- ولدت في قضاء صفد بأرض فلسطين والصهاينة كانوا يضربون الناس بالأسلحة لإجبارهم على ترك منازلهم
- الوالد أنشأ مدرسة في قرية حاتم وطلب المساعدة من الحكومة الأردنية فأرسلوا له مدرسين
- والدي كان أول من زرع الزيتون في القرية بعدما ترك فلسطين وكنا نزرع القمح والعدس والبطاطا
- كنا ندرس صغاراً على فترتين والمراجعة على ضوء السراج والتكنولوجيا الحديثة أثرت على التعليم
- كان الناس في الماضي يتمتعون بصحة جيدة ولا يسهرون وكبار السن يذهبون لصاحب الراديو لسماع الأخبار والأغاني
- في الصف السادس كنت أصلي الفجر ثم أذهب إلى شجر الزيتون لنقطف الثمر مع الوالد وبعدها أذهب إلى المدرسة
- بدأت إدارة التعليم الخاص عام 1976 الإشراف على المدارس الخاصة وكانت تقتصر على أبناء الوافدين في البداية
- إدارة الفرد للمدرسة أفضل من الإدارة الجماعية عن طريق الشركات
- الدولة في الماضي كانت تدفع 50 بالمئة من الرسوم الدراسية عن ولي الأمر للمدارس الخاصة دون أن يعلم
- كنت أمشي من قريتي إلى مدرسة «ملكة» 7 كيلومترات يومياً وأخرج من الشروق وأعود عند الغروب
- تميزت في النشاط الرياضي وألعب كرة القدم مدافعاً وفي ألعاب القوى شاركت في القفز العالي
- أول عمل لي كان في المدرسة الوطنية الجعفرية وكنت مدرساً شاملاً أدرس العربية والإنجليزية والرياضيات والتربية الفنية
- انخفاض مرتبات المدرسين يدفعهم إلى اللجوء للدروس الخصوصية.. وإكرام المعلم واحترامه واجب ليؤدي رسالته
- أعمل في مجال التعليم منذ عام 1960 وتعاملت مع كل الفئات بكل أريحية وشفافية
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل محمد حسن عودة خرج مع أسرته من قضاء صفد بأرض فلسطين إلى إحدى القرى الأردنية في خمسينيات القرن الماضي. قضى مشواره الدراسي في مدارس مدينة إربد وأتم دراسته الجامعية في بيروت. حضر إلى الكويت في منتصف الستينيات وكان في نيته أن يذهب إلى أميركا بعد سنتين لكن شاء الله ان يستمر إلى الآن.
عمل مدرسا في المدرسة الوطنية الجعفرية وكان مدرسا شاملا يدرس اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات بالإضافة إلى التربية الفنية. يحدثنا خلال هذا اللقاء عن قدومه إلى الكويت وكيف كانت الرحلة التي استغرقت يومين وليلتين عبر الباص وكانت الأجرة دينارين، وعن طفولته في قرية حاتم الاردنية وكيف علم والده الناس هناك زراعة الزيتون.
يتطرق إلى الحديث عن التعليم في الكويت ولاسيما في المدارس الخاصة وعن مشواره التدريسي الطويل الذي يزيد على نصف قرن. يكلمنا عن أوضاع المدرسين والأسباب التي تدفعهم أحيانا للجوء إلى الدروس الخصوصية، وكذلك عن المساعدات التي كانت تصرفها وزارة التربية للمدارس الخاصة وإيجابياتها.
نتعرف على لمحات من حياة المربي الفاضل محمد عودة خلال السطور التالية:
يبدأ المربي الفاضل محمد حسن عودة حديثه خلال اللقاء عن مولده قائلا: ولدت بفلسطين في قضاء صفد وبعد ذلك انتقل الوالد الى المملكة الأردنية وسكن في مدينة اربد والتحقت في مدارسها.
وأما الدراسة الجامعية فقد أكملتها في مدينة بيروت وحضرت الى الكويت منتصف الستينيات وبداية عملي في المدرسة الوطنية ومنذ ذلك الوقت أعمل فيها مديرا مساعدا.
