- جدتي كانت طبيبة شعبية تعالج الأمراض وتشرف على ولادة النساء
- الشيخ أحمد الجابر أرسل والدي لشراء مكائن مع بداية التنقيب عن النفط فغرقت بما فيها لثقل الوزن
- ذهبت ذات مرة للسوق لشراء أكل لـ «السخلة» فتبعني رجل غريب وأراد ضربي
- كنت أذهب إلى البحر لمشاهدة البحارة القادمين بسفنهم من الهند وأفريقيا
- كان من طالبات المدرسة القبلية ماما أنيسة ولطيفة البراك ومريم الصالح
- ولدت بفريج عليوة في المرقاب والتحقت بالمدرسة القبلية للبنات
- الحمد لله العلاج متوافر في ديرة الخير والدولة وفرت كل شيء للمواطنين
- كان الشيوخ يملكون خيولا ويتسابقون من دروازة العبدالرزاق إلى البريعصي
- عشت طفولتي وشبابي في بيت المرحوم الشيخ علي الخليفة وخصص سيارة لنقلي إلى المدرسة يومياً
- كنا قديماً نطبخ الهريس والجريش المطبق سمك والمجبوس اللحم وخواصر اللحم وكل واحد على قدر حاله أ
- بواب البيوت كانت مفتوحة على مصراعيها والجيران يزورون بعضهم
- المعرس كان يزف من المسجد بعد صلاة العشاء وخلفه فرقة العرضة البحرية
- أذكر من الفنانين القدامى جوهر اللنقاوي وعواد سالم وفرقة الزايد وسعادة البريكي
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفتنا هذا الأسبوع السيدة طيبة حسن علي البكر، تحدثنا عما أدركته منذ طفولتها ومرحلة الشباب وتعليمها في المدرسة القبلية للبنات وتذكر لنا زميلات الدراسة في ذلك الوقت، كذلك تحدثنا أم جاسم عن حياتها وتربيتها في بيت المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح، وعن منطقة «انجفة» الساحلية وقصر المرحوم الشيخ علي الخليفة ومن بناه. أم جاسم لديها ذكريات جميلة وقديمة وكذلك تحدثنا عن فريج عليوه ومن كان يسكن فيه وعن البحر والنساء اللاتي يغسلن ملابسهن، ماضي قديم ودولة حديثة أدركتها أم جاسم. أما عن الماضي فتقول ان والدها أرسله الشيخ أحمد الجابر الى البحرين ليشتري شيئا.. ما هو؟ كيف غرقت السفينة ومن الذي مات بالبحار.. السيدة طيبة البكر تحفظ الكثير من قصائد الشعراء وعن سيارة الشيخ علي الخليفة،وعن منطقة انجفة، والزواج قديما عند الكويتيين و«الجلوه» للعروس ويوم الزفة والتحوال. وسنشاهدها على شاشة تلفزيون الكويت في الأسابيع المقبلة وهي تتحدث عن التعليم قديما وزميلاتها وعن حياتها والسيارات والعادات والتقاليد... انها سيدة كويتية أدركت القديم والحديث، أطال الله في عمرها وأمدها بالصحة والعافية إن شاء الله.
في مستهل اللقاء، تتحدث ضيفتنا طيبة حسين البكر (أم جاسم) عن مولدها وبداياتها الأولى فتقول: ولدت في منطقة الدروازة بفريج عليوه مقابل منطقة الأسواق - بالقرب من المسيل، شارع واحد من براحة العبدالرزاق الى دروازة البريعصي - في تلك المنطقة يقطنها مجموعة كبيرة من الكويتيين - حوطة المرحوم عبدالله السالم تقع في تلك المنطقة وخلفها منزل المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح (رحمهم الله جميعا)، ويسكن تلك المنطقة العوازم والرشايدة، ومنهم عائلة المدعج وعائلة بن شنفا والمرشاد والدويلة والبريكي الجميعان وآخرون نسيت أسماءهم، كلنا في ذلك المكان، كنا نتزاور بعضنا البعض وأبواب البيوت مشرعة (يعني مفتوحة على مصراعيها) وناس تدخل على ناس ونعرف بعضنا البعض والفريج آه يا حلو الكويت وأهلها الأولين.
