- الوالد أوقف 12 عقاراً لخدمة الناس وهو وقف عبدالعزيز محمد الدعيج للسقاية وتسبيل الماء وصرت مسؤولاً عنه في عام 1960 وطورت العمل
- اشتريت سيارة وانيت بأربعة عشر ألف روبية عام 1956 وشغلتها مع السائق في الأشغال لمدة سنة بـ 24 ألفاً
- عندما تقدمت للعمل في دائرة الأشغال قال لي المدير «والدك صاحب ماء السبيل بسوق بن دعيج وتطلب عملاً» ؟
- ركبت مع 20 رجلاً وامرأة باص «أبوعرام» في سفرة إلى مكة لأداء العمرة فغرزت السيارة وانكسر الجير وبقينا في الصحراء 10 أيام حتى أكلنا «البصيل»
- والدي اشترى أرضا كبيرة في الشامية وحفر فيها آبار ماء وجعلها سبيلاً للآخرين وثمنت تلك الأرض بداية الخمسينيات بــ 90 ألف روبية
- لإنشاء ماء السبيل الوالد اشترى «غرشتين»وملأهما بالماء ووضعهما أمام باب البيت ليشرب منهما الناس ثم كبرت الفكرة واشترى «حب» كبيراً من الفخار ومعه «جدح»
- المغفور له الشيخ جابر الأحمد كان يقول لي: إذا دخلنا السوق مع المرافقين نتعمد دخول سكتكم لكي نشرب من سبيل الدعيج
- في الأربعينيات أقمت لمدة سنة لدى خالي أمير الأحساء بالسعودية ثم عدنا الكويت وذهبنا لأداء فريضة الحج بمكة المكرمة بالباصات
- والدي صاحب ومؤسس ماء سبيل الدعيج وسوق الدعيج وبيت العائلة كانت مساحته ألفاً وخمسمائة متر مربع
- لدى عملي في المصح الصدري بمستشفى الصباح هاجمت مجموعة من الذئاب بعض الحراس فصعدوا فوق العريش ليسقط بهم
- بيتنا كان يتكون من 26 غرفة وفوق السطح 6 غرف وكان يحيط به السوق الداخلي وساحة الصرافين ومسجد النبهان وماء السبيل وبيت الدهيم وبيت العم محمد العلي الدعيج والربيعان
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع عبدالرحمن عبدالعزيز الدعيج شاهد على عصر جميل وفترة رائعة من تاريخ الكويت، بل هو مشارك وله دور فاعل في مجالات شتى منذ اربعينيات القرن الماضي. يحكي لنا خلال هذا اللقاء عن ذكريات في الكويت وكيف كانت الأمور منذ نشأته. ويتحدث عن سوق الدعيج وكيف أنشأه الوالد وكذلك سبيل بن دعيج كيف بدأ بـ «غرشتين» ثم تطور الأمر ليشتري الوالد «حب» كبيرا من الفخار ومعه «جدح» ويؤكد أنه لدى عائلة بن دعيج 600 سبيل ماء وأن الوالد أوقف 12 عقارا لخدمة الناس، وصار ضيفنا مسؤولا عن هذا الوقف في عام 1960 وقام بتطويره. يحدثنا عن مسيرته في مجال التعليم والعمل وكيف تدرب في دائرة الأشغال على أول جهاز كمبيوتر يدخل إلى الكويت بنظام تخريم البطاقات، وكيف كان حجم الجهاز كبيرا للغاية. يروي لنا قصة عن ضياعة مع 20 شخصا في الصحراء لدى السفر لأداء العمرة وماذا أكلوا عندما نفد الطعام وكيف تم إنقاذهم. كل هذا وغيره من المعلومات الشيقة نتعرف على تفاصيله من خلال السطور التالية.في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا عبدالرحمن عبدالعزيز الدعيج عن أولى خطواته في الحياة وبداياته الأولى، حيث يقول:
ولدت في دولة الكويت في بيت آل دعيج، والدي صاحب ومؤسس ماء سبيل الدعيج وسوق الدعيج، وبيت العائلة مساحته ألف وخمسمائة متر مربع يقع بنفس منطقة سوق الدعيج. نحن اخوة عددنا ثمانية رجال وسبع بنات، حياتنا امتدت حتى عام 1952 في بيت العائلة وبعد أن تقرر هدم البيت وإعادة بنائه وسكنا في المرقاب سكنت في بيت خاص لعائلتي واخواني كل واحد سكن في بيته.