خرجت عائلتي من فلسطين الى الأردن وكنت طفلا صغيرا، كان والدي يسكن مع عائلته في القرية وكان الوالد وسكان القرية من الفلاحين والقرية منطقة جبلية مشهورة بزراعة الصبر والتين والعنب وفيها مزارع، ووالدي كان يعمل فلاحا في مزرعته، وبعد الهجرة الى الأردن لم يملك اي شيء، والبداية من قريتنا في فلسطين الى لبنان لأن المسافة قريبة وبعد ثلاثة أيام سافرت العائلة الى سورية ومن ثم الى الأردن.
مدينة صفد قريبة من جنوب لبنان وهي جبلية وقريبة من جبال الجليل.
سمعت من الوالد الكثير عن صفد، وقال ان الإسرائيليين كانوا يريدون إخلاء المنطقة من سكانها بأي أسلوب عندهم، كان الإسرائيليون يضربون الناس بالأسلحة وإلى الآن المنطقة خالية من سكانها الأصليين وجميع البيوت القديمة هدمت، وكان قرار الإسرائيليين هو طرد الفلسطينيين من ديارهم وإخلاء فلسطين، فقط قرية الجاهونة فيها بيت واحد، الفلسطينيون لا يملكون أسلحة، كان السكان يزرعون القمح والشعير والفواكه مثل الصبر والتين والعنب مثلما اشتهرت مدينة يافا بالبرتقال، وكان يصدّر للخارج والقرى المجاورة لها علاقة ببعض والبعض من جيل أبناء القرية هاجروا الى لبنان وسورية والأردن.
كان والدي الأكبر بين اخوانه وذهب الى الأردن ليؤمن مساكن لهم ولعائلاتهم، كان أهل الأردن قديما يعملون في صفد بالزراعة وكان للوالد علاقة معهم فذهب الى الأردن وسكن هناك، والجميع في سورية و10% في لبنان والوالد اشتغل بالزراعة في قرية لم يكن فيها شجرة واحدة من الزيتون، فما كان منه الا ان زرع الزيتون فيها بعد ما استقر سكنه فيها والقرية اسمها «حاتم»، وكان ذلك ببداية الخمسينيات، حضر وزرع الزيتون، حاليا يوجد اربع مصانع لعصر الزيتون في قرية حاتم وفيها أكثر من عشرين ألف شجرة زيتون، ويزرع الأرض التي يحصل عليها، وكان سكان شرق الأردن ما لهم بالزراعة، والزراعة كانت القمح والعدس فقط.
كان السكان يشترون الخضار والفاكهة من السوق وبوسط البلد يوجد ما يسمى المزبلة ـ التي ترمى بها الزبالة ـ والوالد زرع البطاطا، وأذكر في احدى المرات اننا بدأنا نحفر الأرض ونستخرج البطاطا، وأتذكر ان الكمية كانت كبيرة، هذا بالإضافة لزراعة القمح والعدس والشعير في تلك القرية، وتوفي الوالد عام 1992، وكانت الأمطار تنزل غزيرة بتلك الأيام، وسكان تلك القرية ناس طيبون جدا، ولاتزال علاقتنا ممتازة مع سكان القرية وأذهب لزيارتهم.
الدراسة وقرية حاتم
يتحدث عودة عن القرية التي انتقلت اليها الاسرة في الاردن قائلا: ادخلني الوالد في المدرسة الابتدائية في قرية حاتم وفي البداية لم تكن فيها مدرسة وبعدما سكنها الوالد رحمه الله انشأ فيها مدرسة تتكون من ثلاث غرف وساعده سكان القرية في انشائها، وكانت عبارة عن بيت عادي عربي والوالد كان ملما بالتعليم الابتدائي، فلذلك شعر بان ابناء القرية بحاجة الى تعليم، الوالد اتصل بمسؤولي التربية بالاردن وزودوه بمدرسين اثنين اذكر الاستاذ كمال والثاني الاستاذ نبيل من قرية اخرى من التربية، اذكر عندما كنت في الصف الثالث والرابع الفصل فيه ثلاثة مستويات بمعنى ثلاثة فصول.
الفصل الاول بجانبه الفصل الثاني وبجانبه الفصل الثالث، كل مجموعة امامهم مدرس يعملهم وذلك لعدم وجود فصول كافية بالمدرسة ولا تأثير على بعض، كانت المدرسة فيها ست فصول وفيها مدرسان اثنان، كان المستوى الاقتصادي ضعيفا عند المواطنين، واستمرت المدرسة لمدة 8 سنوات وفيها مدرسان اثنان، وكان الطلبة والمواطنون يحترمون المدرس.