عشنا أسرة واحدة متعاونين متحابين نساعد بعضنا البعض، اليوم الكويت تغيرت في كل شيء نحن راحت علينا ما تعيشون به في هذه الأيام - 4 شهور جالسة في مكاني، لا أحد يزور أحدا، ولا من يسأل، قديما كان النساء يزرن بعضهن البعض ويتواصلن، إذا البيت ماشافوا فيه دخان يسألون عسى ما شر.. بعض المحسنين بالليل يدفع باب البيت ويضع كمية من التمر للفقراء والمحتاجين والعيش كان الكويتيون يساعدون الفقير والمحتاج، اليوم الخير زايد وكثير والرفاهية الزايدة لكن بعض الناس غير شبعانين وغير مقتنعين بما لديهم يريدون الزيادة، والدولة الله يعزهم ما يقصرون، مثلا الأرامل لهم راتب شهري والسائق والخير كثير، لكن البعض غير قانع.
كنا قديما الأكل نطبخ الهريس والجريش المطبق سمك والمجبوس اللحم وخواصر اللحم وكل واحد على قدر حاله، ولكن الغني يعطي الفقير، ما مات أي مواطن من الجوع، التكافل الاجتماعي موجود عند الكويتيين منذ الزمان القديم، النساء تخبز في البيوت واذكر ان البيت فيه عدد اثنين تاوة.
الحياة والتربية والدراسة
عن تربيتها تقول أم جاسم: حياتي وتربيتي في بيت المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح وأشرف على تربيتي وكنت فتاة مدللة عنده، وأدخلني في المدرسة القبلية مدللة، وكنت اذهب الى المدرسة بواسطة السيارة الخاصة للشيخ علي الخليفة، السيارة هدية من الملك عبدالعزيز آل سعود والسائق من الخدم الخاصين بالقصر اسمه فرج وقديما الناس كانوا صادقين فيما يقولون والسيارة اسمها «شعاع» وسعيدة خادمة مملوكة زوجة فرج وعندهما ابنتان كانتا تذهبان معي الى المدرسة صباح كل يوم والمرحوم الشيخ علي الخليفة إذا دخل البيت الجميع يحترمه ويقف محييا له، كان معنا يعيش في البيت الشيوخ سعود وناصر اخوان جابر الخالد الجابر.
عشنا وأشرف على تربيتنا الشيخ علي الخليفة الصباح، وخالد الجابر والدته من قبيلة العنوز تزوجها جابر وأنجب منها خالد.. وتزوج أم سعود وناصر من بدو الكويت. أمضيت بضعة شهور في المدرسة وتركتها وكنت في القبلية، وكان عندنا الطبيب السوري، وكان بالمدرسة بنات المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
ذيك الكويت الحلوة والناس الطيبون والفرجان والبيوت الجميلة... أذكر من الطالبات اللواتي درسن في المدرسة القبلية أنيسة محمد جعفر (ماما أنيسة) ومريم عبدالملك الصالح ولطيفة البراك، ومن المدرسات فلسطينيات وعراقيات كنا مجموعة من بنات الكويت، المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح خصص مدرسة تعلمني في البيت وكنا نسكن في «النجفة» وكان لها غرفة وملحقاتها في البيت واذكر الممرضة جميلة أم ادورد كانت عندنا في البيت، هذا ما قدمه لي المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح رحمه الله.