أمضيت حتى عام 1956 وإدارة التثمين في البلدية ثمنت البيوت وأعطونا بيوتا حكومية مؤقتة في الشامية والدسمة وكيفان، وفي 1957/1/1 سكنت الشامية وبعد سنتين وصلني كتاب من البلدية بإخلاء البيوت الحكومية، وغادرت البيت ووجدت قسيمة في الشامية وهي عبارة عن مقر مكاتب الاشغال عندما بنوا وعملوا شوارع الشامية بالماضي كانت أراضي طينية تسلمت القسيمة وبنيت البيت على الطراز العربي الى عام 1965 وهدمت البيت العربي وأعدت البناء كما هو حاليا (فيلا كبيرة)، وأما الاخوان فتوزعوا كل واحد في منطقة.
أعود للحديث عن بيت عائلة الدعيج القديم وفيه ست وعشرون غرفة وفوق السطح ست غرف، وأما الموقع فمن الغرب السوق الداخلي، ساحة الصرافين ومن جهة الجنوب السوق ومسجد النبهان وماء السبيل ومن الخلف بيت الدهيم وبيت العم محمد العلي الدعيج والربيعان وعدة بيوت، وبيتنا استخرجنا منه عشرين دكانا مقابل الشارع على السكة، وعرف بسوقي بن الدعيج وأبوربيعان والدهيم والعم علي الدعيج أيضا فتحوا دكاكين من بيوتهم. وبعد سنوات الوالد اشترى بيت الدهيم وضمه لنا، وعرف واشتهر السوق باسم سوق بن دعيج لوجود ماء السبيل الذي أسسه الوالد.
وقد أخبرني المغفور له الشيخ جابر الأحمد بقوله إذا دخلنا السوق مع المرافقين نتعمد دخول سكتكم لكي نشرب من سبيل الدعيج.
قصة ماء سبيل بن دعيج
يقول الدعيج: قديما إذا رجل غريب يريد يشرب ماء يطرق باب أحد البيوت ويطلب منهم ماء للشرب، أذكر أبومجبل قال مرة انه إذا حضر من البر نوخ الجمال في ساحة الصفاة وذهب الى سبيل ماء الدعيج نشرب ونأخذ معنا القرب ماء السبيل وعندنا بركة ماء داخل البيت تسع خمسين ألف غالون ماء والتي بالساحة تتسع أيضا لخمسين ألفا. البداية الأولى لماء السبيل الوالد رحمه الله شاهد بعض الناس يطرقون باب البيت يطلبون ماء للشرب، وبعد تفكير اشترى غرشتين من الفخار وملأهما بالماء ووضعهما أمام باب البيت صباح كل يوم وبعدما يعود من المدرسة يجد أن الماء قد شرب وزاد العدد وبعد سنوات اشتغل مع عمي علي يبيع المواد الغذائية بالجملة، وكبرت الفكرة واشترى «حِبْ» من الفخار كبير ومعه «جِدَحْ» عبارة عن كأس لشرب الماء ووضعه أمام البيت. وزاد الضغط من الناس فالوالد نقل «حِبْ» الفخار الى الساحة وزاد العدد الى اثنين عام 1960 تسلمت وصية الوالد وأصبحت المسؤول عن ماء السبيل وبنيت حوضا كبيرا مغطى وله حنفيات وماكينة مضخة تسحب الماء من البركة التي بني فوقها الحوض.وكانت قديما الجمال تنقل المياه الى البركة من الشامية والماكينة تنقل وترفع الماء الى الحوض فزاد عدد الناس الذين يشربون الماء من سبيل بن دعيج، وبعض الناس العابرين يحضرون بالليل ويرتوون من ماء السبيل فزاد عبور الناس على سكة بن دعيج ،لهذا السبب ازدهر سوق بن دعيج بسبب تواجد الناس على بركة ماء السبيل والسوق اتسع وكبر وزاد عدد الدكاكين والمهارة اليمنيين كانوا يجلسون على الأرض ويبيعون البضائع.