حاليا قرية حاتم صار فيها اربع مدارس لجميع المراحل بنين وبنات والحكومة الاردنية لم تقصر مع اي طالب، واعتنت بالتعليم، جزاهم الله خيرا.
والتعليم حاليا في قرية حاتم من الابتدائي الى التعليم الثانوي، وهذا بفضل من الله والقائمين على التعليم في المملكة الاردنية الهاشمية، تعلمت الى الفصل السادس وكان المنهج قويا جدا في اللغة العربية والرياضيات والاجتماعيات، درسنا في الصف الرابع تاريخ الفينيقيين والآشوريين والبابليين، كان التعليم مجانا ويمكن مقابل شيء لا يذكر، وكل المنهج نصف دينار، اما الدفاتر من بقالات موجودة في القرية، والسعر زهيد جدا، وكان ترتيبي لا يتعدى الرابع او الثاني لأنه يوجد طلبة منافسون، احيانا اكون الثالث والطلبة لديهم قدرات متعددة، وكنت اتميز بمادة الرياضيات طوال سنوات الدراسة، حاليا تغير المنهج ولا توجد مادة اللغة الانجليزية في الابتدائي، ولا توجد عندنا دروس اضافية او مدرس خصوصي، الانتباه لشرح المدرس يكفي لأن يتعلم الطالب ويفهم ولا يوجد من يراجع لي بالمنزل فالوالد مشغول بعمله والوالدة ربة بيت.
سابقا الاعتماد على النفس هو الاساس ويتمثل بالانتباه لشرح المدرس في الفصل والذي يذكره المدرس لجبر الطالب على ان يفهمه.
كان المدرس يعطي الكثير من نفسه لا تلفون ولا دروس خصوصية، هكذا كان التعليم قديما.
التعليم والتطور
ويضيف عودة: حاليا اختلف كل شيء مع التطور والاجهزة الحديثة، الدوام على فترتين صباحا حتى الحصة الخامسة بعدها فترة غداء ونرجع العصر وندرس حصتين الى المغرب، ولا كهرباء والمراجعة على السراج اذا طال وقت المراجعة، لكن بعد صلاة العشاء الجميع يأكل العشاء وينام لكي يصبح نشيطا لليوم الدراسي التالي، كان الناس واولادهم يتمتعون بصحة جيدة جدا، والأكل الطبيعي ولا سهر في الليل ولا يوجد راديو، وان وجد عند احد السكان الكبار يذهبون لسماع الاخبار والاغاني، وكان يوجد مسجد واحد في قرية حاتم وكنت اذهب للصلاة مع الوالد.
كنا طلبة نستعد لليوم التالي بتجهيز الكتب والدفاتر، وكل طالب مسؤول عن كتبه في المنزل وكنا نعتمد على انفسنا، مع عدم وجود كهرباء.
أذكر عندما كنت في الفصل السادس كنت اصلي الفجر واذهب الى شجر الزيتون نقطف حبات الزيتون مع الوالد وبعد ذلك اذهب الى المدرسة وموسم القطف الشهر العاشر والحادي عسر وسقي الشجر على مياه المطر.
وتوجد آبار مياه للشرب أو ينابيع مياه بعد نزول المطر.
التعليم
أكملت الصف السادس في القرية وانتقلت الى مدرسة في قرية ملكه تبعد عن قرية حاتم سبعة كيلومترات ونذهب يوميا مشيا على الأقدام سبعة كيلومترات ذهابا ومثلها عودة إلى البيت والغداء كل طالب يأخذ أكله معه ونتغدى في المدرسة.
أخرج قبل الشروق وأصل إلى البيت مع الغروب. ونحن تقريبا ثمانية طلاب ودرست فيها السابع والثامن والتاسع، يوميا نجلس تحت شجر الزيتون ودروس العصر حصتان عملية وحصتان نطبقها داخل المدرسة ونتعلم الزراعة لأننا ابناء فلاحين، وحاليا القرية جميلة جدا فيها شجر الزيتون والكروم وجميع أنواع الفواكه، وعدد السكان حاليا اثنا عشر ألف نسمة، قرية ملكه أكملت فيها تعليمي وقرية حاتم بدأت فيها تعليمي وكان معي صديق اسمه صالح الطلال هو المنافس معي للمركز الأول ولكن كنت دائما أحصل على الترتيب الثالث. السلاح هو التعليم عند الإنسانية.