عائلة البكر
عن عائلتها تقول أم جاسم: أنتمي لعائلة البكر وأصولنا من مدينة بريدة في المملكة العربية السعودية ولكن عشت مع عائلة الشيخ علي الخليفة، واذكر من الماضي إذا نزل يلعب العرضة ويقابله المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح، يتقابلان في الحلبة، أيضا أذكر الشيوخ كانوا يجلسون بعد صلاة العصر في قصر نايف كل يوم، واذكر ان أهل الجوافل - أصحاب الجمال - يحملون العرفج ويدفعون الضريبة بالروبية الهندية، وابن عثمان الراشد عنده سيارة لوري، واذكر ان شاعرا يجلس مع الشيوخ وإذا مرت سيارة ابن عثمان يتطاير الغبار خلفها، فالشاعر قال هذه الأبيات:
قول لابن عثمان قِلّله
لا بحوش الحكم كلّه
راس ماله هالمواتر
شحنته عرفج وجلّه
يا جرار بوسط نايف
بين طماع وخايف
اشمهنتك من هالوظايف
ترى مهنتك عرفج وجلّه
وصلت الأبيات لابن عثمان الراشد فرد عليه.
ثمنت بيوت فريج المطار ابن عثمان اشترى له بيتا وكان مخصصا للمعاريس، وفيه غرفتان وأي مواطن عنده زواج يطلبه من ابن عثمان ويعطيه له مجانا لمدة أسبوع الزواج.. ولا يوجد فنادق بذلك الوقت وبعض المتزوجين يبقى مع زوجته فترة ويقرر بعدها الطلاق، قديما من الصعب جدا ان يقع الطلاق، الزوجة دائما في خدمة الزوج اليوم بعض الأزواج مالهم كلمة عند الزوج ولا أولاده.
الخطبة والزواج
عن الخطبة والزواج تقول ضيفتنا: كنت صغيرة أروح مع والدتي الى حفلات الأعراس والخطبة عن طريق الخطابة إذا لم تكن من بنت العم أو العمة أو الخال والخالة - الخطابة تسأل عن العائلات اللاتي عندهن بنات وتذهب الى البيت وبعدما تتعرف على أهل البنت تخطبها من أهلها والعائلتان يسألون عن بعضهم البعض الى ان يتعرفوا وتبدأ مراسيم الخطبة والنساء والرجال يذهبون الى أهل البنت يتقدمون لخطبتها ويكتبون الكتاب بالمسجد بحضور أهل العروس والمعرس والمهور حسب الحالة المادية لأن الأعمال بسيطة عند الرجال، والناس تمشي على الأرجل وكذلك النساء. واذكر ان أمير البلاد بسيارته واللوحات عليها علمان والناس يصفقون للأمير ويقفون احتراما وتحية له.
أذكر ليلة الزواج ان العروس أهلها يجهزون لها، والرجل يجهز غرفة النوم وما يحتاج له البيت وأهل المعرس يزفونه من المسجد بعد صلاة العشاء، وخلفه فرقة العرضة البحرية، واذكر جوهر اللنقاوي من الفنانين القدماء وعواد سالم... وفرقة الزايد وسعادة البريكي قبل عودة المهنا وبعدها أم زايد أمينة،
يزفون العروس
ويزفون العروس على زوجها وهي في بيت أبيها.
والبعض يعينون حوافة تخدم العروس لمدة سبعة أيام ويعطونها المقسوم، عمل الحوافة منذ أول يوم للزواج تعمل الريوق للعروسين، الشاي والحليب والبخصم والدرابيل والكيك وقرص العكيلي، لمدة سبعة أيام، اليوم الاول بعد الريوق يخرج المعرس ويذهب الى بيت والده، تقريبا بعد الساعة التاسعة صباحا وقبل صلاة الظهر يتجمع أصدقاؤه ومع فرقة العرضة يزفونه يقولون زفة الضحى، وبعض العائلات يزفون ابنتهم بالفرقة الشعبية، ويغنون السامري:
وهب السعد هبايبه للرياحي
يا شاري العقل والصلاحي
ويذكرون العروس باسمها أثناء الغناء.
وفي تلك الفترة الحوافة تطبخ غداء العروسين وبعد صلاة الظهر تقدم لهم غداءهم، وبعد صلاة العصر يخرج الى بيت أهله.