الدراسة والتعليم
عن مشواره في طريق الدراسة والتعليم يقول الدعيج: لا يخفى على أحد ان سوق بن دعيج فيه مدرسة ملا زكريا الأنصاري وبالقرب من السوق تقع المدرسة المباركية إلا أن الوالد (رحمه الله) سجلني في مدرسة ملا مرشد - رحمه الله - والدوام على فترتين صباحية ومسائية يعني انني اذهب الى المدرسة 4 مرات مشيا مخترقا ساحة الصفاة، المدرسة موقعها برج التحرير حاليا قرب مسجد الشايع جزاهم الله خيرا. واذكر من الطلبة الذين تعلموا في نفس المدرسة أحمد صالح الشايع والشيخ مبارك عبدالله الأحمد، وأولاد السمحان محمد وعبدالله رحمهما الله ومجموعة كبيرة من الطلبة وكانت فترة الدراسة لمدة سنتين ولا يوجد من أبناء الدعيج من درس معي عند ملا مرشد، تعلمت الحساب والعربي وحساب الغوص وعبدالرحمن الرويح علمنا اللغة الانجليزية ومدرسة ملا مرشد أول مدرسة أهلية تعلم اللغة الانجليزية في الكويت في ذلك الزمن، ومن ترك الدراسة التحق بالعمل الحكومي وبعد سنتين تركت الدراسة وسافرت.
السفر الى السعودية
بعد ذلك يتطرق ضيفنا الى الحديث عن سفره الى المملكة العربية السعودية فيقول: سافرت الى المملكة العربية السعودية منطقة الإحساء وأميرها علي عبدالعالي وهو خالي عينه المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود، أمضيت سنة واحدة عنده والتحقت سنة واحدة في إحدى المدارس، وبعد سنة الوالده وخالتي حضرتا الى الإحساء وعائلة الأمير سعود بن جلوي أقاموا لهن حفل غداء وصادف وجود والدة الأمير خالد الفيصل اسمها هيا التركي وخالها سعود بن جلوي وتعرفت على والدتي وخالتي ودعتهن لأداء فريضة الحج فرجعنا الى الكويت في الأربعينيات وسافرت من الكويت الى مكة المكرمة في الباصات وأدينا فريضة الحج وسكنا في بيت المرحوم الملك فيصل وفي البيت الأمير خالد الفيصل وسعد الفيصل وأمضينا فترة ومنها رجعنا الى الكويت وبعد العودة التحقت في مدرسة المثنى الواقعة في شارع فهد السالمعام 47 - 1948 وكان الناظر عقاب الخطيب ومحمد النشمي وعبداللطيف الفلاح وعبدالحميد الشيخ عطية ومن فريج الدعيج الى المثنى ماشيا، وبعد الثامنة مساء ظلام دامس: فلا يستطيع أحد الخروج وخاصة الشباب.
أكملت عاما دراسيا في المثنى وبدأت العطلة الصيفية.
الدراسة المسائية
التحقت بالتعليم المسائي بعدما سمعت أن خالد المسلم أعلن أن مدارس الدوام الصباحي لا تستوعب الطلبة وتم افتتاح مدارس في المساء فالتحقت بمدرسة بن رشيد بالفيحاء والدوام من الرابعة عصرا حتى الثامنة بالليل، وهو ما يعرف بتعليم الكبار، وأذكر العامر والمنصور وباشرت الدراسة حتى حصلت على شهادة رابعة متوسط.
أيضا حصلت على دبلوم التجارة من لبنان بالانتساب ومن المدرسة الدولية، وبعد حصولي على الدبلوم نقلت لعمل آخر.
وكان وزير الاشغال العامة العم خالد عيسى الصالح.
العمل في «الأشغال»
بعد الدراسة جاء وقت العمل، عن هذه المرحلة من حياته يقول الدعيج:
تقدمت بطلب للعمل في دائرة الاشغال العامة وكان مديرها المرحوم محمد النصف ومقرها سابقا في القبلة مقابل البنك المركزي الحالي بفريج سعود عند البوابة، سألت الحارس عن مكتب المدير فأشار بيده ووجدت الباب مفتوحا ودخلت، وبعد السلام قدمت الكتاب لمدير الاشغال العامة وسألني عن اسمي فأخبرته باسمي فقال «والدك صاحب ماء السبيل بسوق بن دعيج وتطلب عملا» فقلت له: «تأخرنا في السعودية ولم التحق بالدراسة»، فعينني بوظيفة براتب مائة وخمسين روبية. لا تعقيدات في التعيين ولا ممنوع في أن تقابل المدير ولا سكرتير ولا مدير مكتب يمنعك من الدخول.