التعليم في مدرسة اربد
وأسهب ضيفنا في الحديث عن مشواره الدراسي قائلا: بعد الانتهاء من مدرسة ملكه وإتمام الدراسة حتى الصف التاسع انتقلت الى مدرسة مدينة اربد وأكملت تعليمي الثانوي فيها وتبعد عن قرية حاتم عشرين كيلو واستخدمنا الباصات التي تدخل مناطقنا للوصول إلى المدرسة.
الباص عام ينقل الركاب الى اربد وحتى العصر، جميع الناس يرجعون الى بيوتهم بنفس الباص، فنحن الطلبة كنا نستخدم ذلك الباص يوميا واستمررت بالدراسة حتى التخرج في ثانوية اربد.
الأنشطة المدرسية
كما يتعرض عودة للأنشطة التي مارسها خلال الدراسة لاسيما الرياضية فيقول: كنت متميزا بالرياضيات والمدرس بهذا الوقت دائما يذكرني لتميزي كذلك كنت لاعب كرة قدم في المدرسة وألعب دفاعا، كانت المملكة الأردنية تهتم بالرياضة بجميع أنواعها ومتوافرة لجميع أبناء الشعب وفي المدارس جميع ألعاب القوى وشاركت بالقفز العالي.
وشاركت في مباراة بين فريق ملكه وفريق قدم في قرية اخرى، في شهر نوفمبر حيث النهار قصير والشمس تغيب مبكرا، وفي الشوط الثاني شعرت بغروب الشمس وبدأ الظلام والطريق موحش جدا وديان صعود ونزول صار فكري كيف اذهب الى البيت والظلام فحملت كيس الكتب وركضت في هالأرض من الخوف بر وليل صعود ونزول وصلت بآخر نفس.. المهم كنت ألعب كرة القدم والقفز العالي محاولات في لعب الزانة ولكن لم استمر، المباريات مع فرق كفرشوم وكفر اسد وتصير التصفيات مع القرى وأذكر الاستاذ محمد العفانة كان يعلمنا في مدرسة ملكه.
مدرس واحد في كل مدرسة للرياضة جميعا نشاط وفصول المدرسة الثانوية مدرس لجميع فصول المدرسة و المدرس يأخذ ثلاثين حصة في الأسبوع أساسي.
كان عندنا فرقة كشافة ويقومون برحلات إلى عجلون والعقبة ولكن لم أشارك بالكشافة.
أما بالنسبة إلى النشاط الأدبي فأنا أحب اللغة العربية ولذلك قمت بكتابة بعض القصائد الشبابية وشاركت في مجلة المدرسة وأول مرة كتبت أحجية (فزورة) كانت عن مربعات وتستخرج منها كلمة وكانت عن واحة البريمي ونشرتها في مجلة الحائط وكنت في الصف الثالث الإعدادي أكتب نصائح للطلاب بعض الحكم وتعلق المجلة عند مدخل المدرسة أو بالقرب من الإدارة والمشرف هو الأستاذ عبدالله الآني وكان مدرس اللغة العربية.
العمل في الكويت
بعد ذلك يتطرق ضيفنا لخطوة فاصلة في حياته وهي القدوم الى الكويت حيث حصلت على الثانوية العامة وهي بعد شهادة المترك لان الصف السادس اختيار عام لجميع مدارس المملكة الاردنية وكذلك الصف التاسع واختيار الصف الثاني عشر ، اجتزت ثلاثة اختبارات وزارية، اما الدفعات من الخريجين الذين كانوا قبلنا كانوا يحصلون على شهادة المترك بإحدى عشرة سنة نظام التعليم.
انهيت الثانوية العامة قسم الأدبي، ومنها قدمت إلى الكويت للعمل مدرسا وكان أخي الكبير موجودا في الكويت يعمل مدرسا وكانت الفكرة ان احضر الى الكويت وسنتين أسافر إلى أميركا ولكن قدر الله أن ابقى هنا ـ وأخي طلبني ووصلت إلى الكويت بواسطة الباص من مدينة أربد وكانت الأجرة بدينارين.