وبعد ثلاثة أيام أم المعرس مع اخوانها وبناتها وحمولتها تزور أهل العروس. في بيت والدها.
والثوليت والتحوال وهو انتقال الزوجة من بيت أهلها الى بيت أهل الزوج، والاستقبال يقدم فيه القهوة الحلوة والقهوة المرة العربية والشاي وتبدأ العروس حياتها في بيت الزوجية.
وأم الزوج تدعو أهلها وقريباتها وبناتها وتجلس أمام الحضور ويشاهدونها منهن من تنتقد العروس إما إنها جميلة أو غير جميلة قصيرة طويلة هكذا كان النساء. التحوال تنقل كل شيء يخصها وتملكه الى بيت الزوج، وقديما لا توجد سيارات إما مشيا حاملين الاغراض أو بواسطة العربانة التي يجرها الحصان، والعروس بعد العصر والزوج أمامها مع ذويها، والدته تستقبلهما، وإذا حضر والد الزوج مساء، الزوجة تقوم وتقبل والد زوجها، بعد أسبوع من التحوال تقول لها أم الزوج يا ابنتي عليك يوم بخدمة المنزل والطبخ والتنظيف، قديما في البيوت اذا كان يوجد فيه أكثر من كنّة (زوجة للأولاد) يعني ثلاثة أولاد أو أربعة أولاد متزوجين، كل زوجة عليها يوم خدمة للمنزل بأمر من الخالة والدة الزوج.
أذكر أن الحلو الذي يقدم القهوة مع التمر ولا يوجد حلويات مثل هذه الايام، ولا يوجد مثل هذه الايام كل شيء متوافر، كانت الناس على طبيعتها وما تملك، حاليا الناس ينظرون لبعضهم البعض ينظرون للمادة والله كان رازقهم ومعطيهم.
الأمراض والطب
كما تتحدث أم جاسم عن أوضاع الطب والصحة في كويت الماضي فتقول:
كان المجتمع الكويتي فيه أمراض والناس تشكو من تلك الامراض والعلاج بالاعشاب على يد طبيبات شعبيات وأطباء شعبيين يضمدون الكسور ويداوون العيون وأمراض البطن والصدر على نياتهم يرزقون. كانت جدتي أم عبدالله هيلة عبدالله البكر، طبيبة شعبية حضرت الى الكويت مع بناتها من مدينة بريدة وعندها علم الطب ومعها ولدها عبدالله وابنتها سارة.
وباشرت علاج المرضى بعلمها، ونجحت بالعلاج وبداية وصولها الى الكويت نزلت عند المرحوم شملان وهو الذي دفع اجرة الجمل الذي نقلهم من بريدة الى الكويت.
وقد تزوجت ابن طرموم لأن زوجها والد أولادها قد توفي هذه «جدتي» أنجبت منه خالتي حصتي، جدتي عندما وصلت الى الكويت كان عندها علم الطب الشعبي وتعالج المرضى من أبناء المدينة وأبناء البادية، كانت أمراض أبوصفار وتكوي المرضى بالصدر والفخذين والظهر، ويشفي المريض، أيضا جدتي كانت تشرف على ولادة النساء وتشرف عليهن، كانت تحتفظ بالعقارب الصغيرة في الزجاج والعقارب تأكل بعضها البعض، أذكر «عَكَسّة الدهن في بيت جدتي».
استقبال البحارة
من مشاهداتي القديمة كنت أذهب الى ساحل البحر مع أفراد عائلتي نستقبل البحارة القادمين من الهند وأفريقيا والفرق الشعبية تحتفل بالغناء ومعها الطيران والطبول الكبار والصغار يستقبلون القادمين من السفر، أذكر من الفنانين سعادة البريكي وفرقتها وعواد سالم وجوهر اللنقاوي وفرقته.
أذكر أن إحدى الفرق الشعبية احتفلت بالغناء أمام بيت والدي، وذلك لوالدتي بولدي جاسم.