المهم نادى علي أحد الموظفين وقال علمه المحاسبة وعنده آلة حاسبة تدار باليد والموظف اسمه عبدالرؤوف العلمي، ونادى علي موظف آخر وقال له علمه الرسم الهندسي واسمه حسني حمدان، وتعلمت عند الاثنين وأتقنت العلم والمعرفة.
ومع بداية بناء المصح الصدري في مستشفى الصباح عينت للعمل هناك مساعدا مع المسؤول عن تسجيل العمال، ومن الطرائف التي حصلت أثناء العمل أن مجموعة من الحراس هاجمتهم مجموعة من الذئاب فصعدوا فوق العريش الموجود هناك، ولكن العريش سقط بهم.
كان المسؤول عن بناء المستشفى الصدري المرحوم خليفة البحوه ومعه مهندسون وعمال، وأناشد المسؤولين عدم هدم المستشفى القديم، كان عدد العمال ثلاثة آلاف عامل ولكل واحد بطاقة عمل أقوم بتسجيلهم، وكل أسبوع نرسل الكشوف لدائرة الأشغال لكي يتم صرف رواتبهم وصار راتبي ثلاثمائة روبية، وبعد حصولي على الشهادة المتوسطة نقلت الى قسم الصرف بالوزارة بالمرقاب.
أذكر في ذلك الوقت كان عدد العمال والموظفين بالاشغال يقارب ثمانية وعشرين عاملا وموظفا، وأذكر مديرنا يوسف العبدالرزاق وبالصرف أذكر عبداللطيف الابراهيم وحمد عبدالرحمن الرومي وحمد القعود وناصر الصقعبي وسليمان السابج وعبداللطيف المنيس.وصرت مسؤولا عن تسلم المبالغ من الموظفين بعدما يدفعون رواتب العمال وكانت الرواتب تصرف نقدا وبعد ذلك الصرف النقود توضع في ظروف قديما يقولون «البقشه» وبعد ذلك وفي عام 1963 تدربت على جهاز الكمبيوتر (آي. بي. ام) وحجمه بغرفة مساحتها 4 × 4 أمتار وأكبر جهاز ضخم وتم تدريبي مع بعض الموظفين للعمل على الجهاز بطريقة تخريم البطاقات بالمعلومات والفنيين هم المختصون بالتشغيل وبعد تخريم الأوراق يضعونها بالماكينة والبرنتر يخرج الأسماء بالراتب وهو أول جهاز كمبيوتر يدخل الى الكويت بجمه الكبير وإذا تكرر الاسم مرتين يتوقف عن العمل حتى يتدخل الفني، والفنيين من المصريين، ومجلس التخطيط الجهة التي استوردت الجهاز وكان مستأجرا من الآي بي ام وكان مدير التخطيط أحمد علي الدعيج. تدربت لمدة 3 شهور ولذلك عينت واهتممت بالكمبيوتر وعلمت أولادي وهم صغار.
ترقية ودرجة عالية
عن إحدى الخطوات المهمة في مساره الوظيفي يقول الدعيج: حصلت على ترقية ودرجة عالية في العمل عندما كان خالد العيسى الصالح وزيرا للأشغال، احضر مهندسين لبناء الجسور والمهندسين من الأميركان وهو الذي عمل الصرف الصحي في الكويت، وشارع الخليج العربي الى السالمية واذكر م.حامد شعيب وقال اعطونا الخرائط للبلدية ونحن نعمل، يومئذ كنت اعمل بالطرق والطرق 16 مترا شارع الخليج العربي مشروع الري الزراعي بعد ذلك ألغي.
