجليزية والعربية ببساطة وتعرفنا على رجل صومالي وزار الكويت بعد سنوات واشتغل خياطا اسمه محمود الصومالي.
وصلنا اسطنبول وتعجبنا مما شاهدناه وخاصة أحد المساجد وبداخله 6 أسواق، ذهبنا الى بيت الشباب وسكنا بداخله وصورنا الجسر وكان يفتح وفي تركيا الأوروبية وتركيا الآسيوية من أبدع ما يكون أمضينا الأيام.
تعرفنا على رجل بالسوق وخلال الحديث معه عرفنا انه سفير الكويت في تركيا ودعانا ولم نذهب له. قضينا 5 أيام في اسطنبول في بيت الشباب، وكان مهيئا للشباب وخاصة في أيام الصيف تعرفنا على السفير داخل أحد الأسواق القديمة كيف؟ شاهدنا سيدة وقالت صوروني وكانت للحيلة، ومسكونا انتم صورتوا السيدة قلنا لم نصورها تدخل رجل وقال هل صورتوها قلنا لا، لم نصورها، والرجل هو السفير الكويتي وكانت آخر أيام في اسطنبول والوقت كان محدودا، وبعد ذلك سافرنا الى بلغاريا بواسطة الباص.
شكرا لجريدة «الأنباء» على هذا العمل التاريخي والتسجيل للشخصيات الكويتية وللعرب الذين قدموا خدمات لهذا البلد الطيب المعطاء، شكرا للأستاذ منصور الهاجري الكاتب والباحث في التراث والتاريخ ومقدم البرامج في الإذاعة والتلفزيون.
قصة جدتي
جدتي اسمها فاطمة البحر، بشرتها بيضاء شقراء، عيونها ملونة، وأثناء وجودنا في روضة طارق حضرت عندنا طبيبة أجنبية بشرتها بيضاء وسألت جدتي هل انت كويتية فقالت نعم بنت بحر البحر وبشرتنا بيضاء وبعد فترة نقلنا.
خطأ تغيير الأسماء
يتحدث العبيد عن خطأ يحدث بتغيير بعض الأسماء القديمة للمعالم الكويتية وعن ذلك قوله: من أخطاء وزارة التربية على سبيل المثال ان ثانوية كيفان اسم قديم منذ الستينيات وعدد كبير من الطلبة الكويتيين والوافدين تخرجوا منها وشهاداتهم مختومة باسم ثانوية كيفان الا ان الوزارة غيرت الاسم وأطلقت اسم المرحوم حمد عيسى الرجيب على الثانوية، ونعم الرجل أدى خدمات جليلة وكبيرة لكن لا أطلق اسمه على معلم تربوي قديم.. ومعروف عند أبناء الكويت، اذا وزارة التربية مصرة على اطلاق أسماء رجالات الكويت على المدارس تختار مدارس حديثة جديدة وتطلق الاسم عليها أما انها تغير اسم مدرسة قديمة فهذا لا يجوز والنعم برجالات الكويت لكن لا تشوهوا الماضي وبما عرف عند أبناء ورجال الكويت، أتمنى من المسؤولين بوزارة التربية المحافظة على أسماء المدارس القديمة خدمة للتاريخ والتراث الكويتي للأجيال القادمة من أبناء الكويت، أطلقوا أسماء الرجال القدماء على المدارس الجديدة والشوارع ولكن لا تغيروا معالم التربية ومدارسها.