والوالدة كانت زعلانة من الذي ناداهم فقلت لها لا أعرف.. المعاريس كانوا يشترون الذهب للعروس وكان الذهب رخيصا لكن الناس ما عندهم فلوس خاصة الطبقة العاملة الكادحة.
والدزة تتكون من قطع الملابس العباءة والثوب الجرجيس وقطعتي ثياب والملابس الداخلية والبوشيه. البنات ما شاء الله بصحة وعافية تشتغل في بيت الزوجية منذ الصباح حتى المساء، وإذا اشتكت فالطبيبة الشعبية موجودة. أنواع الذهب البناجر، الشميلات، المرتهش، الخرام، الحجول، والمضاعد، والمقمش، ودفة الباچله، والدفة المتينة وفخذك على فخذي، وبعد ذلك المضاعد الناعمة بالدرزن والبرزنين والنيرة الرشيدية بروبيتين والنيرة الحميدية بروبية ونصف، والدتي كانت تشتغل بالذهب.
قصر انجفه ووفاة علي الخليفة
توفي المرحوم الشيخ علي الخليفة وقبل وفاته بنى قصر انجفه ومعلم البناء كان خليفة البحوه ومعلم الأبواب والدريش (الشبابيك) أحمد بن سمحان ولكن سكنه لفترة قصيرة، واذكر كان في القصر الطيور والسلاح والخيول.
بعد وفاة الشيخ علي الخليفة حضر بعض الشيوخ ونادوني «يا طيبه انت واهلك اسكنوا في هذا القصر ولا تخرجوا منه» لكن الوالدة - رحمها الله - أخذت القرآن الكريم الذي كانت تقرأ فيه وانتقلت الى قصر بيان وحضر المرحوم الشيخ خالد الجابر وقال «يا طيبة» روحي اسكني عند أمي سارة حتي تخرج من العدة وتعودين، المهم ذهبت الى بيت أمي سارة في منزل المرحوم الشيخ أحمد الجابر 4 شهور و10 أيام وكان عندي ملابس، كان الشيخ علي الخليفة يملك خيولا للسباق، وكانوا يتسابقون من دروازة العبدالرزاق الى دروازة البريعصي، وكان ذلك الوقت أرض فضاء وكان من المتسابقين المرحوم الشيخ عبدالله الجابر والمرحوم الشيخ علي الخليفة والخدم شعورهم طويلة (عجايف) واذكر بعض التجار الذين يملكون الخيول، واذكر خيول الشيخ في حوطة كبيرة يملكها المرحوم الشيخ عبدالله السالم، فيها أبوعنير يشرف على الخيول.. وفيها أيضا خادم آخر.
والعوازم وهم يصنعون الحظور من الأقلامة في الليل أو بعد العصر والبناؤون يبنون بعد المغرب وصاح المعلم:
سرى ليل وجا ليل
وارخت نجومه
وعيني جزت عن لذيذ المنامي
الظهر الشمس حارة والرطوبة شديدة والعمال البناؤون يتعبون من العمل لا ماء بارد ولا ثلج ولا مراوح.
بعد سنوات تم انشاء ماكينة الثلج بالشرق ويضعون الماء بالليل في الغرشه والحب والبرمه لكي يبرد بالليل ليشرب الماء بارد بالنهار، والنوم على السطح على ضوء القمر، اذكر حارتنا شاهدت الغرشة تحسب انها رجل بالليل أخذت الهيب عمود حديدي طويل يستخدمه البناؤون كسرت الفرشة بالهيب وسال الماء البارد.
اذكر بعد العصر بعض النساء عندها التاوهة توضع على المركة وتحتها النار يصنعون الخبز المستدير الصغير ويضعون عليه الدبس الحلو ويوزع على الجيران.
الجار ما ينام جوعان، اليوم الجار ما يعرف جاره، في ذلك الوقت الأولاد كانوا يستخدمون الدراجات ولا توجد سيارات بمثل هذه الأيام والازدحام الشديد.