أمضيت في العمل بوزارة الأشغال العامة حتى عام 1974. وكانت علاقتي مع وزير الأشغال العامة العم خالد عيسى الصالح وكنت مرتبطا به واحصل على خدمات ممتازة مع اثنين من زملائي وهم خالد العسكر ووليم شحيبر، كان بعض الموظفين محتجين على حصولنا على الترقيات، ولا تفريق بين الموظفين، الجميع سواسية أمام القانون والاحترام المتبادل.تأجير الوانيتات
عن مرحلة الأربعينيات والخمسينيات وكيف كانت الأحوال في الكويت بهذه المرحلة يقول الدعيج: كان في سوق بن دعيج مدرسة ملا زكريا الدعيج الأنصاري ومن بعده ابنه محمد فتح له مدرسة باسم مدرسة الفلاح وأواخر الأربعينيات كنت اشتري مجلة المصور أو الاثنين من مكتبة الرويح وآخر العام يصبح عندي 52 عددا من كل مجلة، واجمع أعداد كل مجلة واعملها مجدا كبيرا عن ثورة مصر وأيام الرخص، وكان المدرسون المصريون الذين عملوا في الكويت بالأربعينيات يتسلمون رواتبهم من الحكومة المصرية وكانت أول بعثة مصرية تعليمية عام 1942 ومما اذكر انه كانت عندي سيارة بداية الخمسينيات، وكان المدرس يقول للطالب اقرأ الكتاب بكامله لكي تؤدي الامتحان وتنجح، كان المدرس مجدا ومخلصا في عمله ويؤدي عمله على أكمل وجه، وفي فترة الخمسينيات وكما ذكرت كان عندي سيارة وأثناء ذلك وبالتحديد عام 1956 وزارة الأشغال العامة أعلنت عن حاجتها لتأجير سيارات وانيت.. بعد تفكير عميق قلت لنفسي لماذا لا أجرب نفسي بالعمل بالوانيتات؟ وكنت يومئذ اعمل بوزارة الأشغال وتأجير الوانيت مع السائق بـ 2000 روبية شهريا، متوفر عندي 2000 روبية فذهبت الى ابراهيم الربيعة وعنده سيارات وانيت مستوردها في سنتها ذهبت حيث وجود السيارات وقابلت ابراهيم الربيعة وسألته عن سعر السيارة الوانيت فقال 14 ألف روبية، فقلت له أريد ان ادفع لك 2000 والباقي أقساط فقال لا نبيع بالأقساط ولا نعرفه فخرجت لحظات والتقيت مع أبوسعد القضاع المطيري وهو صديق الوالد فسألني عن سبب وجودي بالمكان فأخبرته بالموضوع، وقال ما أخذت من اخيك صالح فقلت لا وذهبت معه لمحله وفتح التيجوري الخزانة وبداخله عشرات الروبيات وقال اكتب ورقة باتسلمك المبلغ فكتبت وتسلمت من العم ابوسعد القضاع مبلغا وقدره 12 ألف روبية وأخذت المبلغ ودفعت 14 ألف روبية للربيعة ومعي السائق وسجل السيارة باسمي والسائق العامر وبعد 3 أيام اشتغل الوانيت بالأشغال.
أخي صالح عرف بالموضوع فأعطاني المبلغ وقال روح للقضاع واعطه المبلغ، والوانيت اشتغل بالأشغال مع السائق، وبعد سنة صار عندي 24 ألف روبية وبعت الوانيت بـ 12 ألف روبية وذهبت للمرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان وكان عنده أراض واشتريت منه قسيمة وأعطيته 2000 روبية وقال من يريد ان يشتري منك الأرض تعال معه عندي وبالفعل بعت الأرض بمبلغ كبير وذلك عام 1956 وأعطاني مبلغ الربح وأخذ سعر الأرض وباشرت بيع الشراء والبيع في الأراضي وكنت اشتغل بالأشغال واذكر الدلال أبوسليمان السند، وتعاملت مع آخرين وخلال العمل بالعقار لم اذهب الى المحاكم كنت احل الخلاف بنفسي مع الطرف الآخر.
الكويتيون وحسن الخلق
السابقون من الكويتيين نجحوا في حياتهم بحسن الخلق وحسن التعامل مع الآخرين، ومن يعمل الخير لوالديه وهما في قبورهما الله سبحانه وتعالى يساعده.حاليا عند عائلة الدعيج 600 سبيل ماء من برادات وأماكن أخرى للسبيل، ومما اذكر ان يوما من الأيام ان صاحب السمو الأمير أثنى على العمل الخيري الذي أسسه الوالد - رحمه الله.
الوالد - رحمه الله - بعدما قرر زيادة أماكن ماء السبيل قرر ان يوقف 12 عقارا لخدمة الناس وهو وقف عبدالعزيز محمد الدعيج للسقاية وتسبيل الماء وصرت مسؤولا عنه في عام 1960 وطورت العمل واشتريت عمارات ومن ضمن الوقف عمارة فيها المركز المالي مقابل البورصة حاليا، وحاليا نفكر بهدم العمارة وإعادة بنائها كبرج كبير مع الأمانة العامة للأوقاف، المهم تطوير السبيل، صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سألني: هل يوجد شارع أو مدرسة باسم الوالد؟ فقلت له لا، ولم نطلب، فأمر بإطلاق اسم الوالد عبدالعزيز الدعيج على شارع القادسية بجوار الديوانية.