كانت رحلة صعبة جدا، البداية ودعت الوالدين، كانت فترة صعبة والثاني السفر بالباص لمدة أربع وعشرين ساعة من أربد إلى الكويت، صعوبة في السفر والأكل والمصرف، الطريق بعيد جدا والباص قديم، وصلنا بغداد ومنها إلى البصرة إلى دولة الكويت يومين بليلتين ولم اكرر السفر وصلت الكويت 28/8/1966.
سكنت عند أخي راغب بمنطقة الشرق اتذكر دوار البركة وكان الجو حارا وكان أخي يعمل وكيل مدرسة وحضر إلى الكويت عام 1962.
المدرسة الوطنية الجعفرية
عن أول عمل له في الكويت يقول عودة: اشتغلت مدرسا في المدرسة الوطنية الجعفرية ومقرها في القادسية وهو المبنى الثالث للمدرسة، كان أول مبنى بالشرق بيت المعرفي وثاني مبنى بشارع الميدان والثالث في القادسية وحاليا المبنى الرابع في حولي.. باشرت العمل مدرسا في المدرسة واذكر الناظر سيد حسن الموسوي وعملت معه خمس سنوات وكنت مدرسا للغة العربية وتقريبا أيضا كنت مدرسا شاملا، أيضا درست الرياضيات والانجليزي وكذلك عملت مدرس تربية فنية ونصابي كان ثلاثين حصة في الأسبوع.
إلى الآن كثافة طلاب الفصل في المدارس الخاصة أعلى من مدارس الحكومة.. وما عندنا مادة الموسيقى.
والمدرسة كانت أول مدرسة أهلية على نظام وزارة التربية، أما مدرسة شملان بن علي فهي أول مدرسة ولكن على نظام الكتاتيب وكانت مجانية للأيتام والفقراء - المحرر).
واذكر من المدرسين القدامى في المدرسة الوطنية منهم ملا يعقوب واجتمعت معه واذكر مدير المدرسة سيد احمد حسن الموسوي وكان مدرسا بنفس الوقت ويعلم التربية الاسلامية وأخي كان أول وكيل لها.
واذكر أمين المخزن عبدالله الهندي وبعد ذلك صار مدرسا.
واذكر الاستاذ رشيد شحاتة وكان يعمل بالمدرسة الجعفرية وقد حضر الى الكويت عام 1950 ولم يعمل بالحكومة، قديما الاشراف على المدارس الخاصة من قبل وزارة التربية لم يكن موجودا حتى عام 1976 وبعد ذلك بدأ الإشراف بزيادة عدد المدارس الخاصة.
اذكر كان عدد المدارس في ذلك الوقت بحدود عشر مدارس أو زيادة قليلة.
واذكر مدرسة الارشاد الإسلامي من المدارس القديمة ومدرسة النجاح ومدرسة بيت المقدس.
المدارس الخاصة وأبناء الوافدين
قبل تأسيس إدارة التعليم الخاص كان للمدارس الخاصة قسم يتبع وزارة التربية، وبعد سنوات بدأت إدارة التعليم الخاص وكانت المدارس الخاصة فقط يلتحق بها الطلبة من أبناء الوافدين، وكانت على مستويين مدارس على مستوى راق جدا ومدارس كانت تجارية، المدارس الراقية كان فيها طلبة وافدون وهم الأغلبية وفيها بعض الطلبة الكويتيين، العاملون في المدارس الخاصة من المدرسين يريد ان يعمل لكي يبقى موجودا لذلك المدرس يتعب بالعمل ويعطي من نفسه الكثير لأن المدرس يراقبه صاحب المدرسة والناظر والوكيل، عليه مراقبون بالإضافة لولي الأمر.
المدرس حريص على ان يعطي كل ما عنده من امكانيات من هذا المنطلق أبناء المواطنين يتعلمون الكثير والكثير، مدرسو التربية جيدون وممتازون لكن الخاص اكثر اهتماما بالطالب، هذا بالمدارس العربية.
بعض الطلبة في المدارس الأهلية يلتحق بالمدرسة فقط لكي ينجح ويكون مستوى الطالب متدنيا وضعيفا، بعض الطلبة يتواجدون خارج المدرسة، المواطن الكويتي المقتدر يسجل ابنه في المدارس الخاصة ذات السمعة الجيدة.