موقف غريب
تحكي أم جاسم موقفا غريبا حدث معها قائلة: يوم من الأيام كنت رايحة بيت أمي سارة التي أصيبت بمرض ارتفاع الحرارة وخاصة بعد وفاة المرحوم الشيخ علي الخليفة - رحمه الله - وكانت تجلس تحت المرزام والماء يصب على جسمها لكي تخف عنها الحرارة السيدة شوكة عيد آل، أخذتها الى ايران للعلاج هناك لعدم وجود أطباء وسافرت الى هناك وتلقت العلاج والدتي كان عندها ماعز (سخلة) أرسلتني الى سوق الجت لشراء الأكل لتلك السخلة، واشتريت الجت والتفت وإذا برجل يتبعني ودخل الى البيت خلفي وأراد ان يضربني، وهو الرجل الطيب محمد الحماد عم المستشار راشد الحماد.
حياة الوالد
أما والدها فتقول عنه:
والدي حسن علي البكر والدتي أكبر من والدي الذي كان يعمل بالسفن الشراعية بالبحر في سفن النقل الشراعي التي تسافر الى الهند وينقل التمور الى هناك وكان نوخذة سفر.
والدي توفي وعمره خمسة وأربعين سنة، الشيخ أحمد الجابر أرسل والدي الى البحر لشراء مكائن مع بداية التنقيب عن النفط الوالد سافر واشترى المكائن ووضعها داخل إحدى السفن، لكن كانت الحمولة أكثر مما تتحمل السفينة فغرقت بالبحر وفيها المكائن، والدي كان معه ولد اسمه حسين.
الوالد توفي قبل استخراج النفط في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر، الوالد كان عنده مجموعة من النخيل في البصرة وكان معه بالسفينة مجموعة من البحارة غرقوا، الحياة ما ترجع مرتين، الناس قديما أقوى من الناس حاليا لا تهتم كانوا فقط اشرب الشربات (الفيتمو).
عن خاطري
حاليا أشكو من عدة أمراض: السكري والضغط والغدة، والحمد لله العلاج متوافر في دولة الخير والادوية دائما يعطون اياها ومستمرة بالعلاج الدولة وفرت كل شيء للمواطنين، الحمد والشكر لله كل شيء متوافر للمواطن والوافد، الله يعز أميرنا الشيخ صباح الأحمد والله يحفظ الكويت من كل سوء ومكروه.
هذه بعض الابيات في حب آل الصباح:
المرجلة تحسبونها صرف دينار
وإلا القلم يوم خط بالمداوتي
الله يعز الصباح
بشوتهم في يد الخدام شطار
وشطفهم بالسكيك محذقاتي
الله يعز الصباح اللي لهم كار
شيوخنا من العصور الماضياتي
صالح قصير وغدا في موتره نار
وباقي ربوعه غدوا مثل البناتي
المرجلة يحسبونها صرف دينار
وإلا القلم يوم غطوا بالدواتي
ما شفتوا سيد.. يوم انقلب فار
ونخش في بركته يبقى النجاتي
يوسف تزبن في ربعة الدار
ويقول ويلاه يا شوفة حياتي
الله يعز الصباح حكامنا ويحفظ الكويت وأهلها.