العمل الخيري
الوالد - رحمه الله - اشترى أرضا كبيرة قديما في الشامية، حفر فيها جلبان ماء (آبار)، وكان الجمالة ينقلون الماء من تلك الآبار للسبيل وثمنت تلك الأرض بداية الخمسينيات بـ 90 ألف روبية ثروة كبيرة استفاد منها الوالد وكانت في الأصل عملا خيريا للناس.
نحن مسرورون بالعمل الخيري الذي نقوم به، آل الدعيج عائلة واحدة واعدادهم كبير، فالشباب سجلوا أعدادنا فصرنا 2000 افراد عائلة الدعيج، وتقريبا نحن أنسباء مع أكثر وأكبر العائلات الكويتية وأنسباء مع 4 قبائل، أولادنا أخذوا زوجاتهم منهم حتى الأسرة الكريمة آل الصباح نحن أنسباء معهم أعطيناهم 4 بنات وأخذنا منهم. أبناء أولادنا وبناتنا جميعهم متعلمون وبعضهم حصلوا على الشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه بالاضافة الى ان الأسرة مسيطرة على الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة والنصيحة لهم بالتعليم، مثلا من شباب عائلة الدعيج عندنا 11 رجلا يعملون بالنفط، ومما اذكر ان المرحوم الشيخ سالم صباح السالم وزير الدفاع الأسبق قال في الديوانية ان قائد المدفعية والصواريخ يعقوب يوسف الدعيج. وقائد المشاة أحمد صالح الدعيج وقائد الطيران بالوكالة المرحوم عبداللطيف علي الدعيج، فإن الكفاءة هي الأساس وليس الواسطة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ولّى شؤون المسلمين رجلا وفيهم من هو خير منه لا يشتم رائحة الجنة». مثلا مواطن لا يعرف من اللغة الإنجليزية الا اسمها يعين مدير شركة؟ لا هذا خطأ، أقول اننا طورنا السبيل والوقف والتصاميم والمشروع والتصاميم رائعة برادات للنساء وبرادات للرجال، أيضا بنينا مصلى بالطابق الأول للنساء نعمل على تنمية صلاتنا مع أبناء المجتمع الكويتي، لنا معاملات وتواصل مع مجموعة من عائلات المجتمع، والتجار والأفراد، وننبذ الأصوات النشاز، ونتكلم ونمنع المتحدثين نشازا.بيت وكفن
يحكي الدعيج عن بعض اعمال الخير التي قام بها الوالد، ومن هذه المواقف ما قال عنه: حضرت امرأة الى الوالد، رحمه الله، وقالت يابو فلان توفي والدنا ولا يوجد عندنا كفن له فذهب الوالد الى السوق واشترى الكفن وجهز والدهم واشترى بيتا وأسكن فيه رجلا وامرأته لكي يقومان على غسل الاموات مجانا.
مواقف وطرائف
كل إنسان يضع بفكره شيئا واينما يذهب يجعل ربه نصب عينيه واذكر اننا ركبنا سيارة باص «يقال عنه بوعرام»، وكان عددنا عشرين رجلا وامرأة ومعي والدتي وخالتي وابن أخي وتوجهنا الى الاراضي السعودية قاصدين مكة المكرمة لاداء العمرة، وبذلك الوقت السيارات كانت تقطع طريق الدهنة والصحان، ومعروف عن المنطقة ان فيها رمالا كثيفة، اثناء مرورنا غرزت السيارة (الباص) وانكسر الجير ونصبوا خيمتين، واحدة للنساء والثانية للرجال، وكنت اسمع اصوات الذئاب بالليل، مكثنا في البر والطريق مقطوع والأكل والماء بدأ ينفد، وسألني المؤذن: اين ترقد؟ فقلت هنا مع الوالدة وصار يعطيني ماء بالطاسة بالليل وأوزعه على الوالدة وبعض الفتيات، اليوم التاسع صار الأكل على نهايته وقالوا من عنده أكل مثل الدرابيل والكيك يا نساء وزعوه عليكم.