بلغ عدد الطلبة الكويتيين مرتفع وتقبل الطالب الممتاز ويوجد المدارس الأجنبية ومنها المدارس الأميركية والمدارس الانجليزية والمدارس الفرنسي، بالإضافة الى بعض مدارس الجاليات وأتشرف بعد عام 1991 بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي يوجد حاليا أكثر من مائتي مدرسة خاصة عربية وأجنبية بجميع مراحل التعليم.
مدارس الشركات والأفراد
يستطرد ضيفنا في الحديث عن المدارس في الكويت حيث يكمل قائلا: المدارس الخاصة العربية أو الأجنبية تعود ملكيتها أو ترخيصها اما لرجل واحد باسمه الترخيص أو لشركة (مجموعة أفراد) وهنا يوجد الفرق في الإدارة، أميل الى المدرسة الخاصة التي يديرها صاحبها (شخص واحد) وهو من الأفضل لأن الصلاحية المباشرة بيده وخاصة لما تحتاج المدرسة من مستلزمات ضرورية مستعجلة.
فالرجل الواحد يتخذ القرار بنفسه، واذكر أوائل الطلبة يتخرجون في المدرسة التي يديرها صاحبها وبعدما انتقلت ملكيتها لشركة ضعف التعليم والإدارة التي يديرها صاحب المدرسة بيده القرار ويتخذه بسرعة دون الرجوع لمجلس الإدارة، التعليم لا يتحمل الانتظار وحاجة المدرسة يجب ان تلبى في الوقت نفسه أو اليوم لكيلا يفوت الوقت وتنتهي فترة الحاجة لها حاليا.
المدارس التي تديرها شركات زادت عن المدارس التي يديرها أفراد.
والمدرسة التي أعمل مساعد مدير لها مدرسة يديرها صاحبها، فلذلك عندنا النجاح بارتفاع بين الطلبة وعندنا جميع الأطياف من الطلبة. والمدرسة شاملة.
مساعدات وزارة التربية
ويتحدث المربي الفاضل محمد عودة عن بعض المشكلات التي يواجهها التعليم الخاص في الكويت، ويذكر مسألة المساعدات من وزارة التربيةللمدارس الخاصة قائلا: قبل الاحتلال الصدامي للكويت يوم 2/8/1990 كانت وزارة التربية تقدم مساعدات مادية للمدارس الخاصة العربية لجميع طلبة المراحل التعليمية وكانت تلك المساعدات أساسية ومهمة للتعليم، وضعف التعليم الحالي بسبب عدم المساعدات فكانت الدولة ممثلة بوزارة التربية تدفع 50% من الرسوم الدراسية عن ولي الأمر عن كل طالب دون ان يعلم ولي الأمر.
وكذلك تدفع ثلاثين دينارا رسوم امتياز للمدرسة المتميزة وكانت ثلث الرسوم.
كانت الدولة تدفع مبالغ كبيرة للمدارس الخاصة وبذلك كانت وزارة التربية تتحكم بالمدارس لأن بيدها المال الذي تصرفه على المدارس، فالمدرسة التي فيها عجز او مخالفة لقانون وزارة التربية لا تصرف لهم المساعدة الا بعد ان يتم تصحيح المخالفة، فالمدارس لا يوجد فيها مخالفات وان وجدت تسارع لتصحيحها لكي لا يخصم عليها من الأموال المخصصة لها من قبل وزارة التربية، فالتربية وإدارة التعليم الخاص لها الحق في أن تدقق في كل شيء حتى تصرف الاعانة للمدارس، حتى لو ان سور المدرسة غير مصبوغ تطلب الوزارة منهم صبغه، بيدها الورقة الرابحة، ولي الأمر يدفع الثلث ووزارة التربية لا تدفع للطالب الكويتي الذي يتعلم بالمدارس الخاصة والسبب ان الطالب الكويتي متوافر له التعليم النظامي ومن دون رسوم، فولي الأمر الذي يسجل ابنه في المدارس الخاصة مسؤول عن الرسوم للمدارس الخاصة هكذا كان قبل الاحتلال العراقي الغاشم للكويت.