المرحوم الشيخ علي الخليفة بنى قصر انجفة، فقال أحدهم مجموعة أبيات جاء فيها:
جعلك تبني قصر يا بوخليفة
قصرك اللي بنيته فوق راس الزبارة
ما يمره غريب ما تردد بسيفه
وقال هالقصر يا الربع كنه ضلع واره
جعل أفعاله سحاب تنتثر فوق سيفه
قالها الشاعر عبدالله وبران
وهذه أبيات وأذكر يوم من الابيات كنا نسكن انجفه والده ما عندها غير حليب واضعته في الليان تعمله روب قامت جدتي مع الوالدة شربوا منه، وأصابهم مرض فتم نقلهم الى سيد ياسين الطبطبائي وتأخروا كان عندنا امام القصر بيوت شعر والدتي ماسكة ببيت الشعر ونحن واقفات ومر علينا عبدالله البريكي وشاهدنا فقال علامكم؟
فقلت الوالدة وجدتي شربوا لبن «محيوف»، (لبن تسمم)، فقال هذه الابيات:
قالت الحبايب غابت الشمس ماجوني
نبهها هلن وأهلا وهلا ومرحب
حبيت عليها الخدم هل المواجيبي
عسى الله يجيب اللي الحاجات وسط البيت
تسفر على اللي بوسط الدرب يمشوني
نبهها هلا وأهلا ومرحبا حبيت
عليها أهل المواجيبي يهنوني
وأنا إن بغيت أنحر هلي قلت
ونظر الدرب بعيوني
أنا هرجي هرج الصدق
والرزق مضموني
حديث القصيد
عن استخدام الكويتيين للشعر في التعبير عن مشاعرهم في المواقف المختلفة تقول أم جاسم:
من الشعر القديم كثير، الأولون بالقصيد.. يتحادثون، المرحوم الشيخ علي الخليفة اشترى سيارة لونها حليبي (أبيض)، فقال الشاعر يوصف تلك السيارة:
شاقني موترن ما شفت مثله نمونه
موتر مغربي وإن كان ما تبحصونه
موتر الي دار الغبق في عيونه
ما يهود صوابه ليمن يبرد غليله
وإذا صار الليل في منطقة انجفه، كان الرجال يقصدون القصيد، ويكون الرجال بجانب والنساء بالجانب الآخر، والنساء شعورهن الطويلة والقصايب الجميلة.
الحج بالجمال والسيارات
تتحدث أم جاسم عن حج والدتهــا وزيارتها إلى الأراضي المقدسة والفرق بينهما من حيث الوسيلة المستخدمة قائلة: والدتي ذهبت الى الحج على الجمال 5 حجات وجدتي ذهبت الى الحج 7 حجات مع حملة عوض بن شنفا والانصافي وتابي الوطري، وأما أنا فقد ذهبت الى مكة المكرمة 5 حجات بالسيارات اللوري والباص، أول حجة مع ولدي حسين في باص خاص على حسابنا، لكن صاحب الباص أخذ معنا 4 حجاج فقلنا له نحن متفقين الباص لنا من دون حجاج آخرين ولكن اتفقنا على ان يبقى الحجاج معنا.
كلمة للشباب
توجه أم جاسم كلمة للشباب والشابات قائلة: الله الله بالكويت بلدكم أرضكم الحبيبة، وعليكم بالتعليم وحافظوا على الكويت وضعوا الله بعيونكم، ما في أحسن من الكويت ومالنا غير الكويت، حافظوا على النعمة التي نعيش فيها.
شكرا لجريدة «الأنباء»، شكرا لمنصور الهاجري على اهتمامه باللقاءات التاريخية عن الشخصيات وعن الكويت، تحيا الكويت ويعيش الأمير وولي العهد الأمين.
موقف طريف
تحكي أم جاسم موقفا طريفا قائلة: ولدت جاسم وكان لونه أسمر ومن شافه يقول لونه أسمر وقلت لناصر بوطيبان وقلت أريد ان أذهب الى البحر أغسل جاسم يمكن لونه يكشف عن السمار وأخذنا الداية ومعها ملابس الطفل، حملت جاسم على يدي مع الداية وذهبنا الى البحر ونزلت مع جاسم في البحر، وشاهدتني امرأة كانت بالبحر، أخذت جاسم مني ونشفته ولبسته ملابس ورجعنا الي البيت وشاهدتني جارتنا وضربتني وأخذت مني جاسم.. الناس على نياتهم، ونياتهم طيبة وقلوبهم على بعض والمساعدة كانت بين الناس.
جاسم متزوج وعنده أولاد وأحفاد، عندما كنا صغارا صمنا شهر رمضان وكان عمري 7 سنوات وتعلمنا من أمهاتنا وآبائنا وكنت أصلي كل فرض في وقته وذهبت الى الحج وكنت صغيرة مع زوجي.