مر علينا اليوم العاشر وفي النهار عبرت التل الصهيد للجهة الثانية ووجدت نبات البصيل نابتا في تلك الارض، ورجعت للأهل وأكلوا منه واليوم الثاني ذهب الرجال والنساء لتلك المنطقة وقلعوا ما بها من بصيل البر، واليوم الحادي عشر حضر عندنا رجل بدوي من اهل البر واحضر معه صميل فيه لبن نوق واحضر جملين ركبهما اثنان من الرجال وذهبوا الى منطقة «جرية» واتصلوا باللاسلكي وبعد فترة حضرت طائرتان تبحثان عن جماعتنا، وكانت الطائرتان تمران من فوقنا وبعد فترة حضرت سيارات وركبنا معهم الى مكة المكرمة وتركنا سيارتنا.
مدينة الأنهار السبعة
كما يحكي الدعيج قصة زيارته للاحساء في المملكة العربية السعودية: اذكر اننا زرنا خالي في الاحساء، وبدعوة من المرحوم علي بن سليمان وكان وزير مالية في المملكة العربية السعودية وكانت العزيمة في احد البساتين ويسمى المرجان وكان محاطا بالشجر، واذكر انني سبحت في نهر الحقل واذكر ان مدينة الاحساء فيها سبعة انهر، البحيرية والحقل وعين نجم وأخرى.وحولتها السعودية لجهة واحدة جمعتها. كنت اسبح وكنا ندور في داخل الماء، وسحبني ماء النهر ومسكتني سيدة كانت موجودة، وشاهدنا ناسا خيرين طيبين على خلق عظيم، واذكر انني التحقت في مدرسة لفترة من الفترات. وابن خالي كان وكيل وزارة المالية في ذلك الوقت وقال ان المملكة رصدت مائة وستين مليون ريال سعودي ايام الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت ولا يسعني في هذا المقام الا التوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين لوقوف المملكة العربية السعودية بجانب الكويت اثناء الغزو الصدامي، والشعب السعودي والحكومة السعودية ورحم الله الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود. لا انكر انني عشت سبع سنوات في بيت الملك فيصل بن عبدالعزيز ولم ار اي شيء يغضب الله، سمو الامير خالد من جيلي وبنفس العمر، وايام الغزو سكنا في فندق اليمامة والامير سعد موجود في الرياض والامير خالد اوصى على عائلة الدعيج.
وزرت الامير خالد في منطقة ابها وامضيت ثلاثة ايام عنده وقد قام بمنجزات وتطوير مدينة ابها، واعطى البعض بيوتا.
والحقيقة ايام الاحتلال الصدامي، دول مجلس التعاون وقفت مع الكويت والكويتيين وقفة رجل واحد وبقوة وبشدة بوجه المعتدي المجرم المقبور صدام حسين حتى تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي، المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون ساعدوا الكويتيين واعطوهم رواتب، واي مشكلة تحل بالود والمعرفة، اهل الخليج العربي والسعودية اعطوا الكثير، وسلطان عمان قابوس بن سعيد سمح للكويتيين بأن يأخذوا اي اثاث يعجبهم، سجل يا تاريخ موقف دول مجلس التعاون دول الخليج العربي والسعودية.
تعليم الأولاد
يتحدث ضيفنا عن تعليم أبنائه قائلا: اشرفت على تعليم البنات والابناء حتى حصولهم على الشهادة الجامعية ولا يمكن ان ازوج اي واحدة من بناتي الا بعد حصولها على الشهادة الجامعية وتعمل، جميع الابناء والبنات حصلوا على الشهادة الجامعية اما الاولاد اذا انهي الدراسة الثانوية نزوجه ونرسله الى اميركا يدرس ويتعلم على نفقتنا مع زوجته حتى يتخرج، وبعد التخرج يعملون بالوظائف الحكومية عدا ولدي محمد يشرف على اعمالنا التجارية ويوزع بعض المواد التموينية وبعض الهواتف وعنده سبع وكالات وابن الرئيس بوش زارنا في الكويت وله علاقة تجارية معنا.