حاليا الصندوق الخيري يدفع عن بعض الطلبة المحتاجين والذين لا يستطيع ان يدفع عنهم ولي الأمر، بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي أبناء الوافدين لم يدخلوا المدارس الخاصة ـ والبدون كذلك ـ فهذا أثر على المدارس الخاصة ،لكي ترفع مستوى التعليم في المدارس الخاصة أرى ان يعود الدعم للطلبة في المدارس، اذا نظرنا الى المدارس الخاصة في الوطن العربي ان المدارس الخاصة في الكويت تأخذ أقل رسوم على الطالب غير الدول العربية، عودة الدعم المالي للمدارس الخاصة يرفع مستوى التعليم لو قارنت المصاريف مع الدول العربية ترى الكويت أقل رسوما للطالب، الوضع المالي لمدرس المدارس الخاصة وضعه ضعيف ماليا جدا، وخاصة المدرس المتعاقد معه من الخارج لا ينفع الراتب المتدني مائتا دينار او ثلاثمائة دينار، يجب على الحكومة ممثلة بوزارة التربية أن تساند المدارس الخاصة ماليا وترفع راتب المدرس فوزارة التربية أقرت الرسوم ووضعت الحد الأعلى للرسوم.
المدارس العربية
ويكمل عودة: المدارس العربية حاليا شريحتان (أ) و(ب) راتب المعلم في الابتدائي 235 دينارا، مدرس المرحلة المتوسطة 250 دينارا، راتب مدرس الثانوي 300 دينار، لا يساوي حتى سكن، التربية عندما أقرت الرسوم الدراسية حددتها ورواتب المعلمين أيضا حددتها ولكن للأسف ان بعض أصحاب المدارس يتحايلون على القانون، بأن يعمل المدرس ولا يقبض راتبه كاملا، وبكل الوسائل يحاول صاحب المدرسة أن يربح.
لو ان الدولة تدعم المدارس العربية يرتفع مستوى التعليم والإحصائيات والدراسات لتكلفة الطالب في مدارس الحكومة نجد ان الطالب يكلف 3500 دينار معدل الوسط في العام الدراسي، أما الطالب في المدارس الخاصة 350 دينارا يوجد أكثر من 200 ألف طالب في المدارس الخاصة، الأب يريد ان يعلم ابنه والمدرس مع قلة الراتب اتجه لإعطاء الدروس الخصوصية منذ خروجه من الدوام المدرسي حتى الليل يريد ان يحسن من معيشته والعيش الكريم.. يقول الشاعر:
إن المعلم والطبيب كلاهما
لا ينصحان إذا هما لم يكرما
إكرام المعلم واحترامه وكذلك تقديره واحترامه لكي يعطي من نفسه، فإذا لم يحترم ما يستطيع ان يعمل، المعلم يريد الحياة الكريمة: إيجار بيت، ويأكل ويشرب وملابس وسيارة.
ايضا بعض المدارس فيها أخطاء وولي الأمر يشكو، عندنا الكتب نعطيها للطلاب برأسمالها الذي نشتريها به.
أقول يجب على وزارة التربية ان تساهم بمساندة مدارس التعليم الخاص خاصة المدارس العربية بالمال والدولة غنية تستطيع ان تساعد.
الناظر من قبل «التربية»
كذلك يتطرق عودة الى مسألة إدارية في تعيينات المدارس الخاصة حيث تعين وزارة التربية مدير المدرسة ،حيث يقول: إدارة التعليم الخاص هي الجهة المعنية بالإشراف على المدارس الخاصة واتجهت الإدارة منذ عام 1976 بدأ الإشراف الفعلي ويتمثل في تعيين ناظر حكومي لكل مدرسة عربية بالإضافة الى ان يكون وكيل المدرسة معينا من قبل صاحب المدرسة والوكيل حاليا مسماه المدير المساعد.
المدير دوره إشرافي على المدرسة وهو يثبت للإدارة ان المدرسة تطبق منهج التربية والتوجيه من قبل ادارة التعليم الخاص.
وحاليا أعدادهم أقل من السابق، وقديما كان الموجه له دور واضح والموجه يعين ممن له خبرة طويلة بالتعليم، سابقا كان المدرس يعطى دورات مكثفة عن المنهج إذا كتب الموجه تقريره وتوافق مع تقرير الناظر عن المدرس يوقف عن العمل اذا كان ضعيفا فمدير المدرسة له أثر كبير بالمدرسة.
سابقا ايضا كان يطلق مدير على ناظر المدرسة وحاليا عودة للماضي فاستخدم نفس المعنى.
نقل الطالب من الخاص الى العام يكون بإجراءات عادية والعكس صحيح خاصة بين المدارس العربية لأن المنهج واحد، ومرورا على إدارة التعليم الخاص، أما النقل من المدرسة العربية الى الأجنبية فيتم بموافقة المدرسة الأجنبية مع اختبار ومعادلة من التعليم الخاص.
بالنسبة لإقامة المدرسين يلزم الإقامة على المدرسة التي يعمل فيها، ونرى المؤهل العلمي إذا يناسب العمل وبعد ذلك يعطى كتابا الى التعليم الخاص لإجراء اختبار وإذا اعطي شهادة بأنه صالح للعمل مدرسا نضع له إقامة.
منذ عام 1960 أعمل مدرسا في التعليم وتعاملت مع جميع الفئات بكل أريحية وشفافية وأدركت التعليم الخاص منذ بدايته وتطوره والرقي به من مدارس قليلة الى ما نراه حاليا من عدد كبير من المدارس وتطورت المدارس. أذكر ان وزارة التربية رفضت قبول الطلاب الوافدين في مدارسها.
بالإضافة للطلبة البدون خرجوا من مدارس التربية فزاد عدد المدارس الخاصة بجميع المراحل منذ العام 1991، مستوى التعليم تدنى بسبب الاهل غير المهتمين بالعلم ولتدني راتب المدرس، وهو الاساس.
بعض المدارس الخاصة تطلب من المدرس ان يوقع على ورقة انه تسلم راتب الاجازة وهو لم يتسلم والتوقيع يقدم امام ادارة التعليم الخاص، وهذه حيلة وتغطية بأن المدرس تسلم جميع حقوقه، والمدرس مضطر ان يوقع لأنه يريد ان يعمل، اذكر انه عام 2003 سمح بالعمل للمدرسين الاردنيين وسافرت الى الاردن ولم احصل على مدرسا للعمل في الكويت بسبب تدني رواتب المدرسين، وبعض المدرسين العاملين في المدارس الخاصة كانوا يعملون بالمطاعم في الليل لتحسين دخلهم.
جميع المدارس العربية تدرس منهج وزارة التربية والمدارس تشتري الكتب وتبيعها للطالب برأس المال، والاسعار غالية.
سعر الكتاب الواحد 600 فلس، لكن الاسعار غالية، مثلا اللغة العربية اربع كتب والرياضيات كتابان.
الأنشطة بالمدارس الخاصة
وعن مزاولة الانشطة المختلفة في المدارس الخاصة، يقول عودة: اما الانشطة الرياضية فجميعها موجودة ونشارك بالكشافة والالعاب والمباريات، لكن المدارس الخاصة تنقصها الملاعب الرياضية، حاليا ومنذ عام 1991 اصحاب المدارس الخاصة استأجروا المدارس الحكومية وحولوها الى عدة مدارس ثلاث او اربع مدارس، يمكن فيها ملاعب، مدرسة جرير المتوسطة القديمة (صارت اربع مدارس)، اتحاد المدارس الخاصة موجود وله دور في العملية التربوية، بودي ان يكون هناك اشراف مباشر من التعليم الخاص ونأتي بنتائج طيبة، الاوائل على الكويت من المدارس الخاصة.
تعليم الأولاد
عن ابنائه وتعليمهم، يقول عودة: الحمدلله الذي رزقني بالاولاد، فأكبر اولادي اكمل الهندسة وحصل على الماجستير وتعلم في الكويت والجامعة في الاردن، وايضا باقي الاولاد والبنات متعلمون وحاصلون على شهادات جامعية.
بعض المدارس مبانيها مستأجرة من الحكومة وبعضها اراضي حكومية مؤجرة والمالك بناها واقام عليها مباني مدرسية ولمدة عشرين عاما، وبعض المدارس انتهى عقودها وتجدد بسعر اعلى عن الاسعار الاولية، العقد يقول ان الارض وما عليها يعاد للدولة وتجديد العقد حسب طلب الحكومة وبعض المدارس الحكومية تؤجر لأصحاب المدارس.