اكتب الشعر ولا أحفظه، والدتي كانت تحفظ الاحاديث النبوية وتصحح للبعض حين الخطأ، كتبت مقالات في جريدة القبس واشعارا نشرتها. وللشباب «ما يدوم الا رب العالمين» فانتبهوا لبلدكم، شكرا جزيلا لجريدة «الأنباء»، شكرا جزيلا للاستاذ منصور الهاجري.حياة الوالد
أما والده وعمله في تجارة المواد الغذائية فيقول عنه الدعية: والدي كان يعمل بالتجارة في بيع وشراء المواد الغذائية بالجملة فكان يذهب الى الفرضة ويشتري القمح من السفن التي تأتي من جنوب ايران والعراق ففي يوم من الايام ذهب كعادته الى الفرضة لشراء المواد الغذائية فشاهد احدى السفن محملة بالقمح بكميات كبيرة وكان البائع المرحوم الحاج صالح معرفي، فسأله الوالد بكم سعر «المن» فقال له بروبيتين، والوالد اشترى الكمية كلها بالسعر الذي باعه، وذهب الوالد الى دكانه ليباشر البيع فيه وبعد ذلك بدأت الحرب العالمية الثانية فارتفع سعر «المن» الى ثلاثة روبيات ونصف، فقال الوالد هذا سهم الحاج معرفي الا انه رفض ان يأخذ من الوالد وبعد فترة ارتفع سعر «المن» الى مائة وثمانية وعشرين روبية وقال للوالد لقد بعتك بروبيتين ونصف والله يرزقك ورفض الحاج صالح معرفي ان يأخذ من الوالد سوى السعر الذي اشترى به الوالد.
الدنيا أرزاق لكن الوالد وصالح معرفي اتفقا على ان يذهبا الى احد القضاة وبعد السلام قال القاضي انتم الاثنين على حق، إلا ان الوالد لم يرض واتفقا. الكلمة تعتبر شيكا والكلمة تثبت عند الاثنين ولا يختلف الاثنان، كانوا قديما يقولون من عسرك الى يسرك وخاصة اذا كان بينهما دائن ومديون، حاليا لا اطرق الباب على المستأجر نتركه حتى هو بنفسه يدفع الايجار وعلى راحته ربما يكون معسرا لظرف ما، وتركته 11 شهرا حتى تمكن من توفير الايجار ودفع الايجار بالكامل لمدة احد عشر شهرا لانه حصل على مناقصة وربح بها مبلغا كبيرا، واذكر يوما من الايام انني دخلت على احد التجار، وقال بصوت مرتفع امام الرجال الجالسين يا اخوان ترى الخير الذي انا فيه من والد هذا الرجل وقال حضر عندي والدك يا بوعبدالعزيز وقال اين بضاعتك؟ فقال له التاجر العين بصيرة واليد قصيرة، فوالدك قام وفتح التجوري (الخزنة) وقال للتاجر خذ هذا المبلغ ألف وخمسمائة روبية وقال والدي للتاجر «من عسرك الى يسرك»، قال التاجر امام الحضور سمعت ان عبدالعزيز الدعيج توفي فأخذ نفس المبلغ الذي اعطاني اياه وذهبت الى صالح وقال دينك مشطوب قبل وفاة الوالد.
تكاتف الكويتيين
يقول الدعيج هناك قصص كثيرة عند الكويتيين عن التكاتف والتراحم. يقال ان رجلا يملك مبالغ كبيرة وضعها في اكياس وسمع ليلة من الليالي صوتا في الغرفة فقام من فراشه وذهب حيث الصوت واذا بحرامي يريد ان يسرق احدى الاكياس فمسكه واعطاه مبلغا بدلا من ان يسرق.
كثيرون قدموا اعمالا خيرية كثيرة للضعفاء والفقراء، الخير والنعمة الحالية عند الكويتيين من افعال الكويتيين السابقين.
قصة شنطة النقود
كنت في السوق مع بعض الشباب واحد من المهارة فجأة وقف وجمع بضاعته في «البقشة»، كان بجانبه شنطة اخذها معه، هو يركض ونحن نركض خلفه حتى دخل مبنى الامن العام، وطلب من الشرطي بورويح ان يقابل المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح رئيس الأمن العام، وسمح له بالدخول ونحن واقفون بالخارج، وقال هذه الشنطة نسيها رجل بعدما اشترى مني اغراضا ولا اعرفه، فتحت الشنطة وكانت فيها آلاف الروبيات، المرحوم الشيخ عبدالله المبارك رئيس الأمن العام عمم على الشرطة بالبحث عن صاحب الشنطة الذي كان سبق ان بلغ الشرطة بفقدان شنطته، وتم استدعاء صاحب الشنطة وتسلم شنطته واعطى الرجل المهري خمسة آلاف روبية، الرجل المهري اخذها وترك الكويت وسافر الى بلده.